عامٌ حافل بالإنجازات التنموية والمشروعات الخدمية

الإطلالة السامية في العرض العسكري تتصدر أحداث 2016.. و"الانتخابات البلدية" تضيف لبنة جديدة إلى الصرح الديمقراطي الشامخ

 

شَهِد العامُ 2016 العديدَ من الأحداث الوطنية بالسلطنة؛ تصدَّرتها الإطلالة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- خلال العرض العسكري، ضمن احتفالات البلاد بالعيد الوطني السادس والأربعين المجيد، فيما شهدتْ السلطنة إنجازَ العديد من المشروعات التنموية والخدمية في عدد من الولايات. وفي المقابل، كانتْ الانتخابات البلدية نقلة مُغايرة، ولبنة جديدة في صرح الديمقراطية العُمانية.

 

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

 

 

وقد تفضَّل جلالةُ السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -أيَّده الله- فشمل برعايته السامية الكريمة، العرض العسكري الذي أقيم على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر الصمود التابع لقوة السلطان الخاصة؛ وذلك بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الوطني السادس والأربعين المجيد، والذي شاركت فيه وحدات رمزية تمثل أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وقوة السلطان الخاصة وشرطة عمان السلطانية. ولدى وصول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- إلى ميدان الاستعراض، تشرَّف باستقبال جلالته -أبقاه الله- مَعَالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومَعَالي السيِّد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع، والفريق الرُّكن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، واللواء الرُّكن عامر بن سالم العمري قائد قوة السلطان الخاصة. وعند اعتلاء جلالته المقصورة السلطانية، أدَّت طوابير العرض التحية العسكرية، وعزفت الموسيقى العسكرية المشتركة السلام السلطاني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته -رعاه الله.

وفي 13 ديسمبر الماضي، أقامَ حضرةُ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-، حفلَ عشاء؛ بمناسبة يوم القوات المسلحة، بحصن الشموخ بولاية منح. وحَضَر حفل العشاء عددٌ من أصحاب المَعَالي والسعادة وقادة قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية وكبار الضباط العسكريين والمدنيين. ويأتي هذا الحفل تكريمًا من لدن جلالته -أعزَّه الله- لقواته المسلحة الباسلة بجميع تشكيلاتها ووحداتها في هذا اليوم الماجد، على دورها الوطني العظيم، وشرف أداء واجبها المقدس في الذود عن حياض الوطن، وحماية أمنه، والسهر على استقراره وسلامته، والمحافظة على مُنجزاته ومُقدِّراته؛ فتحقَّق لعُماننا الغالية -بفضل الله- الأمنُ والأمانُ والوئامُ والسلامُ.

 

مجلس عمان

وفي يوم الأحد، الموافق 20 نوفمبر الماضي، عَقَد مجلسُ الدولة جلسته العادية الأولى من دور الانعقاد السنوي الثاني من الفترة السادسة، برئاسة مَعَالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس المجلس؛ وذلك بقاعة الاجتماعات بمبنى المجلس بالبستان. وناقشت الجلسة الأولى عددًا من البنود؛ منها كلمة افتتاحية لمَعَالي الدكتور رئيس المجلس، ومن ثمَّ اعتماد محضر الجلسة العادية الحادية عشرة لدور الانعقاد السنوي الأول من الفترة السادسة. كما جرت مناقشة تقريرَ فريق العمل المكلَّف بدراسة "آلية تطوير دور جمعيات المرأة العُمانية"، إلى جانب الاطلاع على عدد من الموضوعات؛ من ضمنها: تقرير الأمانة العامة، وتقرير عن أعمال الأمانة العامة المساعدة لشؤون الجلسات واللجان خلال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الحالية. منذ بدء أعمال دور الانعقاد السنوي الثاني، شهد المجلس العديد من الاحداث، منها إقرار مجلسُ الدولة يوم الخميس الماضي في جلسته العادية الثالثة لدور الانعقاد السنوي الثاني من الفترة السادسة- المقترحَ المقدَّم من لجنة الثقافة والإعلام والسياحة، حول "واقع السياحة في السلطنة"، مع الأخذ بملاحظات المكرَّمين الأعضاء، وتشكيل لجنة صياغة فنية لتضمين مرئيات المكرمين الأعضاء حوله.

وقبل نهاية 2016 بنحو شهر ونصف الشهر، عُقِدت أولى جلسات مجلس الشورى لدور الانعقاد السنوي الثاني من الفترة الثامنة، برئاسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس، وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس، وسعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي الأمين العام للمجلس. وتضمَّن جدول أعمال الجلسة آنذاك خمسة بنود يتفرَّع أحدها إلى 21 نقطة، بجانب عدد من المداخلات والمناقشات، فيما لم تستوعب الجلسة استعراض كافة البنود، وشهدت الجلسة وقتئذ تأجيل مناقشة خطط عمل ثلاثة من لجان المجلس التخصصية خلال فترة الانعقاد إلى جلسة المجلس الاعتيادية المقبلة، وتضم اللجان الثلاث المتبقية كلًّا من: لجنة الشباب والموارد البشرية، ولجنة الأمن الغذائي والمائي، ولجنة الإعلام والثقافة.

وناقش مجلس الشورى بيانَ مَعَالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي، خلال جلسته الاعتيادية الخامسة لدور الانعقاد السنوي الثاني (2016/2017) من الفترة الثامنة (2015/2019). وتضمن بيان مَعَالي الدكتورة خمسة محاور تتصل بسياسات التعليم العالي في السلطنة، والإستراتيجيات والخطط الخمسية، وكليات العلوم التطبيقية، والتعليم العالي والخاص، والسكن الطلابي في مؤسسات التعليم العالي التابعة للوزارة. وأوضحت مَعَاليها خلال تلك الجلسة، العديد من الملاحظات التي تتصل بتكدس أعداد المخرجات في ظل قلة الوظائف المطروحة في سوق العمل، وأكدت أهمية توفير فرصة التعليم العالي للمواطنين. ومن هذه الملاحظات ما يتصل بالمسارات الفنية والتقنية الجديدة للتعليم.

 

المجالس البلدية

وفي خواتيم عام 2016، جرتْ انتخابات المجالس البلدية في جميع محافظات وولايات السلطنة؛ حيث شهدتْ إقبالا من الناخبين، وشهدت الانتخابات في هذا العام تطورا لافتا؛ حيث استخدمت فيها صناديق اقتراع إلكترونية تعمل على فرز النتيجة أولًا بأول؛ الامر الذى منحها الإشادات المختلفة من داخل وخارج السلطنة، إذ أكد المراقبون أنَّ العملية الانتخابية تمت بنزاهة وشفافية. وتميزت بأنَّ الفائزين بالعضوية يشكلون نسبة كبيرة من الشباب الطموح الذي يسعى لخدمة البلاد عبر بوابة المجالس البلدية، إلى جانب فوز عدد كبير من النساء؛ حيث حصدت 7 نساء أصوات الناخبين وذلك من إجمالي 23 مرشحة. وفازت في ولاية السنينة بمحافظة البريمي كل من مريم بنت خلفان بن عبدالله الشامسية، ولطيفة بنت محمد بن ناصر المنعية، فيما فازت في ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة رحمة بنت علي بن حسن الغفيلية، وفازت في ولاية السيب بمحافظة مسقط آمنة بنت سليمان بن هاشم البلوشية. وفي ولاية المصنعة بمحافظة جنوب الباطنة فازت رحمة بنت مبارك بن الماس النوفلية. بينما احتفظت كل من سناء بنت هلال بن سالم المعشرية بمقعدها السابق بعد فوزها في ولاية العامرات بمحافظة مسقط، وكذلك الحال لموزة بنت عبدالله بن محمد الحوسنية التي احتفظت بمقعدها السابق في ولاية الخابورة بمحاظة شمال الباطنة.

وفي الشهور الأولى من العام 2016، دشن صاحب السمو السيِّد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء المتحف الوطني العماني، لتبدأ السلطنة معه مرحلة متحفية مهمة تكشف عن عراقة وحضارة لها جذور من حقب زمنية غابرة. ويضم المتحف أكثر من 7 آلاف مقتنى أغلبها من المقتنيات النادرة التي تعود إلى مراحل زمنية قديمة، إضافة إلى عشرات الآلاف من المقتنيات الأخرى التي لا تزال في مرحلة الترميم والإعداد للعرض وبعضها في المخازن. وأزاح صاحب السمو الستار عن النصب التذكاري للمتحف معلنا بذلك الافتتاح الرسمي للمتحف، وطُبعت لسموه التذكرة رقم واحد للدخول من شباك التذاكر الخاص بالمتحف، قبل أن يبدأ سموه وأصحاب السمو والمَعَالي والسعادة والمدعوين جولة تاريخية استثنائية في قاعات المتحف الـ15.

وشهد عام 2016، تدشين معرض "ملامح من مسيرة عمان الحديثة" للمصور محمد مصطفى المصور الخاص لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وضم المعرض أكثر من 700 صورة التقطتها عدسة مصطفى منذ السبعينيات ومرورا بمحطات مختلفة ومتنوعة تمثل ذاكرة عمان، وتحمل في طياتها معاني البذل والعطاء الذي بذلته سواعد أبناء هذا الوطن والتفافهم مع قائدهم المفدى -حفظه الله- لبناء دولة عصرية يشار إليها بالبنان. وقد وثَّقت عدسة محمد مصطفى لحظات تاريخية الرسمية منها والعفوية منها، ولحظات الألفة واللقاء بين الحاكم وشعبه في مختلف المناسبات الخاصة منها والعامة، لتحكي سيرة باني نهضة عمان الحديثة وسيرة تاريخ هذا الوطن عبر سلسلة متنوعة من إبداعات جسدها البعد البصري بعمقه الإبداعي الذي لا يتقنه الا الفنان.

ومن أبرز الفعاليات الثقافية التي شهدها عام 2016، افتتاح الدورة الـ21 من معرض مسقط الدولي للكتاب، والذي لاقى اهتماما كبيرا وإقبالا متزايدا من قبل جميع قطاعات المجتمع التي تحرص على حضور الفعاليات الثقافية. وشهد المعرض في هذه النسخة تدافع واهتمام الكثيرين على زيارة المعرض من أجل شراء الكتب التي يبحثون عنها، خاصة وأنَّ المعرض جاء بمشاركة العديد من الدول إلى جانب احتوائه على العديد من الكتب في مختلف المجالات، وكان المعرض ظاهرة أحدثت حراكاً مجتمعياً واسعاً.

وخلال العام المنصرم أيضا، رعى صاحب السُّمو السيِّد أسعد بن طارق آل سعيد مُمثل جلالة السلطان، حفل افتتاح متحف بيت الغشّام في قرية الشلّي ببلدة أفي بولاية وادي المعاول، وهو أحد المعالم الأثرية والمعمارية التي من المؤمل أن تقوم بأدوار ثقافية متنوعة في السنوات المقبلة. وأقيم ضمن حفل الافتتاح على خشبة المسرح المفتوح عرضاً للأوبريت الخاص بافتتاح بيت الغشّام والذي تم تقديمه بمشاركة أكثر من 250 فناناً وفنانة وعدد من الفرق الشعبية وأطفال يمثلون 30 دولة، وقام بتأليفه والإشراف عليه الدكتور صالح الفهدي.

كما افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية بالقرب من مقر الهيئة الرئيسي بمرتفعات المطار بغلا. وجاء افتتاح المعرض تأكيداً لما للوثائق من ضرورة وأهمية في البحث العلمي والإبداع الفكري. والمعرض في حقيقته معرض متحفى يعرّف الزائر بداية من استخدم الإنسان الكتابة عبر الرسومات والصور والدلالات في الصخور والفترات الزمنية لظهورها في عمان، ثم يتناول تاريخ متكامل للتوثيق والأرشفة بما في ذلك إستخدام الخط المسند، إلى ظهور استخدام الخط العربي. وسلط المعرض الضوء على عُمان عبر العصور والحقب الزمنية المختلفة حتى وقتنا الحاضر؛ إذ تمَّ عرض الأدوات المستخدمة في الكتابة والأحبار. وتضمن المعرض وجود منضدة إلكترونية للبحث عبر شاشات إلكترونية للتعرف على الموضوعات المعروضة. علاوة على قاعة مخصصة عن عهد مولانا جلالة السلطان المعظم والنهضة العمانية المباركة.

وفي 2016، استخدمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية نظام تسجيل الحجاج الإلكتروني الذي يتوقع أن يبدأ العمل به بدءًا من منتصف مارس المقبل. وسيتيح النظام التسجيل في برنامج التسجيل الإلكتروني بواسطة طرق ثلاث وهي إدخال الرقم المدني من البطاقة الشخصية يدويًّا، أو استخدام البطاقة الشخصية الذكية عبر قارئ البطاقة إن كانت البطاقة الشخصية بها نظام (PKI)، أو استخدام بطاقة الهاتف الذكية المعززة بنظام التصديق الإلكتروني. ويعمل البرنامج على إتاحة الفرصة لأصحاب الحملات والشركات في المنافسة على تقديم أفضل العروض والخدمات وبأقل الأسعار لكسب مزيد من أعداد الحجاج، كما سيعمل النظام على تيسير فرز المستحقين للفرص المتاحة بحسب الأولويات المقررة، إضافة إلى تسهيل عملية اختيار الحملة إلكترونيًا إذ يتمكن الحاج من معرفة تفاصيل الخدمات المقدمة والتكلفة المالية ومسار الرحلة وطريقة السفر قبل اختيار الحملة. وسيعمل البرنامج على تمكين الحاج من اختيار المركز الصحي المناسب لأخذ التطعيمات الطبية اللازمة، إضافة إلى تجنيب الحجاج من الالتحاق بالحملات الوهمية وغير المرخصة؛ لأنَّ التسجيل يجب أن يتم عبر بوابة إلكترونية موحدة، وعبر الوزارة فقط، وسيمكن البرنامج الحاج المقبول من التأكد بقبوله عبر الرسائل النصية القصيرة أو البريد الإلكتروني التي تأتي إليه من قبل النظام، إضافة إلى إمكانية دخوله على النظام الإلكتروني للتحقق من قبوله للحج في الموسم المحدد.

وفي سياق فعاليات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية خلال العام المنصرم، دشنت الوزارة معرض رسالة الإسلام "التسامح والتفاهم والتعايش"، ورعى افتتاح المعرض مَعَالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بحضور مَعَالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، وعدد من المستشارين والمسؤولين بالوزارة وشركة تنمية نفط عمان. وحمل معرض رسالة الإسلام بين جنباته الدعوة للتسامح والتقارب والتفاهم والحوار بين مختلف شعوب العالم، وتقديم صورة لجوهر الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه السمحة، التي تنطلق من المساواة بين البشر، ومن الحرص على الحياة وأعمار الأرض، وتحقيق الخير والسلام للبشرية جمعاء، وتؤمن السلطنة بأهمية وضرورة ان يسود السلام والاستقرار أرجاء العالم.

تعليق عبر الفيس بوك