18 أمنية مع رحيل نوفمبر

 

 

 

 

الرؤية ـ المعتصم البوسعيدي

 

مدخل: "الصباح حكاية تخبرنا انّ الأماني مَهما تأجلت سيأتي فجرها لتشرق من جديد".

 

مرَّ العيد الوطني السادس والأربعين وعُمان تستظِلُ بنهضتِها المُباركةِ المُضاءةِ ـ بإذن رب العزةِ والجلال ـ بنورِ سُلطانها الحكيم ـ أعزه الله ـ ماضيةً لمُستقبلٍ مُزدهر، "أرضها لا تُنبت إلا كل طيب؛ فلا تقبل السموم، ولا تسمح للفتنِ ان تُعشعشَ حتى في الأفكار"، لها في كل المجالاتِ حكاية وتحديات تزيدها قوة وصلابة، عيدها وطن وسلطان لا فرق؛ فقد أنصهرَ الحب في كليهِما، والوطن وطن الجميع، والجميع مخلصين له، يرتقون به نحو ذُرى المعالي.

 

أما رياضتنا أشبه ما تكون بفن المُمكن والمُتحقق الذي بعثرته الرؤى القاصرة، في كل بقعة هناك دهشة من الواقعِ الأليم، بحثٌ دائم عن المسببِ وهربٌ مُستمر عن السبب!!، واحترامًا لشمس نوفمبر التي لا تغيب؛ بل تشرقُ كل لحظة في أرض ذواتنا مجددة الانتماء والولاء قولاً وعملا، أقول احترامًا لذلك سأنسى حقيبة المسافر "شاء المسافر أن ينسى حقيبتهُ / وفي الحقيبةِِ جرحٌ دائم السفرِ"، وسأبحرُ بمركب الأماني من خلالِ 18 أمنية رياضية برمزية هذا اليوم العظيم في تاريخ عُمان، عله ـ أي مركب الأماني ـ يجد في يومًا ما مرسى ومدينة، لنُقيم حينذاك مهرجانات الفرحِ بالإنجازات.

 

ثمانية عشر أمنية ابدأهُا برغبة رؤية الشؤون الرياضيةِ ـ فعلاً وفقط ـ للشؤون الرياضية، وكرة القدم إحترافًا يصل للعالمية، والقوى ركض ورمي وقفز للميدالياتِ الأولمبية، واليدُ ممتدة في ربوعِ المحافظاتِ المحلية، وكذا الطائرةِ مُحلقة في السماواتِ الدولية، ان يصير الماء أو البحر كما عهدناهُما حصادًا للدُررِ والكنوزِ الربانية، والأماني تستمر.. تكبرُ الكُرات الصغيرة لتقود، والمدارس للرياضةِ خير زادٍ ووقود، شركات تتهافت على كل ناد، والكراسي تتخلى عن "العزةِ بالإثم" والعناد، والبطولات المقامة تتناثر في البلاد، مركز متكامل للمواهب، وانتشالاً لرياضاتٍ عديدةٍ أُلقيت في جُبِ الغياهب، وإذا ما نادى المنادي؛ فالجماهير تُلبي، لا حواجز، لا اصطفاف، لا تعصب، فوزنا أو دون ذلك لا اختلاف، والأماني تتواصل، حرصنا على تجسيد الهوية، والإدارة بالقيمِ والتقاليدِ السوية، شُكرنا لمن أعطى كثيرًا من شُكرِ النِعَم، ثم نأتي للمهمِ والأهم؛ نقدنا إعلام التوازن في النجاحاتِ والمِحن، نهجه مستقلٌ في ليالي "عرفت سرى الهوى" أو مساءًا نوره سرمديًا لا يُرى!!.

 

مخرج: "مَهما كان الواقع يَدعو إلى التشاؤم، علينا أن نبحث عن الضوء في نهاية النفق، دائمًا هناك أمل".