18 نوفمبر .. نهضة مباركة من الانسان وإليه

 

طارق بن سليمان الفارسي  

تهب نسمات الـ 18 من نوفمبر من كل عام لتحفز الإنجاز داخل كل عماني عاشق لتراب وطنه، ولم لا فحجم المنجز الذي تم على مدار 46 عاما يفوق تصورات البشر، ويؤكد أن هذا الشعب العظيم ذو التاريخ العريق في القدم قادر على صنع المعجزات، خاصة عندما تتوافر له القيادة الحكيمة التي تقوده نحو العلى والرقي في ديمومة متصلة تندر بها كتب التاريخ، لتصنع نهضة عالية البنيان راسخة الأساس، اهتمت ببناء الإنسان، ودارت في فلكه، فكانت من صنع يده، وعوائدها إليه، وذلك وفق رؤية سامية لحضرة  صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التي اهتمت ببناء الإنسان، وببناء نهضة مباركة مجيدة حملت عناوين الإصرار والتفاني والإخلاص، وأرست مبادئ الجد والإجتهاد في بناء الوطن، بنفوس أبنائه،  لتبدع سيمفونية تنموية  يطرب لها الشعب العماني الأبي جيلا بعد جيل، وسيضعها العالم نموذجا يحتذى به لبناء الاوطان.

إن الثامن عشر من نوفمبر ليس مجرد ذكرى نسرد بها الإنجازات الوطنية العظيمة، لكنها فرصة للوقوف على حجم المنجز، واستشراق المستقبل من نجاحات الماضي، مما يدفعنا إلى ديمومة النهضة، حتى نورثها إلى الأبناء كما ورثناها من الآباء، فالنهضة المباركة فرصة  لنا نحن أبناء النهضة، أن نستلهم من الفكر السامي، مسببات النجاح، وخطوات البناء، لتكون لنا  منهجا يعيننا على المستقبل، كما نستولد منها العزم وشحذ الهمم، فجلالته ـ أبقاه الله ـ واجه بجلد وصبر ومثابرة، العديد من التحديات، لكن فكره السامي حول تلك التحديات إلى مصدر للفلاح، حيث آمن بقدرات الإنسان العماني، وسعى لبنائه بالعلم والتدريب، مع الحفاظ على قيم ديننا الحنيف، ليشاركه أبناء عمان البناء والعمل، وصنع المعجزات في أربعة عقود و6 أعوام، تعود عمان فيهم إلى مجرى التاريخ، الذي خرجت منه في العهود المنغلقه التي سبقت نهضتنا المباركة الحديثة.

ومع استقراء جلالته للمستقبل، ورؤيته السديدة للنهوض بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لما لها من دور في تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني، نرى أن تطورات الخطط الخمسية المتعاقبة والرؤية الاقتصادية 2020، والإستراتيجية الوطنية 2040، جميعها تصب في فتح آفاق جديدة للإقتصاد الوطني، وتعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جزء من هذا الجانب ، لذا جاءت الأوامر السامية لإنشاء صندوق الرفد، ليكون أحد الجهات الداعمة للنهوض بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويوفر لشباب عمان التمويل اللازم لإقامة مشاريعهم، لتشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وليدعم المشاريع الإبتكارية، ويساعد قطاعات التنويع على النهوض والإستدامة.

وهي رسالة يحملها جميع العاملون في صندوق الرفد،  ويحرصون على تنفيذها ، وإيصالها لمستحقيها من شباب عمان بشكل يرضي المولى عز وجل، ويعبر عن  الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث نحرص دوما إلى رفد ريادة الأعمال بالسلطنة، بالمشاريع الواعدة ذات القيمة المضافة التي ستشكل بفضل الله والفكر السامي وجهد شباب عمان الجاد الذين شمروا عن سواعد الجد،  نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، ويصبح رواد الأعمال يوما رجال الاقتصاد الوطني في ظل العهد الزاهر.

ومع حلول احتفالات  البلاد بالعيد الوطني الـ 46 المجيد، لا يسعني إلا أن أرفع أنا وزملائي بصندوق الرفد أكفئ الدعاء تضرعا إلى الله عزوجل، راجين المولى العلي القدير أن يحفظ ابن عمان وباني نهضتها الحديثة من كل شر، وأن يجعله دوما ذخرا لعمان وأبنائها، وأن يديم على عماننا الحبيبة الخير والبركة ، والرفعة في ظل القيادة الحكيمة لجلالته ـ أعزه الله ـ، كما يسرنا أن نرفع للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أجمل التهاني وأعظم التبريكات بهذه المناسبة العزيزة على وطننا الغالي عمان، وأن نعاهده على أن نكون دوما في خدمة عمان وشعبها، باذلين الغالي والنفيس من أجل ديمومة رفعتها كل في موقعه.

 

الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد

تعليق عبر الفيس بوك