2017.. هل يكون عام الحلول؟!

 

 

أوشك العالم على توديع العام 2016، الذي شهد العديد من الأحداث الجسام في شتى المجالات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؛ حروب اندلعت وأخرى لم تفلح الجهود في وضع أوزارها، اقتصادات سقطت في براثن الكساد وأنظمة مالية تواجه مخاطر الإفلاس، شعوب تقطعت بها السبل بعدما هجرت أوطانها التي تحولت إلى أطنان من الركام، رحل مئات الآلاف صرعى لحروب ومعارك وهجمات إرهابيّة.

فلم تتوقف الحرب المستعرة في سوريا ولم يضع المتناحرون في اليمن السلاح جانبًا ويبدأوا في إعادة إعمار البلد، ولم ينج العراق بعد من براثن تنظيم داعش الإرهابي، ولم تتحد ليبيا خلف قيادة سياسية تنهي الشقاق المجتمعي الحاصل، ولم تنجح دول ما يسمى بـ"الربيع العربي" في أن تعود إلى نقطة ما قبل يناير2011، إذ لا تزال تعاني وطأة أزمات اقتصادية عنيفة ومواجهات متواصلة مع فلول الإرهابيين، حتى الدول التي لم تصطلي بنيران الاضطرابات الداخلية تواجه مخاطر عدة في محيط إقليمي مشتعل؛ وكأنه يقبع فوق فوهة بركان لا يتوقف عن الثوران، بل يلقي بحممه على الجميع، فيكتوي بها القاصي والداني.

عام يوشك على الرحيل، ولا تزال "عروس العروبة" وأولى القبلتين ومهد السيد المسيح ترزح تحت وطأة محتل غاصب ينهب الأرض يومًا بعد الآخر، وينكّل بكل من يأبى نسيان الحق الفلسطيني، بل ويغتال شباب الانتفاضة التي لن تتوقف حتى وإن عانت من سُبات مؤقت..

نودع العام، والأزمة الاقتصادية تضرب دول الخليج، بعد انخفاض سعر النفط، وفقدان الحكومات لأكثر من نصف دخلها القائم في أساسه على الذهب الأسود. تواجه المنطقة الخليجية تحديا أكبر من خلال السعي لتنويع مصادر إيراداتها، وتعويض نزيف الخسائر التي تكبدتها بسبب النفط الرخيص.

تبدو 2017 قريبة في الأفق تلوح بإشارات غير مفهومة.. فبين صعود باعث للقلق لليمين المتطرف في أمريكا وعدد من دول أوروبا، يتجلى النفوذ الروسي والصيني في العالم على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ليدفعنا إلى التساؤل حول ما إذا كان ذلك العام الجديد بداية لحلحلة أزمات العالم رغم ما سبق؟ أم أنّه استمرار لتدهور بني البشر الذين يفقدون أخلاقيّاتهم جيلا بعد الآخر، ويقتات بعضهم على بعضهم الآخر، آملا في سيادة مزعومة للكون؟!

تعليق عبر الفيس بوك