في ثرى جوهرة مسقط ...3

 

 (هلع وخوف طاقم السفينة)

راشد البلوشي

بدأت رحلة السفينة من ميناء السلطان قابوس مروراً ببحر عُمان ثم إلى بحر العرب على طول الساحل الغربي للهند تصارع أمواج البحار وعلى ظهرها بحارة وأمتعتهم توكلوا على الله.

رفضت السفينة في اليوم الأول من رحلتها الإبحار فلا زالت على ضواحي مسقط حيث كان التيار يرجعها إلى الخلف ترفض مغادرة (مسقط)، ولسان حالها يقول (لا أرغب في المغادرة بعد أن قرَّت عيني بعُمان)، ظلت على هذا الحال لمدة يومين في المياه الإقليمية العمانية، رفضت، مما أغضب ذلك الفضاء الخارجي، فنتج عنه تعرض الجوهرة لرياح قوية في المياه الدولية بعد اجتيازها رأس الحد، وتأثرت السارية والدفة الوسطية للسفينة، وقام الطاقم بإنزال شراع السارية واستبداله بالشراع الصغير، يطلق عليه شراع العاصفة، وبعد توسل من البحارة والرغبة الأكيدة للوصول إلى محطتها الأولى كوتشين الهندية. تجاوبت الجوهرة في اليوم الثالث وانطلقت مع سرعة الرياح حتى وصلت إلى المياه الإقليمية الدولية، وظلت تشق بمقدمتها المياه في المحيط الهندي طوال الاثنين والعشرين يومًا، عاش فيها البحارة أقصى مرارة الهلاك والتَّعب، استمرت الرياح ما بين عشر إلى أربع عشرة ساعة، وظلت السفينة تقاوم الرياح والتيارات البحرية مُتحدِّية بذلك كل الأهوال، ولسان حالها يقول "تعود جسمي على هذه الظروف، وقاوم ظهري ضربات الموج الهائج، عشت سنين في أعماق البحر، عرفت لغته وإشاراته وتأقلمت مع تياراته، فلا خوف عليكم سأصل بكم إلى مبتغاكم"وكانت سرعة الرياح حينها تصل إلى سبعة وعشرين عقدة وسرعة السفينة ست عقدات، وبعد أن هدأت الأمواج ظهر في السفينة أمر غريب لم يكن يتوقعه البحارة، انبعث غاز النيتروجين من داخل السفينة نتيجة تغلغل الهواء في كمية الرصاص الموجود داخل السفينة والذي وضع لكي يحفظ توازنها في البحر مما يشكل تأثيرات جانبية على البحارة على المدى البعيد، ومن أجل معالجة هذا الانبعاث قام الجميع بغسل السفينة وغسل الرصاص إلا أن الوضع ظل على ما هو عليه واستدلوا على انبعاث النيتروجين من الرصاص بأن أحد البحارة كان يلبس قلادة من فضة وبعد دقائق تغير لونها إلى أسود، فخلق هذا الأمر هلعاً وخوفاً لطاقم السفينة...يتبع.

 

Almeen2009@hotmail.com