الحلم الذي تحقق

 

 

حسين الغافري

 

 

تحقق الحُلم الكبير وفاز مُنتخبنا الوطني العسكري بكأس العالم العسكرية في نسختها الثانية هنا في العاصمة مسقط. وللمصادفة فإنّ التتويج جاء في شهر يناير الذي أصبحنا نستبشر فيه خيراً بعد خليجي 2009 في مسقط وكأس العالم العسكرية لكرة القدم 2017 مساء السبت المنصرم. تتويج مُستحق وفرحة عارمة عاشتها مُختلف الولايات والمحافظات، ورسمت البسمة في كل بقعة من هذا الوطن الغالي. وقد اكّتملت لوحة التتويج بالحضور الجماهيري الكبير الذي ساند وآزر المُنتخب من أولى لقاءاته إلى اللحظة الفارقة، وكان عنصرا فاعلا ومُحفّزا دفع بجهود اللاعبين أضعافاً مضاعفة للأمام. مشهد المباراة النهائية واكتظاظ المدرجات بالجماهير الغفيرة أعطى انطباعا أوليا وقراءة مسبقة على أن الحلم بات وشيكاً وقريباً من أن يُلامس أرض الواقع وهو ولله الحمد ما تحقق في الأخير.

وقد كتبت سابقاً عن الاحترافية العالية والجُهود المُكللة بالتوفيق والتي قامت بها اللجنة المنظمة، والعمل الحثيث والدؤوب على أكمل وجه من كُل الجوانب الفنية والإدارية والتنظيمية والذي أعطى الانطباع المُشرف على قدرة السلطنة باحتضان كبرى المواعيد الرياضية العملاقة، وحُسن إدارة متكامل هيأ البيئة الصحية للمنتخبات المُشاركة. وهو أمر يدفعنا إلى الأمام في مختلف المواعيد المستقبلية القادمة في رؤية استضافات جديدة لبطولات أخرى في مختلف الرياضات.

الالتفاف الوطني واللحمة الواحدة من مختلف شرائح ومكونات المجتمع لعب دوراً كبيراً في إنجاح البطولة تنظيمياً. ونجاح مماثل في بقاء اللقب على أرض مسقط بعد أن لمسنا اقترابه سابقاً بالصورة المشرفة التي ظهر عليها المنتخب العسكري 2013م في أذربيجان وتحقيقه مركز الوصافة، ليعود بعدها بأربع سنوات ويحقق الإنجاز.

التتويج وتحقيق الإنجاز لم يكن مفروشا بالورود وممهد الطريق، وإنما جاء وليد جهود عظيمة من كُل اللاعبين فرداً فرداً وبدعم واسع من الجماهير التي ساندت مشوار المُنتخب وكانت على الموعد، بالإضافة إلى دعم عدد كبير من المسؤولين في القطاع العسكري والمدني كذلك.

والتتويج يأتي بطعم مضاعف بعد تجاوز المنتخب في مشواره الكبير لمنتخبات عالمية عريقة لها صولات وجولات تاريخية. التتويج لم يكن ليحدث لولا ثقة وتكاتف نجومنا، وإيمانهم بقدراتهم وإمكانياتهم التي كُللت بالنجاح وبمساندة من القوات المسلحة قاطبة.

ختاماً، إنّ هذا اللقب يتطلب قراءة فاحصة ومتمعنة بشكل جاد لكل مشوار منتخبنا العسكري، وما حمله من عطاءات حملت التتويج ليكون واقعاً ملموساً، والهدف من هذا كُله إعادة المشهد في الاستحقاقات القادمة ومع مختلف منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها من أجل نهضة رياضية محلية ورفع اسم عمان في كل المحافل الخليجية والقارية والعالمية.