أكد أنّ ذلك ترجمة لمواد القانون وحلقة وصل مباشرة مع الوزارة

الكلباني يدشن خط حماية الطفل من الإساءة

مسقط – الرؤية

دشّنت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للتنمية الأسرية وبالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات صباح أمس الأربعاء الخط المجاني لحماية الطفل 1100 تحت شعار "حماية الطفل مسؤولية الجميع"، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، بحضور سعادة الدكتور حمد بن سالم الرواحي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الاتصالات وعدد من أصحاب السعادة، بمقر هيئة تنظيم الاتصالات مقابل مطار مسقط الدولي.

وأكّد معالي وزير التنمية الاجتماعية أن تدشين خط حماية الطفل جاء بناءً على معطيات واقعية وحاجة فعلية لحماية الأطفال في المجتمع العماني، مشيرا إلى أنّ ما نسبته 43% من إجمالي عدد السكان في السلطنة هم دون سن 18، ومن هنا فإنّ الوزارة تسعى بمختلف الطرق للاهتمام بهذه الفئة وتوفير مختلف أنواع الرعاية لهم، موضحاً أنّ هذا التدشين ما هو إلا ترجمة للمواد المتعلقة بقانون الطفل والتي تقضي بتوفير سبل الرعاية المُختلفة لهؤلاء الأطفال، حيث إنّ هذا الخط سيكون حلقة وصل مباشرة بين الطفل المتعرض لمختلف أنواع الإساءة وبين وزارة التنمية الاجتماعية ومختلف الجهات ذات العلاقة، وذلك من أجل حفظ حقوق الطفل.

وقد افتتح حفل التدشين بكلمة لوزارة التنمية الاجتماعية قدمها الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية ذكر خلالها أنّ مشروع خط حماية الطفل من المشاريع الوطنية الرائدة لخدمة الطفولة بالسلطنة، ودليل واضح على اهتمام وزارة التنمية الاجتماعية المتزايد بمختلف القضايا التي تهم شؤون الأسرة والطفل في كل المجالات، ويسعى الخط في المقام الأول إلى دعم الأطفال دون سن الثامنة عشرة، واستجابة للاحتياجات المختلفة للطفولة في السلطنة عبر رقم هاتفي مجاني وموحد، بهدف توفير المشورة للأطفال أو مقدمي الرعاية لهم، ومتابعة توفير خدمات الرعاية والحماية عبر الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات، وأضاف الهنائي أنّ هذا الخط يهدف إلى التعامل الفوري مع الحالات الطارئة من خلال آلية الإحالة المباشرة للجهات المسؤولة ومتابعة بلوغ الخدمة للأطفال في الوقت المناسب، كما سيعنى بدرجة كبيرة بالأطفال الذين يتعرّضون لأي من أنواع الإهمال أو الإساءة أو الحرمان أو الاستغلال أو التمييز، وفاقدي الرعاية الوالدية، والأيتام وغيرها من الحالات، مع إعادة تأهيلهم وأسرهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى وذلك من خلال لجان حماية الطفل في جميع محافظات السلطنة، وعبّر فريق عمل من مندوبي حماية الطفل والباحثين الاجتماعيين والنفسيين المتدربين لإعداد خطة التدخل وتوفير الحماية للطفل بالتنسيق مع الشركاء المعنيين من المؤسسات الحكومية والجمعيّات الأهلية، وسيعمل الخط على مدار 24 ساعة حيث يقوم المختصون باستقبال البلاغات والتعامل معها.

بعد ذلك دشّن معالي الشيخ محمد الكلباني راعي الحفل خط الحماية بالاتصال على الخط 1100 وتبادل الحديث مع المختصين حول ماهية التعامل مع الحالات التي ترد إليهم، والإجراءات المتبعة للحماية، والجهات التي يتم التعاون معها من أجل التدخل وحماية الطفل.

وقدمت ابتسام بنت محمد اللمكية أخصائية اجتماعية بدائرة الحماية الأسرية عرضا مرئيا ذكرت خلاله أنّ الخط يعد ثمرة تعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية وهيئة تنظيم الاتصالات وشركات الاتصال (عمانتل وأوريدو)، متطرقة إلى التعريف بالفئة التي يخدمها الخط وهي كل طفل يحتاج للمساعدة سواء كان مواطنا أو مقيما على أرض السلطنة أو طفلا عمانيا مقيما خارج السلطنة، وللمعنيين من الأطباء والمعلمين والأخصائيين من المؤسسات الصحية والتربوية، وكذلك للآباء والأمهات والمجتمع عموماً.

كما ذكرت اللمكية في عرضها عددا من الإحصائيات والمؤشرات المتعلقة بالطفولة، حيث بلغ عدد حالات الأطفال المعرضين للإساءة التي تعاملت معهم لجان حماية الطفل بالمحافظات (299) حالة طفل لعام 2016م، بنسبة 53% من الذكور و47% من الإناث، تنوّعت بين الإهمال والإساءة الجسدية والإساءة الجنسية إلى جانب الإساءة النفسية.

بعدها تمّ عرض فيلم قصير عن حماية الطفل من تنفيذ دائرة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة التنمية الاجتماعية، تضمّن مقاطع تبين أنواع الإساءة وأشكالها التي قد يتعرّض لها الأطفال نتيجة لانشغال ولي الأمر أو إهماله لأطفاله، وكذلك التعريف بخط الحماية وكيف يمكنه المساهمة في حماية الأطفال في السلطنة.

وفي ختام حفل التدشين قدمت روزالين بشير البلوشي مديرة شؤون المستهلك إعلان هيئة تنظيم الاتصالات عن الحملة التوعوية الخاصة بالأطفال والتي تعتزم الهيئة تدشينها خلال الربع الأول من العام الحالي بالتعاون مع الجهات الحكوميّة المعنية وأصحاب العلاقة بقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات، بالإضافة إلى المجتمع المدني متمثلا في الجمعيّات الأهليّة وممثلين عن الجمهور من أولياء أمور ومعلمين، حيث تهدف هذه الحملة إلى خلق وعي عام في السلطنة عن خدمات ووسائل الاتصالات التي من شأنها تعزيز وحماية حقوق الطفل، وما قد يواجه الأطفال من مخاطر نتيجة هذا الاستخدام، بالإضافة إلى تدارس إمكانية إتاحة حلول فنية تُمكَّن أولياء الأمور والمعلمين من متابعة ما قد يتعرّض له الأطفال عند استخدامهم لتلك الخدمات لضمان سلامتهم.

يذكر أنّ خط حماية الطفل يهدف إلى تلقي البلاغات على الرقم 1100 عن حالات تعرض الأطفال للعنف والإساءة وتسجيلها ورصدها، والمساهمة في حماية الطفل من جميع أنواع العنف والإساءة وتقديم المساندة الاجتماعيّة والنفسيّة للطفل وأسرته، وتوفير خدمات الحماية العاجلة للطفل المعرض للعنف ومختلف أنواع الإساءة، وأيضًا الاستفادة من المؤشرات الإحصائية في بحث الأسباب التي تؤدي إلى العنف والمساهمة في حلها، وإمكانيّة الإحالة للجهات ذات العلاقة لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الطفل وأسرته، إلى جانب وصول الخدمة للطفل في الوقت المناسب.

تعليق عبر الفيس بوك