تطوُّر منظومة النقل العام

 

 

تسعى السلطنة بخطى حثيثة نحو مواكبة المتغيّرات العصرية، والتعاطي مع التحديات الاقتصادية الراهنة عبر حلول بناءة ومبتكرة، تضمن توفير مختلف الخدمات الأساسيّة للمواطنين بأفضل الأسعار ووفق أعلى معايير الجودة والإتقان.

ومن بين القطاعات التي تواصل الحكومة جاهدة لتطويرها وإحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة بها، قطاع النقل العام، والذي يشهد تطورا غير مسبوق، بدأ مع الانطلاقة الجديدة لشركة النقل الوطنية "مواصلات"، ومن ثم توسع الشركة في توفير الحافلات لنقل الركاب إلى مختلف مناطق العاصمة وعدد من الولايات، فضلا عن خدمات النقل العام الأخرى.

ومن شأن توفير هذه الحافلات أن يعيد هيكلة تنظيم قطاع النقل العام لاسيما في ظل زيادة أسعار المحروقات، ودعوة المواطنين إلى استخدام هذه الحافلات لتحقيق العائد الاقتصادي المرجو، إذ يسهم النقل العام في توفير الوقود من خلال ترشيد استهلاك السيّارات الخاصة والصغيرة، والتحول نحو الحافلات التي تنقل الركاب بشكل جماعي، وهو توجه نجحت في تحقيقه العديد من دول العالم.

التطوير الجديد الذي أعلنته الشركة خلال ندوة واجتماع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة في الشرق الأوسط وشمال إفریقیا، شهد تدشين الهُويَّة الجديدة لمركبات "أجرة مواصلات"، والتي ستُديرها شركة "مواصلات" في مطار مسقط الدولي والمجمّعات التجارية وبنظام الأجرة تحت الطلب.

وستستخدم هذه الهويّة الجديدة المركبات التي تمَّ التعاقد عليها مع أصحاب مركبات الأجرة الحالية، من خلال تدريبهم وتزويدهم بالتقنيات المطلوبة، وتوفير برامج تُمكُن كلّ شخص من طلب سيارة أجرة إلى أي مكان يرغب فيه. ولا شك أنّ مثل هذه الخطوة تضع السلطنة على خارطة الدول التي توظف التقنيات الحديثة والبرمجيات الذكية في تعزيز سهولة الحياة.

ومن حسن الطالع أن يأتي هذا التطور اللافت في منظومة النقل العام بعد يوم من اللقاء السنوي لوزارة النقل والاتصالات والذي كشفت فيه عن مستجدات القطاع والتطورات الحاصلة فيه، علاوة على إبراز ما تحقق من منجزات تخدم كافة فئات المجتمع بمختلف قطاعات الوزارة خلال المرحلة الماضية.

إن تطوير منظومة النقل العام يعود بكل النفع على النمو الاقتصادي للبلاد، وبخاصة فيما يتعلق بترشيد استهلاك الوقود، وتوفير فرص عمل للشباب في هذا القطاع الواعد، لكن يبقى الجانب الأهم والأبرز وهو دعم المواطن لنمو القطاع، عبر التشجيع على استخدام وسائل النقل الجماعي وتحفيز الأفراد على استقلال هذه الوسائل.

تعليق عبر الفيس بوك