"الزراعة" تنجح في إيجاد نوع من الأشجار الرعوية يزيد كمية إنتاج عسل النحل بعد 3 سنوات من البحث

...
...
...
...
...
...

 

مسقط - الرؤية

نجحت وزارة الزراعة والثروة السمكية في إيجاد نوع من الأشجار الرعوية التي تساهم بفاعلية في زيادة كمية إنتاج عسل النحل؛ حيث قامت باستيراد نوع من الأشجار الرعوية تعرف بالسمر الأسترالي أو سنط الملح، وهو أحد فصائل الآكاسيا الرعوية، وذلك نظراً لتدهور المراعي المحلية بسبب قلة الأمطار  والرعي الجائر والتصحر والتطور العمراني، وغيرها من الأسباب.

وارتأت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في مركز بحوث الإنتاج النباتي بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية، البحث عن مصادر رعوية أخرى ذات قيمة غذائية واقتصادية لأصحاب المواشي والحيوانات الأخرى، حيث تمثل المراعي أحد المصادر الأساسية لتغذية الحيوانات، إضافة إلى الأعلاف وغيرها من المصادر الأخرى.

وحول مفهوم الآكاسيا الرعوية وفصائلها، قالت المهندسة صفاء بنت محمد بن ناصر الفارسية رئيسة قسم بحوث البذور والمصادر الوراثية النباتية بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية إن أستراليا هي الموطن الأصلي لشجرة الآكاسيا وهي ما تعرف بالسنط من الفصيلة القرنية، والتي يبلغ عدد أصنافها قرابة 1300 نوع حول العالم. وأضافت الفارسية أن هناك الكثير من أصناف الآكاسيا المقاومة للملوحة والجفاف، وكثير منها تقوم  بدور حيوي في تثبيت النيتروجين الجوي في التربة، مشيرة إلى أن بذور الآكاسيا ذات قيمٍة غذائيةٍ عالية تفوق قيمة القمح والأرز فهي تحتوي على 20% بروتين و35% دهون.

وبينت أن السلطنة تضم ما يقارب 12 نوعاً محلياً مختلفًا، وأكثرها انتشارا هو السمر والقرط والطلح والسلم، وتعد شجرة السمر من الأشجار المهمة في شبه الجزيرة العربية، ولا يمكن تصور الصحراء بدون هذا النوع من الأشجار؛ إذ توجد أعداد كبيرة من هذه الأشجار في مناطق لا تتجاوز كمية الأمطار فيها 50 مم سنوياً، كما ينتشر في السلطنة السمر المحلي وقد أدخل إلى السلطنة عدة أنواع من الآكاسيا وكان آخرها سنط الملح أو السمر الأسترالي. وعن مفهوم السمر الأسترالي، أوضحت الفارسية أن السمر الأسترالي شجرة تابعة للفصيلة الطلحية التابعة لفصيلة القرنيات، وتمتاز عادة بأنها غالبا ما تكون وحيدة الجذع تتفرع إلى سيقان فوق سطح الأرض ويصل ارتفاعها من 2-8 أمتار، وقد يصل إلى 20 مترا في الأراضي الخصبة، وتكون عديمة أو ضامرة الأشواك ذات أوراق متوسطة الحجم، وتعد شديدة التحمل للملوحة، كما تشير الدراسات البحثية إلى أنها تتحمل درجة ملوحة مياه الري إلى لأكثر من (20 ديسيسمن/م) وقد تعطي أزهارا في السنة الثانية من الزراعة. وأضافت أن أزهار هذه النباتات بيضاء بلون الكريم أو أصفر فاتح لها رائحة عطرية، تتجمع في هامات مستديرة، قطر الواحدة منها سنتيمترا واحدا، وهي غزيرة الأزهار؛ إذ إن عدد الأزهار في الغصن الذي يصل طوله مترا، قد تصل إلى 400 زهرة يقبل عليها النحل بشكل كبير. وذكرت الفارسية أن موسم تزهير هذه الشجرة بالسلطنة عادة في منتصف نوفمبر، ويستمر لمدة شهر ونصف تقريبًا، لتدخل في دورة موسم الرحيق لنحل العسل بالسلطنة بين السدر وكل من الشوع والسرح، وتتحول هامات الأزهار في وقت لاحق إلى عناقيد تحمل قرونا حلزونية طول الواحد منها يصل من 7 إلى 12 سم غير متفتحة وتتفتح بعد النضج والجفاف إلى أن تتناثر البذور.

وردا على سؤال حول استغلال السمر، أوضحت الفارسية أنه يمكن استغلال السمر الأسترالي كمصدر علف جيد للجمال والماعز في المناطق شبه الجافة؛ حيث إن علفها يتوافر على امتداد الموسم الجاف في غياب المصادر العلفية الأخرى، وتقدم القرون كغذاء للحيوانات لغرض الحليب لرفع نسبة إنتاجيتها من الحليب، كما إن القرون والأوراق غنية بالبروتين المهضوم (12 في المئة) وهي غنية بالمعادن بينما البذور غنية بالبروتين الخام (38 في المئة) والفسفور، ويقدر إنتاجها بحوالي طن واحد من المادة العلفية الجافة لكل هكتار في العام.

فيما تحدث الدكتور حسن  اللواتي رئيس قسم بحوث النحل بمركز بحوث وقاية النبات بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية عن الدورة الرعوية السنوية للنحل، وقال إنه مع قلة سقوط الأمطار وندرتها وقساوة حرارة الصيف، أصبحت السلطنة تفتقر إلى المصادر الرعوية وحبوب اللقاح للنحل، لذلك قام قسم بحوث البذور والمصادر الوراثية بالتعاون مع قسم بحوث النحل بزراعة دورة رعوية بالمديرية بهدف تنشيط النحل على مدار السنة وسد النقص لمصدر حبوب اللقاح وكمصدر بروتيني للنحل. وأوضح اللواتي أن هذه البحوث استمرت لمدة ثلاث سنوات من عام 2009 ولغاية 2012، وقد اشتملت على زراعة ثلاثة أنواع من الأشجار والمحاصيل الحقلية على اختلاف مواسم تزهيرها وهي(السمر الأسترالي والكانولا والدخن)، وقد تم زراعة 30 شجرة منها حول المنحل بالمديرية ، وبعد عام من الزراعة كانت زهورها مصدر غني جدا لحبوب اللقاح ولازالت تزهر في كل عام.

وفي استطلاعات للرأي أجريت مع عدد من النحالين خلال تواجدهم في سوق العسل العماني حول معرفتهم بشجرة السمر الأسترالي، أفادوا بأن هذه الشجرة من النباتات المقاومة للملوحة وغير مستنزفة للمياه، كما أنها مصدر واعد للنحل في حبوب اللقاح والرحيق.

تعليق عبر الفيس بوك