مَن لا يحبُ عُمان؟!!

 

 

مسعود الحمداني

(1)

كلنا نحب عُمان..لا مزايدة على ذلك..تختلف نظرتنا للوطن، باختلاف مواقعنا، وزوايا رؤيتنا..لذلك تختلف أفعالنا، وردود أفعالنا..إلا أننا نشترك جميعا في ولائنا، وإخلاصنا له..

فلا يعتقد البعض أن الكتابة هي جلد للذات، بل هي زاوية يرى فيها مُواطنٌ مَواطِنَ الخلل في موضع ما، فيشير إليه، وينبّه له، ويخرجه من ظلمته، لكي يراه متخذ القرار، ويصلحه..

لذلك لا يجب أن ينظر بعض (المواطنين) للبعض الآخر نظرة سوء نية..

فالهدفُ واحد، ولكن السبلَ مُختلفة.

(2)

عملنا طويلاً بصمت، وحدثت أثناء ذلك الكثير من الأخطاء والتجاوزات، علم المواطن بعضها، وجهل أكثرها، إلا أننا تجاوزناها، دون أن يُحاسب أحد، غير أنّه منذ عدة سنوات هبّت رياح التغيير واهتزت أبواب الفساد، وفـُتحت ملفات كانت مُغلقة، وحاول المخلصون إصلاح ما أفسده بعض المسؤولين، ونجحوا في قضايا، وسُدّت أبواب قضايا، واستبشر الشعب خيرًا أحيانًا، وارتابوا شرًا أحياناً أخرى، فالطريق ليس ممهدا في كل الأحوال، و(المغارات) الصغيرة تفتح على (مغارات) أكبر، فالصمت حكمة في بعض الأحايين، حتى لا تفتح بوابات الجحيم على بعض المتنفذين..

على ألا يبقى الوضع على ما هو عليه إلى ما لا نهاية.

(3)

كثير من القرارات التي اتخذت خلف أبواب مُغلقة، صُدّرت للمواطن دون أن يكون له رأي فيها، بعض هذه القرارات خرجت لتخدم فئة معينة، وأخرى لتخدم فردا معينا، وثالثة لتُكرّس وضعا معينا، غير أن سيرورة الزمن، ووعي المجتمع أفسد البهجة على تلك القرارات (المريبة).. ولكن بعد أن سمنت الأبقار، ومحل المرعى.

(4)

في كثير من الأحيان كان التدخل الشخصي لصاحب الجلالة ـ حفظه الله ـ يقف في وجه مطامع بعض المتنفذين، وينحاز لصالح المواطن، غير أنّ ذلك لم يثنِ بعض الفئات من اللعب من خلف الستار، وتحريك الدمى من فوق المسرح، لذلك فاستئصال المرض ليس بتلك السهولة التي يتخيلها البعض، فالشللية و(اللوبيات) داءٌ مستشرٍ في كل دولة، وأصحاب المصالح لا يستسلمون بسهولة، ولا يسلّمون أسلحتهم دون مقاومة، فالمعركة مستمرة، وسيسقط فيها (ضحايا) كثر، هذه هي سنة الحياة والدول.

(5)

هناك جملة يجب أن تُعلّق فوق رؤوس المسؤولين في الجهات المُختلفة، قالها السلطان المفدى ذات يوم: (لا أريد أن أسمع من يقول لا أريد أن أصدّع الحكومة)..هذه العبارة ربما نسيها الكثيرون، ولم يراعِ حقها بعض أصحاب المناصب، فالحكومات في كل العالم وُجدت لتسمع انتقادات، ونقد، وأنين المواطن أينما كان، وألا تغلق أبوابها في وجهه، فهي تستمد شرعيتها منه، وتعمل من أجله، لذا فصوت المواطن أحياناً أعلى من قرار حكومي يطال حقوقه، ويسلبه حتى رأيه فيما يخص معيشته.

(6)

انتقاد أوضاع معينة، لا يعني تقليلاً من شأن الوطن، ولا يعني انتقاصاً من رفعته، ولكنه سعي لا ينتهي كي يكون هذا الكيان الطاهر جميلا ورائعاً دائما، وأن لا يمسّه، أو يدنسّه ماء كدِر، والتشهير بالمسؤول لا يعني تشهيرا بالوطن، فالوطن أنقى مما نتخيله، وأسمى من الصورة القاتمة التي يراه فيها البعض، ولكنه يحتاج فقط إلى نزع الشوائب، والطحالب من نهره ليتطهر من دنس المستغلين لثرواته، والانتهازيين الذين جعلوا منه مزرعة لإكثار ثرواتهم، ونسوا أنَّه يُشاركهم في ترابه وثرواته بضعة ملايين آخرين من البشر، هم الأكثرية والذين يطلق عليهم اسم (المواطنين).

Samawat2004@live.com