حكمة السُّلطان

 

 

فايزة الكلبانيَّة

 

ها هو نوفمبر المجيد، عاد كما اعتدناه دوماً، ليغمرَ مُؤسَّساتنا وقلوب أبناء الوطن -الصغير قبل الكبير- بروح ومشاعر الوطنية والحماس والتفاؤل بشكل تلقائي؛ فالفرحة الكبرى والأكيدة والتي نترقَّبها نحن أبناء عُمان -شيبا وشبانا- تتمثل في ترقبنا لإطلالة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم من خلال ترؤس جلالته للعرض العسكري بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني المجيد، وها نحن نترقَّب هذا اليوم بدعوة من قلوب صادقة من أبناء الوطن لأب بَذَل الكثيرَ من أجل أن يَضْمَن الراحة والأمن والأمان ورغد الحياة الكريمة لأبنائه.. فبُشراك أرواح الجميع مولاي السلطان بلا ثمن.

*****

"أفتخر بأنِّي عُماني"..عبارة لطالما تردَّدت على ألسنة الكثيرين من أبناء الوطن، كما تغنَّى بها الشعراء والفنانون في أشعارهم وسطور قصائدهم، وأبناء الوطن عامة، والمغترب الذي عاش لوعة البُعد والغربة لأي ظرف من ظروف الحياة، وكثير من الأصدقاء والأشقاء الوافدين المقيمين على أرض الوطن ممن عايشوا تطوُّر النهضة العُمانية حتى أصبح مغروسا في قلبه حُب عُمان مثله مثل المواطن العُماني؛ فهؤلاء الأوفياء المخلصون نتشرَّف بوطنيتهم الصادقة؛ فكم نشعر بالفخر إذا ما كُنا في مهمة عمل أو سفر لخارج السلطنة حينما يسألنا الأشقاء من دول الجوار من أي دولة أنتم قادمون؟ فنجيبهم: "من سلطنة عُمان"، فيردون علينا بابتسامة وفرح: "أنتم أبناء السلطان قابوس؟!"، فنجيبهم بكلِّ فخر واعتزاز: "نعم، ونفتخر بأننا عُمانيون، وأبناء السلطان قابوس".

*****

ننشرُ اليوم عبر صفحات "الرُّؤية" حوارًا خاصًّا مع مَعَالي الشيخ خالد بن عُمر بن سعيد المرهون، الذي ركَّز فيه على حقيقة يُجْمِع عليها كل عُماني، وكل مُحب لعُمان وقائدها وشعبها، والتي يقول فيها: "إجماع العالم على حكمة جلالة السلطان أضاف للسلطنة مكانة أكبر على الساحة الدولية"، اليوم نتَّفق جميعنا على أنَّ للسلطنة مكانتها على مرِّ الزمان في مُختلف المحافل الدولية، ولكن اليوم بحكمة جلالته وكلمته المسموعة ورأيه السديد بات للسلطنة مكانة أكبر مما كانت عليه، لاسيما على الصعيد السياسي، وخير شاهد على ذلك: تلك الوقفات السياسية التي يُؤدِّي فيها جلالته دورا وواجبا سلميا كوسيط لنشر السلام بين مختلف الشعوب العربية وغير العربية بحكمته السديدة. ومن هنا، فالطريق الذي من خلاله يبني جلالته للسلطنة مكانتها المرموقه والمتفردة بين دول العالم، تزيدنا نحن العُمانيين علوًّا ورفعة وشأناً أكبر كلما كان العُماني حاضرا في محفل أو حدث عالمي؛ فنستمد من حكمته وقيادته الحكيمة قوتنا وتميزنا؛ فعلاقة الحب التي يكنها العُمانيون لقائد البلاد المفدى لم تأتِ من فراغ، بل هو أفعاله الخيِّرة وتضحياته النبيلة غرسها في قلوبنا بدون أجر أو تكلُّف أو تصنُّع، بل أرواح تُكن له الود والإخلاص والوفاء وتدعو له بالصحة والعافية والعمر المديد.. فشكرا سيدي السلطان، وبشراك أرواح الجميع بلا ثمن.

*****

كم هي جميلة هذه الأيام ولياليها التي نعيشها، بشوارعها ومنازلها ومؤسساتها المختلفة؛ حيث توجَّه الأطفال لمدارسهم في أبهى حلة، تزيِّنهم ألوان العلم العُماني، إلى جانب المسؤول والموظف العادي كليهما اتجه لمقر عمله مُتهيِّأ للاحتفال بهذا اليوم المجيد، بطريقته الخاصة؛ سواء بالتهنئة أو التجمعات الأخوية، كما أنَّ المصابيح والزينة والأنوار تضيء ربوع عُمان؛ حيث نجد العلم العُماني وصورة جلالته يحلقان عاليا بالجبال، ومرسومين بأيدي الفنانين على رمال الصحراء والشواطئ الممتدة، إلى جانب ذلك الشعور الوطني المصحوب بشعله تلقائية من الحيوية والنشاط في قلب كل مواطن عُماني أو مُقيم على أرض الوطن من الأشقاء والأخوان القاطنين معنا في ربوع الوطن، والذين يُشاركوننا الفرحة بروح الوطنية والدعوات الخالصة لهذا الوطن بالأمن والآمان ولقائده وشعبه بمزيد من التقدم والازدهار، والأهازيج والتصاميم والفنانون والشعراء يتسابقون في إصدار أعمالهم الوطنية الخاصة لتعلو كلماتهم وأصواتهم تترنَّم في حُب عُمان وقائدها المفدى.. "فليحفظك الله يا أبي قابوس".

 

faiza@alroya.info