وكيل التنمية يلتقي بوفد من الطلبة والطالبات في الاحتفال بيوم الطفل الخليجي

 

 

 

مسقط – الرؤية

احتفلت وزارة التنمية الاجتماعية صباح أمس الإثنين بيوم الطفل الخليجي الذي يوافق 15 يناير ويهدف إلى غرس مفاهيم الهوية الخليجية في نفوس الأطفال، مع التركيز على حقوق الطفل التي كفلها له القانون في مُختلف دول الخليج العربية، ونشر الثقافة الحقوقية والمجتمعية التي من شأنها التعريف بحقوق الأطفال وتجنيبهم الممارسات العنيفة التي تضيع من خلالها براءتهم وحقوقهم وذلك بتنظيم لقاء للأطفال مع سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل التنمية الاجتماعية رئيس لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، وبمشاركة سعادة السيد الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي نائب رئيس لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، وذلك بديوان عام وزارة التنمية الاجتماعية بمدينة السلطان قابوس.

شارك باللقاء 20 طالبًا من مركز رعاية الطفولة، وجمعية رعاية الأطفال المعوقين، ومدرسة شمساء الخليلي للتعليم الأساسي (5-10)، ومدرسة الإبداع العالمية الخاصة، ومدرسة أسماء بنت يزيد للتعليم الأساسي (5-10)، ومدرسة النعمان بن بشير للتعليم الأساسي (5-10)، إلى جانب مدرسة جوهرة مسقط الخاصة، ودولة قطر الشقيقة، وقد هدف اللقاء إلى ترسيخ مبدأ إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن آرائه وأفكاره بحرية وبطرق منظمة، وتنمية مواهبه الفنية والثقافية والإدراكية، بالإضافة إلى دمج الأطفال المشاركين مع إخوانهم الطلاب المشاركين باللقاء من ذوي الإعاقة بما يحقق مبدأ الدمج والمساواة.

برنامج اللقاء

بدأ اللقاء بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب سليمان بن أحمد القسيمي من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، ثم قدمت الطالبة فرح اللواتية من مدرسة الإبداع الخاصة كلمة شكر لصاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه - قالت بها:" كل الشكر لك سيدي، فبفضلك أصبح الطفل العماني يحظى برعاية فائقة تناظر ما يتم تقديمه للأطفال على أعلى المستويات في دول العالم، وهذا يعكس اهتمامكم العميق برعاية الإنسان العماني في كل مراحل العمر وأهمها مرحلة الطفولة، باعتبارها عماد المستقبل، وذلك من خلال إتاحة الفرص الملائمة لهم للتعلم والنمو والاستمتاع بطفولتهم في جو صحي ملائم".

ثم قدم الطالب مصطفى بن محمد النبهاني من مركز التوحد بجمعية الأطفال المعاقين نشيدا بعنوان بلادي عمان، كما قدم الطالب أيوب بن أحمد البادي من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين قصيدة وطنية بعنوان إلى أعياد عُمان، وشاركتهم الطالبة أسيل بنت أحمد الحوقانية من مدرسة الإبداع العالمية تقديم قصيدة وطنية في حب الوطن والسلطان، تلا ذلك تقديم مختصر حول إنجازات الطفولة في عمان وقانون الطفل العماني قدمه الطالب عبد الله بن عبد العزيز الهنائي من مدرسة الإبداع العالمية، تطرق خلاله للتعريف بقانون الطفل العماني الذي صدر في العام 2014م، وأهم البنود التي اشتمل عليها والحقوق التي كفلها للطفل سواء الحقوق المدنية أو الصحية أو التعليمية أو الثقافية، كما تطرق لذكر خط حماية الطفل 1100 والذي يهدف إلى تلقي البلاغات عن حالات تعرض الأطفال للعنف والإساءة وتقديم الحماية العاجلة للطفل والمتناسبة وحالة الإساءة التي تعرض لها، بعد ذلك قدم محمد حمد هزاع الهاجري من دولة قطر الشقيقة كلمة حول حرية الرأي في التعبير للأطفال، وأهمية إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن رأيهم حول حقوقهم والقوانين التي تخصهم وتضمن لهم تلك الحقوق، ومناقشتها سواء كانت تلك القوانين تكفل لهم حقوقهم على المستوى المحلي أم على المستوى العالمي، وفي الختام قدمت الطالبتان أسرار بنت راشد الراسبية وأسماء بنت عبد الله المعولية كلمة حول قيم المواطنة والهوية الثقافية.

 

الأخلاق تبني الأمم

بعد ذلك فتح سعادة الدكتور يحيى المعولي باب الحوار مع الأطفال بكلمة وجهها لهم مرحبًا خلالها بهم ومثمنا جهود دائرة شؤون الطفل في عقد هذا اللقاء، قائلا إننا ومن منطلق إنساني ننظر إلى الطفل في كل مكان بغض النظر عن دينه وجنسيته وعرقه، باعتباره إنسانا يستحق أن ينال كافة حقوقه، ومشاركتكم تؤكد على أهمية أن الجميع مشترك في هذا الوعي والكل يتبنى أن يشترك ويشارك بأن يكون المستقبل أكثر إشراقا لأطفالنا بإذنه تعالى، وأضاف :" في الحقيقة أنا أتذكر مولانا صاحب الجلالة -حفظه الله وأمد في عمره-، أنه كان يزور المدارس في بداية عصر النهضة المباركة، وفي زياراته كان يسأل الطلاب ويؤكد على مسألة مهمة جدًا وهي عنصر الأخلاق، فكان يستشهد ببيت الشعر الذي قاله الشاعر الكبير أحمد شوقي إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وهذه رسالة بدأ بها صاحب الجلالة حينما كان يؤكد أن التعليم وحده لا يكفي، فالتعليم يجب أن تصاحبه التربية والأخلاق، والدين لوحده لا يكفي سواء كان دين الإسلام أو أي دين سماوي آخر، وإنما الدين يجب أن تصاحبه الأخلاق، فالضابط في كل حركاتنا وسكناتنا وتعاملاتنا هي مسألة حسن المعاملة والتي تعبر عن الأخلاق، وكذلك هناك بيت شعر يربط بين التعليم والأخلاق وهو قول الشاعر والعلم إن لم تكتنفه شمائلٌ.. كان مطية الإخفاقِ، فكثير من الناس متعلمين ولكنهم فاشلين وكثير من الناس متدينين ولكنهم فاشلين، فهم مصدر للدمار وليس للبناء، فالبناء لا يتحقق إلا بالأخلاق، وأنا أرى الأخلاق تتجسد فيكم، في تعاملكم وتربيتكم وقيمكم وأخلاقكم، سواء كنتم عُمانيين أو قطريين الحاضرين منهم معنا والغائبين وكذلك جميع أبنائنا في دول الخليج العربية، فكلمة أوجهها لجميع أطفالنا فأنتم البركة والخير ونحن فخورون بكم ومتفائلون بكم ونرى المستقبل فيكم ونسأل الله أن يُسعدكم ويجعلكم بناة خير لهذه الأمة الإنسانية والإسلامية والعربية.

بدأ الحوار بعدها بطرح الأطفال لعدد من الأسئلة حول الطفولة والحقوق التي كفلها القانون للأطفال، إلى جانب الاستيضاح عن بعض المصطلحات والبنود القانونية المتعلقة بالطفل وبقانون الطفل العماني، وقد نم هذا اللقاء عن مدى ثقافة الأطفال المشاركين وإدراكهم لحقوقهم ومتابعتهم لكل ما هو جديد في مجال الطفولة وحقوق الطفل.

تعليق عبر الفيس بوك