كندا "واثقة" من إدراك الرئيس الأمريكي الجديد لفوائد التعاون معها.. والمكسيك تسعى لعلاقات أقوى

ألمانيا تحث أمريكا على الالتزام باتفاقيات التجارة مع بدء عهد ترامب.. ونائب ميركل يحذر من "أوقات صعبة"

 

 

عواصم- الوكالات

قال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله إن الولايات المتحدة يجب أن تلتزم باتفاقيات التجارة الدولية في ظل رئاسة دونالد ترامب، مضيفا أنه لا يتوقع نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة رغم انتقاد ترامب لشركات صناعة السيارات الألمانية.

وتعهد ترامب الذي تولى منصبه رسميا أمس الأول الجمعة بإجراء تغييرات جذرية في السياسة التجارية الأمريكية ويرى خبراء اقتصاديون أن سياسات الحماية التجارية التي يتبناها تمثل أكبر مصدر للخطر على النمو الأمريكي. وقال شيوبله لمجلة دير شبيجل الألمانية "الولايات المتحدة أيضا وقعت اتفاقيات دولية... لا أعتقد أن حربا تجارية كبيرة ستندلع في الغد ولكن من الطبيعي أن نشدد على الالتزام بالاتفاقيات". وقال شيوبله بشكل منفصل في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا " أنا متفائل تماما بأنه حتى الولايات المتحدة وبقية العالم ككل لن (يتخلوا) عن الدفاع عن التجارة الحرة". وقال إن الاقتصاد الألماني سيشعر بوضوح بآثار أي نزعة حماية تجارية ناشئة من واشنطن لكن ألمانيا ستكون محمية إلى حد ما نظرا لأن النمو بها يقوده حاليا الطلب المحلي. وكان ترامب انتقد شركات صناعة السيارات الألمانية هذا الأسبوع لعدم إنتاجها المزيد من السيارات في الولايات المتحدة وحذر من أنه سيفرض ضريبة حدودية تبلغ 35 بالمئة على السيارات المستوردة إلى السوق الأمريكية. وتوظف الشركات الأمريكية أكثر من 600 ألف شخص في ألمانيا أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة وتوظف الشركات الألمانية عددا مماثلا تقريبا من الموظفين في الولايات المتحدة. وقال شيوبله إنه يتمني حظا موفقا لترامب إذا ما رغب في أن يملي على الأمريكيين أي سيارات سيقتنوها. وقال شيوبله "هذه ليست صورتي عن أمريكا ولا اعتقد أنها صورته أيضا".

فيما قال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية اليوم الجمعة إن بلاده ستحتاج إلى استراتيجية اقتصادية جديدة تتجه إلى آسيا، إذا ما بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة حربا تجارية مع الصين محذرا من "أوقات صعبة" بعد تنصيب ترامب. وقال جابرييل في مقابلة مع تلفزيون زد.دي.إف في أول رد فعل رسمي من جانب ألمانيا على تنصيب ترامب "ما سمعناه كان نبرات قومية عالية... أعتقد أنه علينا التأهب لأوقات صعبة". وأضاف أن ترامب "كان جادا جدا" في خطاب تنصيبه وهو ما يعني أنه سينفذ تعهداته فيما يتعلق بالتجارة والقضايا الأخرى ويحولها إلى فعل. وقال إن على أوروبا وألمانيا أن تقفا سويا "للدفاع عن مصالحنا". والولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا وحذر ترامب من أن إداراته ستفرض ضريبة نسبتها 35 بالمئة على السيارات التي تخطط بي.إم.دبليو الألمانية لإنتاجها في مصنع جديد في المكسيك وتصديرها للسوق الأمريكية.

إلى ذلك، قالت الحكومة الكندية إنّها واثقة من أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب سيرى أن العمل مع كندا عن كثب يصب في صالح اقتصاد البلدين. وقال ترامب في الخطاب الذي ألقاه في حفل تنصيبه إن إداراته ستلتزم بسياسة "اشتر الأمريكي". وكان ترامب تعهد بإعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع كندا والمكسيك. وترسل كندا 75 بالمئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة وقد تتضرر كثيرا من أي إجراءات أمريكية جديدة تهدف إلى تقليص الواردات من الخارج. وقال جوزيف بيكيريل المتحدث باسم وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند في بيان "نحن واثقون من أن الإدارة الجديدة سترى أن شراكة كندا مع الولايات المتحدة تعضد بلدينا وتمنح فرصا حقيقية لتنمية اقتصادينا".

وفي السياق، قال الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو إنه يريد تعزيز العلاقات مع نظيره الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي أدت تهديداته وانتقاداته للمكسيك إلى إثارة مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية ضخمة وأدت إلى هبوط عملتها. وكان كثيرون في المكسيك قد سخروا من بينا نييتو لاجتماعه مع ترامب في أغسطس بعد أن وصف ترامب المكسيكيين بأنّهم مغتصبون وقتلة. وقال بينا نييتو على توتير إنه سيدافع عن مصالح المكسيك وشعبها في حوار"يتسم بالاحترام". وقال"سنعمل على تعزيز علاقتنا بمسؤولية مشتركة." وكان الرئيس المكسيكي قد شبه صعود ترامب بصعود أدولف هتلر وبنيتو موسيليني بعدالانتقادات التي وجهها ترامب في بداية حملته الانتخابية. وتعهد ترامب ببناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لإبعاد المكسيكيين وهدد بإلغاء اتفاق تجاري مشترك إذا لم يستطيع إعادة صياغته لصالح الولايات المتحدة. وقال موقع البيت الأبيض على الانترنت يوم الجمعة إن ترامب ملتزم بإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) والتي تعزز اقتصاد المكسيك وإنه سيتحرك للانسحاب منها إذا لم يتم التوصل "لاتفاق منصف". وقالت الحكومة إن بينا نييتو سيدلى بكلمة تتعلق بالسياسة الخارجية صباح الإثنين وذلك قبل بضعة أيام من سفر وفد من كبار المسؤولين المكسيكيين إلى واشنطن لبحث العلاقات مع كبار مستشاري ترامب. وسيرأس الوفد وزير الخارجية لويس فيديجاري الذي قال في مقابلة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إنه سيلتقي مع كبار مساعدي البيت الأبيض بالإضافة إلى الجنرال جون كيلي الذي صدق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه وزيرا للأمن الداخلي. وتعهد فيديجاري "بالتفاوض بلا خوف" وقال إنه سيعمل على ضمان حماية تحويلات المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة إلى عائلاتهم في المكسيك من أي مصادرة. وكان ترامب قد هدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة على السلع المصنوعة في المكسيك مما أدى إلى هبوط البيزو إلى مستويات متدنية بشكل تاريخي مقابل الدولار.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك