"أنا غالية عند قابوس"

 

 

سالم العمري

بهذه العبارة العفويَّة التي قالتها امرأة مُسنَّة في دار المسنين؛ تعبيرا عن شكرها للخدمة التي تُقدِّمها الدار، كانت عبارة شُكر صادقة لما تلقاه هذه المرأة من دَعْم من هذه المؤسسة التي تَتْبَع وزارة التنمية الاجتماعية، وأكبر شكر يُمكن أن يُقدَّم للعاملين في هذه الدار.

وهي رسالة حُب وامتنان عفوية من امرأة مسنة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تستشعر ما قدَّمه جلالته لعُمان.  

هذه العبارة أتت ضمن تحقيق إذاعي قامت به إذاعة "هلا.إف.إم" عبر برنامجها "كل الأسئلة" عن المسنِّين، ولاقى أصداء واسعة لدى المستمعين؛ نتيجة العمل الصحفي الجاد عن أحوال المسنين، وكيف وصل ببعضهم الحال أن لا يزورهم أحد من أقاربهم لشهور وربما لسنين.

قصص المسنين التي سمعناها على الإذاعة، أو تابعنا بعض مقاطع الفيديو لها على وسائل التواصل الاجتماعي، نبَّهت المجتمع إلى أهمية أن نفكر بأنَّ هناك ظواهر اجتماعية قد تكون على نطاق محصور، ولكن الانتباه لها في البداية قد يُساعد على مُعالجتها في وقت مبكر. ومن هُنا، تأتي أهمية مشاركة الإذاعات في نقاشات المجتمع؛ إذ إنَّ الإذاعات أصبحت تشكل أهمية مُتزايدة للجمهورفي السلطنة؛ إذ أصبح كثيرٌ منا يقضي وقتا أطول في السيارة عن السابق، ويُمكن استشعار هذا الأمر من خلال أوقات الذهاب إلى العمل والخروج من العمل في الثانية والنصف ظهرا للعاملين في القطاع الحكومي، أو الذين يخرجون عصرا للعاملين في القطاع الخاص، مع طبعا وجود استثناءات لكنها قليلة في كلا القطاعين.

أيضًا تزايُد أعداد السيارات في السلطنة أعطى للإذاعات انتعاشا أكبر مُقارنة بوسائل أخرى؛ مثل التليفزيون الذي يتراجع الإقبال عليه عالميا بمفهومه التقليدي، والاتجاه لوسائل أخرى.

لكنَّ المُشترك بين أي عمل إذاعي أو مطبوع أو تليفزيوني هو مدى جودة العمل الصحفي إعدادا وبحثا، وهو أمر توفر في هذا التحقيق الإذاعي الذي قامت به الزميلة خلود العلوية والزميل يوسف الحبسي، بمشاركة طالبيْن من قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس؛ هما: حسين اللواتي، ومحمد الحراصي، إضافة إلى الترحيب بإجراء هذا التحقيق من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.

نجاح مثل هذه التحقيقات الإذاعية يُؤكِّد أهمية أنَّ وسائل الإعلام في مُجتمعنا المحلي يُمكن أنْ تُوجِد حوارًا مُتواصلًا بين أطراف عِدَّة لخدمة المجتمع والوطن أولا وأخيرا؛ سواء كانت هذه الوسيلة إذاعة أو صحيفة أو قنوات تليفزيونية.

يجب أنْ نُؤْمِن بأهمية أنْ تقوم وسائل الإعلام بإجراء تحقيقات صحفية (مطبوعة، مسموعة، مرئية) بشكل أكبر؛ لأنَّ التحقيقات الصحفية هي خدمة للمجتمع ولصناع القرار أكثر من مُجرَّد اعتبارها مواد مهمة للوسيلة الإعلامية.

salim@halafm.com

تعليق عبر الفيس بوك