قصة المؤلف الصغيرة قصيرة

 

عبري- ناصر العبري

  **نور**

ضمن نافذة المؤلف الصغير التي تدعمها جريدة الرؤية والخاصة بكوكبة من أطفال السلطنة لطرح مواهبهم وكتاباتهم تطل علينا الطفلة القاصة الأبرار بنت عبد الله بن حمود الناصرية من مدرسة عملاء والعبلة للتعليم الأساسي الصف السابع وهي مُتعددة المواهب تكتب القصة القصيرة وتهوى الرسم، وتُقدم لنا قصة قصيرة بعنوان (نور)

 

                ( نور)

  يروى عن إحدى القرى البعيدة أنَّ جمالها فاق الحُدود، سماء زرقاء، وطيور مُغردة، وسهول خضراء، ونهر منساب، وسكان طيبون يزيدون القرية جمالاً.

  وفي هذه القرية فائقة الجمال، كانت تعيش فتاة اسمها نور، وكانت فتاة مُفعمة بالحيوية والنشاط، تعيش مع والديها وأخيها. وفي يوم من أيام فصل الصيف كانت نور تسير مسرعة نحو مدرستها مع بقية زملائها، وفي الصف الدراسي دخلت معلمتهم وألقت السلام عليهم فردوا التحية ثم جلسوا.

قالت المعلمة: اليوم سيكون عنوان درسنا "مهنة المستقبل"، فمن يُخبرني عن مهنته التي يطمح أن يكون فيها في المُستقبل؟

قال محمد: أريد أن أصبح طبيبًا يُساعد الناس ويرسم على وجوهم السعادة.

قالت ياسمين: أريد أن أكون مُعلمة لأصنع جيلا لغد أفضل.

قال زيد: أريد أن أصبح شرطياً لأدافع عن وطني الحبيب.

قال طارق: أتمنى أن أصبح محاميًا يُدافع عن المظلومين وينصر الحق.

قالت نور وابتسامتها على خديها: أما أنا فأريد أن أصبح كاتبة، سأكتب قصصًا وأشعارا كثيرة لأدخل على الناس البهجة والسرور.

قالت المعلمة: أحلام جميلة بل .. هي رائعة الجمال.

  مرت السنون وأنهت نور دراستها، وبدأت تشق طريقها نحو تحقيق حلمها. قامت نور بكتابة قصيدة عن بحيرة بعنوان "بحيرة القمر"، وقد كانت هذه القصيدة دافعًا كبيرًا لنور لمواصلة الطريق. سعت نور إلى بذل مجهود أكبر في الكتابة.

  كتبت نور قصة بعنوان "قلب أسود"، ثم أرسلتها إلى إحدى دور النشر على أمل نشرها، وبعد مرور أسبوع تلقت رداً من دار النشر.

كان رد دار النشر: استمتعنا بقراءة قصتك، لكننا لا نستطيع نشرها.

تكرر هذا الموقف مرات كثيرة حتى بدأ اليأس يتسرب إلى قلب نور، ثم قررت أمها مُساعدتها فقالت لنور: يا ابنتي ألم تؤلفي قصة "خلف غابة كرز"؟

قالت نور: نعم كتبتها.

قالت الأم: إذًا ما رأيك أن ننسخ عدة نسخ من هذه القصة ونرسلها للأصحاب والأهل لقراءتها.

قالت نور والابتسامة تبدو على وجهها: نعم يا أمي هذا رائع رائع جدًا.

أُرسِلت قصة نور للأصدقاء والأقارب وأخذوا يتناقلونها واحدًا تلو الآخر.

بعد مرور شهرين واقتراب فصل الخريف وصل طرد لنور.

تجمعت الأسرة حول نور وهي مُتلهفة لمعرفة محتوى هذا الطرد، وعندما فتحته نور قالت: ما هذا! إنِّها نسخ قصتي لماذا أعيدت إليّ؟

عندما رفعت نور هذه النسخ سقط من بينها بعض الأوراق، وعندما قرأتها نور قالت وهي سعيدة: إنها رسائل من الذين قرأوا قصتي.

زادت فرحة نور وهي ترى رسائل الشكر والمدح لها.

وفي ذلك اليوم دق جرس الباب، ذهب أخو نور الصغير لفتح الباب فوجد امرأة طويلة القامة وأنيقة المظهر.

دخلت السيدة بيت نور وجلست، ثم شكرت الأم على حسن ضيافتها واستقبالها وقالت: أعرفكم باسمي أنا "بيان" من العاصمة.

قالت نور مندهشة: الآن تذكرتك .. هل أنت حقاً الكاتبة المشهورة بيان؟

فأجابت بيان: نعم أنا هي، لقد قرأت قصتك وأُريد منك أن تذهبي معي إلى العاصمة، حيث ستلقى كتاباتك النشر والاهتمام، لذا ما هو قرارك يا نور أجيبي؟

قالت نور: لا أستطيع الذهاب.

قالت بيان: لماذا ؟؟

ردت عليها نور: لأنني سأفقد الدافع للكتابة.

قالت بيان: لكن لماذا ما هو الشيء المميز في هذا المكان؟

قالت نور: قريتي كزهرة بيضاء لا تعيش في مكعب أسود مليء بالدخان، بل فيها سهول خضراء يانعة تحلق من فوقها الطيور، وزهور جميلة يفوح عطرها في الأجواء.

قالت بيان: أمتأكدة أنت من قرارك يا نور؟

قالت نور: نعم ولن أندم على قراري أبداً. واصلت نور حياتها في قريتها الجميلة، وواصلت كتاباتها راجية من الله تعالى أن تجد يوماً ما طريقها إلى النشر، ضاربة بذلك أروع الأمثلة في حب قريتها والصبر على المصاعب وعدم التخلي عن حلم المُستقبل.

 

تعليق عبر الفيس بوك