أحمد السلماني
تعيشُ الأسرة الكروية بالسلطنة ووزارة الدفاع بشكل خاص هذه الأيام التظاهرة الكروية العسكرية العالمية، التي تنظمها السلطنة لأول في تاريخ المنطقة الخليجية، والتي جاءت ثمرة ملف ثري أجبر القائمين على منظمة "السيزم" بتتويجه أولا رغم المنافسة الشديدة من دول عريقة كرويا في تاريخ البطولة.
ولقد حظي المنتخب العسكري للسلطنة باهتمام كبير من قبل القائمين عليه؛ كونه المستضيف، فضلا عن عروضه القوية وحضوره اللافت في السنوات الأخيرة بإحرازه للقب الآسيوي وتأهله للبطولة العسكرية الأولى بأذربيجان، والتي حقق فيها مركز الوصافة، واليوم لم يُخيِّب الأحمر العسكري آمالَ جماهيره والقائمين عليه بتصدره لمجموعته وتجاوزه لنظيره الغيني بخماسية دون رد وتعادله مع شقيقه البحريني القوي بهدف في مباراة كسر العظام والحوارات الكبيرة، وتأكدتْ جاهزيته للمنافسة وأحقيته للصدارة بفوزه الصعب على الديوك الفرنسية بثلاثية مقابل هدفين، رغم أنَّ هذه المباراة تحديدا كشفت العديد من أوجه القصور في خط الدفاع تحديدا، والتي تستدعي من مدربه مهنا سعيد ومساعده محمد البوسعيدي الوقوف عليها ومعالجتها قبل موقعة الدور الإقصائي يوم الثلاثاء المقبل.
إذاً لنتفق جميعا، وكل من يهمه أمر المنتخب العسكري أنَّ الثلاثاء المقبل يوم له ما بعده؛ فإما مواصلة المشوار معا حتى النهاية يدا بيد أو ترك الأحمر العسكري وحيدا، وأجزم يقينا أن الجميع، كبار القادة وإدارة المنتخب واللجنة المنظمة والجماهير العاشقة لعروضه الجميلة، وكل من له شأن بالرياضة العمانية وكرة القدم تحديدا سينصهرون جميعا في بوتقة واحدة تترجم حسا وطنيا عاليا وبصوت واحد يذكرنا بـ"عمان نبض واحد" خلف نجوم الأحمر لمواصلة المشوار؛ فالبطولة بالنسبة لنا نحن العمانيين لم تبدأ بعد والقادم -على صعوبته- سيكون أفضل وأجملح فمن شاهد تنويع اللعب والهجمات وجمالية وقوة الأهداف أمام غينيا يتذكر الزمن الجميل للأحمر الكبير، علي الحبسي ورفاقه، ومن شاهده يفرض أسلوبه ويسيطر أمام المنتخب البحريني القوي والمدجج بنجوم المنتخب الأول البحريني بمدربه التشيكي ميروسلاف وحتى الدقائق الأخيرة حيث اعتمد الأشقاء على المرتدات بعد تدني مستوى اللياقة البدنية لديهم على عكس لاعبي الأحمر العسكري، يدرك أننا ننفض غبار السنين العجاف كون هذا المنتخب هو القرين للمنتخب الأول مع بعض الفروقات البسيطة، وصورة جمعت الهولندي فيربيك مدرب منتخبنا الأول مع الجهاز الفني للأحمر العسكري ترجمة واضحة وصريحة أن الهولندي لن يتعب كثيرا في الإعداد للتصفيات الآسيوية وكأس الخليج، وهذه واحدة من أهم إيجابيات البطولة بالنسبة للكرة العمانية. وجاءت موقعة الديوك والتي زج فيها مهنا سعيد ببعض لاعبي الدكة المتخمة بالنجوم أصلا، والتي كانت فرصة له لمعالجة بعض الثغرات، خاصة في الخطوط الخلفية وتداركها في الأدوار الإقصائية.
واليوم ليس غدا، الواجب ينادي جميع أطياف الشعب العُماني للوقوف صفا واحدا خلف الأحمر العسكري الممتع، الوزارات والهيئات الحكومية وجميع القطاعات الأمنية والعسكرية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص والجماهير، كلها مطالبة بالدعم وأن تزحف نحو مجمع السلطان قابوس ببوشر مساء الثلاثاء لمؤازرة المنتخب؛ فهذا شعور وواجب وطني، وكل بما يجود، وتحية إكبار للاتحاد العماني لكرة القدم السابق والحالي على مبادرته بدعم الأحمر العسكري ودعم البطولة، وننتظر من الأندية الـ44 والفرق الأهلية تسيير روابط مشجعيها أيضا، والقائمين على الرياضة العسكرية عندما قدموا ملف استضافة هذا الحدث العالمي إنما كانوا يترجمون حقيقة مهمة أقر بها العالم بأسره، وهي أن الشعب العماني محب للسلام وأن قائده الفذ إنما هو "رجل السلام" بامتياز، وليس أدل من ذلك سوى أن تنظم قوات السلطان المسلحة بطولة كروية عالمية في عالم يموج بمشاهد الحروب والدماء، فهلا ترجمنا حبنا نحن أيضا للوطن ولقائده المفدى بالوقوف خلف منتخب السلطنة العسكري، ورسم لوحة السلام بمجمع السلطان قابوس ببوشر مساء الثلاثاء؟! إذا إلى هناك.. وللقصة بقية لدى جماهير الأحمر الوفية.