اختصاصية بدائرة المرأة والطفل: الغرسة من أكثر وسائل المباعدة بين الولادات أمانا وبدأنا بتطبيقها تدريجيا

 

 

 

 

**الوزارة أعدت كوادر مؤهلة لتقديم هذه الخدمة في مؤسساتها وتنفيذ حلقات تدريب بالتعاون مع خبراء مصريين وصندوق الأمم المتحدة للسكان

 

مسقط - فاطمة الإسماعيلية

أكَّدت الدكتورة سلوى جبار الشهابي طبيبة اختصاصية في طب المُجتمع بدائرة المرأة والطفل بوزارة الصحة أنَّ الوزارة تسعى إلى تشجيع الأسرة على اتباع الوسائل الصحية والآمنة لتحقيق المباعدة المثالية بين الولادات مشيرة، إلى أنَّ الغرسة تعد من أهم الوسائل التي تحقق ذلك، وقد طرحت عالمياً منذ ثمانينيات القرن الماضي وتطورت من 6 كبسولات إلى كبسولتين حتى طرحت الكبسولة الواحدة (إمبلانون) عام 1998، والتي تمّ استخدامها في بعض الدول العربية مثل مصر، منذ عام 2006، كما تستخدم في بلاد عربية أخرى.

وأضافت: الوسيلة تلاقي نجاحًا واسعًا ورضا من المستخدمات في مصر وهذا حسب رأي الدكتور محمد بهاء، استشاري النساء والتوليد، الخبير بصندوق الأمم المتحدة للسكان وهي معتمدة من الهيئات الدولية ومن الهيئة الأمريكية للأغذية والعقاقير وكذلك منظمة الصحة العالمية.

وتوضح الدكتورة سلوى أن الغرسة عبارة عن أنبوب رفيع من البلاستيك يغرس تحت الجلد في الجزء العلوي الداخلي من الذراع ويحتوي على مادة تشبه الهورمون الذي يفرزه جسم السيدة أثناء الحمل وتقوم بوظيفة منع الحمل لمدة 3 سنوات كاملة، ولا تستغرق عملية الغرس سوى دقائق قليلة .

وأشارت الدكتورة سلوى إلى أن وزارة الصحة قررت إدخال وسيلة الغرسة ضمن الخطة الخمسية الثامنة، وذلك لتعزيز وتوسيع الخدمات المُقدمة ضمن برنامج المباعدة بين الولادات الذي تم تدشينه في عام 1994، حيث تقوم الوزارة بتقديم 5 من وسائل المباعدة التي عرفت بفعاليتها العالية. وتلبية لحاجة المنتفعات من هذه الوسائل يجري العمل حاليًا على إدخال هذه الوسيلة التي تعتبر إحدى الوسائل طويلة الأمد حيث تؤمن الحماية من الحمل لمدة ثلاث سنوات.

 وأكدت أنّ المباعدة بين الولادات هو أسلوب السلوك الإنجابي الصحيح لجميع أفراد الأسرة والمجتمع حيث يقوم الزوجان بالتعاون مع الطبيبة باختيار ما يناسبهما من هذه الوسائل والذي سيؤدي إلى خفض نسبة مراضة ووفيات الأمهات والأطفال الناتجة عن حدوث الأحمال عالية الخطورة التي تحدث نتيجة لتقارب فترة الولادات.

مشيرة إلى أنّه إذا تم غرس الكبسولة في التوقيت المناسب فإنّها تمنع الحمل بنسبة أكثر من 99% وتعد من أكثر الوسائل فعالية ولا تستلزم من السيدة أي جهد أو عناية خاصة لتحصل على النتيجة المرجوة.

وأضافت الدكتورة سلوى أن وزارة الصحة تقوم بتوفير عدد من وسائل المُباعدة التي تعرف بدرجة عالية من الحماية والأمان وهي كل من الحبوب أحادية وثنائية الهرمون واللولب والإبر ومقارنة بهذه الوسائل فإن وسيلة الغرسة كذلك تمنح المرأة الأمان، وعند استخدامها لا تحتاج المرأة الى زيارات مُتابعة متعددة أو زيارة المركز الصحي كل فترة للحصول على الوسيلة وتكفي الزيارة السنوية المعتادة للمركز الصحي طالما كانت لا تشكو من أعراض تستوجب العرض على الطبيب.

مؤكدة أن هذه الوسيلة آمنة تمامًا والآثار الجانبية الخطيرة نادرة الحدوث، أما الآثار الجانبية المعتادة فلا تتجاوز عن اضطرابات في الدورة الشهرية في الشهور الأولى من الاستخدام وأحياناً صداع خفيف أو غثيان أو زيادة في الوزن وتقل هذه الأعراض بمرور الوقت أو بتلقي علاج دوائي يصفه الطبيب المختص.

وأشارت الدكتورة إلى أن الوزارة حرصت على اتباع خطوات علمية ومدروسة لإعداد كوادر مؤهلة لتقديم هذه الخدمة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، حيث تم ابتعاث مجموعة من الطبيبات إلى جمهورية مصر العربية ليُصبحن مدربات وطنيات في مجال التدريب على تركيب الغرسة، إضافة إلى تنفيذ حلقات عمل تدريبية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بحضور خبير من جمهورية مصر العربية، حيث تم تدريب مجموعة من الطبيبات من مُحافظات السلطنة ليصبحن مدربات أساسيات في هذا المجال لتأهيلهن لتنفيذ ورش عمل مُماثلة كل حسب محافظتها وخلال الورشة تم أيضا تعزيز المهارات التدريبية والعملية للمدربات الوطنيات.

وخلال حلقة العمل تم التدريب النظري من خلال إلقاء المحاضرات العلمية وبعدها تم تدريب المشاركات على المجسمات التدريبية ومن ثم قامت جميع المشاركات بتركيب الوسيلة لمجموعة من النساء ممن رغبن باستخدام هذه الوسيلة.

وبعد توفير الوسيلة ارتأت الوزارة بدء الخدمة في محافظة مسقط ولذلك تم تدريب المجموعة الأولى من الطبيبات العاملات في 12 مركزا صحيا في محافظة مسقط خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير لهذا العام وسيتم تدريب المجموعة الأخرى لتغطية باقي المراكز بالخدمة الجديدة خلال الشهور القليلة المقبلة. ونفذ التدريب كل من المدربات الوطنيات وهما كل من د. حنان المحروقي طبيببة استشارية أولى طب أسرة ومجتمع بمركز العذيبة الصحي، ود. فايزة الفاضل، طبيبة استشارية أولى، طب أسرة ومجتمع، رئيسة قسم صحة المرأة والطفل في محافظة مسقط، والمدربات الأساسيات لمحافظة مسقط وهما كل من د. هداب عبد الحفيظ، طبيبة اختصاصية و د. نعيمة الرواحي، طبيبة اختصاصية أولى، طب أسرة ومجتمع. وسيتم التوسع بإدخال الخدمة في المحافظات الأخرى وفقاً للخطط الصحية المُقبلة.

وتوقعت الدكتورة سلوى أن يكون هناك تقبلا كبيرا لهذه الوسيلة وبشكل عام لأن النساء يرغبن دوماً باستخدام وسائل جديدة للمباعدة وخصوصًا طويلة الأمد وهذا ما نسمعه دوماً من مُقدمي الخدمة في عيادات المُباعدة بين الولادات وكذلك بسبب كل الامتيازات التي تنفرد بها هذه الوسيلة.

 

تعليق عبر الفيس بوك