إصدار لباحث عربي بالفرنسية عن نيتشه

 

 

باريس - العمانية

 صدر مؤخراً عن دار النشر "باف" بباريس كتاب بالفرنسية عن الفيلسوف الألماني نيتشه من تأليف الباحث حسن تفروت.

يتضمن الكتاب الذي يحمل عنوان "الفلسفة كعلاج عند نيتشه" نقداً للفلسفة المثالية التقليدية التي تنظر في الماورائيات والمُجردات بعيداً عن هموم الإنسان وحياته. فمن خلال نظرة نيتشه للمواضيع التي يجب أن يتناولها التفكير الإنساني والفلسفة عموماً، فإنّه يعتبر الفيلسوف كالطبيب تماماً، تقع على عاتقه مسؤولية مُعالجة المسائل التي تتعلق بوجود الإنسان وكينونته. وقد أسند نيتشه هذه المهمة العلاجية للفلسفة باعتبار الفلسفة أداة لتشخيص وعلاج الأمراض التي تُصيب المجتمعات والأفراد في المجالات المُختلفة، ومنها الثقافة والفن والتربية والسياسة.

وتُعد الفلسفة عند نيتشه ثورة على التفكير الميتافيزيقي والنظرة الأفلاطونية لدورها، وقد التزم نيتشه بهذا الرأي في جميع كتاباته التي وجدت شيوعاً كبيراً بين القراء. ونظراً لاهتمامه بعلم النفس وعلم اللغويات وعلم الأديان وبحثه في النفعية والفلسلفة المادية والمثالية معاً، فإنّ كتاباته مهَّدت للوجودية أو ما بعد الحداثة في الفلسفة والفن والأدب.

وإذا كانت النازية قد تبنت أفكار نيتشه فإنَّ هذا الفيلسوف كان من دعاة تبني قيم مُغايرة لقيم كانط وهيغل السائدة في عصره، وتُعتبر دراسته المفصّلة عن الأخلاق وتصوره لتشكل الضمير والوعي من أهم إبداعاته التي مكّنته من نيل مكانة رفيعة في الفكر الفلسفي الإنساني.

ويُمثل كتاب حسن تفروت إعادةَ اعتبار لنيتشه، وإبرازاً لنقده للمثالية التي وصمت الفكر الفلسفي طيلة عصور مُتعاقبة، ودفاعاً عنه ضد منتقديه، وإبرازاً للوظيفة العلاجية للفكر الإنساني عموماً.

 

تعليق عبر الفيس بوك