علاقات التعاون وحسن الجوار

 

 

تقف السياسة العُمانية الخارجية راسخة كالطود الأشم في مواجهة التَّحديات الإقليمية والعالمية؛ إذ ترتكز هذه السياسة في جوهرها على ما أرساه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المُعظم- حفظه الله ورعاه- من أسس ومبادئ تعتمد قيم التَّعاون والإخاء وتحقيق المصالح المُشتركة للشعوب وعدم التَّدخل في الشؤون الداخلية للدول وكذلك العلاقات القائمة على حُسن الجوار.

لقد كشف اللقاء الذي عقده جلالة السلطان المُعظم مع الرئيس الإيراني عن قدر التَّقدير البالغ لسياسات السلطنة الخارجية، ودورها في تعزيز الاستقرار الإقليمي والذي بدوره سينعكس على مُجريات الأحداث حول العالم.

القمة العُمانية الإيرانية استعرضت مجالات التَّعاون الثنائي القائم بين البلدين، وآليات وسُبل تعزيز هذا التَّعاون، في شتى مجالات العمل المُشترك، وهو ما ستظهر نتائجه خلال المرحلة المُقبلة.

إنِّها مبادئ وموجهات خطتها الحكمة العُمانية على مدى سنوات النهضة المُباركة، وهي امتداد طبيعي وانعكاس حقيقي لما تتحلى به شخصية الدولة العُمانية منذ القدم، فكانت عُمان- ولا تزال دائمًا- دولة سلام، تجمع ولا تُفرِّق، تنثر بذور الإخاء والتَّسامح وتغرس في النفوس قيم ومعاني التَّعاون الرامي إلى بلوغ الأهداف النبيلة، وبما يضمن نشر بساط السلام على الأرض كلها، من شرقها إلى غربها.

الدور العُماني الرائد إقليمياً أثبت بكل قوة أنَّ السلطنة ماضية على طريق الخير وتحقيق التَّقارب بين شعوب المنطقة، بما يكفل إنجاز تطلعات هذه الشعوب المتشوقة للاستقرار والابتعاد عن لغة القوة، والاستناد في المُقابل إلى العلاقات الدبلوماسية وما يستتبعها من عمل مُشترك يفتح آفاقًا جديدة ومُغايرة للتعاون، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية.

كما أنَّ احتفاء وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية بزيارة الرئيس الإيراني للسلطنة، تبرز حقيقة أنَّ السلطنة دولة راعية للسلام ووجهة مثالية لمُختلف مساعي الاستقرار في المنطقة، وهذا ليس بغريب أو جديد على الدولة العُمانية، التي تحرص دومًا على نُصرة وإعلاء القيم الإنسانية السامية، رغبة منها في دفع عجلة الازدهار والنَّماء لشعوب المنطقة، ووأد الخلافات ودعم الأجواء التصالحية.

إنَّ التاريخ سيظل يذكر دومًا الدبلوماسية العُمانية الفريدة وما تُحققه من نجاحات وإنجازات على المُستويات كافة، في ظل القيادة الحكيمة للمقام السامي والتفاف الشعب خلف قيادته الفذة.

تعليق عبر الفيس بوك