قرية "مري" بالرستاق.. مزار سياحي وتاريخي وموقع إستراتيجي

 

 

 

الرستاق - العُمانيَّة

تعدُّ قرية "مري" التابعة لولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، من القرى الجميلة التي تشتهر بالزراعة وبمقومات سياحية تتمثل في الحصون والأبراج والأفلاج القديمة والنقوش والرسومات على الحجارة التي تعطي انطباعا بعراقة وشموخ هذه القرية وبموروثها الضارب منذ القدم.. وتقع البلدة في غرب الولاية وهي آخر بلدة تابعة لولاية الرستاق من جهة الغرب، كما أنها تعدُّ المعبرَ الرئيسيَّ بين محافظات الظاهرة وجنوب الباطنة والداخلية، وتبعد عن مركز الولاية حوالي 45 كيلو متراً، ويمكن الوصول إليها عن طريق الرستاق مسكن بولاية عبري، ولها مناخ مختلف ومميز حيث تحيط بها الجبال الشاهقة من جبال الحجر الغربي.

وقال علي بن عباس العجمي مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة: إنَّ قرية "مري" من القرى الجميلة التي يرتادها الزوار من داخل السلطنة وخارجها نظرًا لموقعها الاستراتيجي المهم حيث تقع في منتصف الطريق الواصل بين محافظة جنوب الباطنة ومحافظة الظاهرة كما انها تزخر بالعديد من المقومات الطبيعية والاثار التاريخية. وأضاف بأنَّ ما يجذب الزائر لهذه القرية وجود الجبال الشاهقة والاشجار الوارفة الظل والرقعة الخضراء والمياه المتدفقة من الجبال وتسلسل أروقة الاودية، ووجود الحصون والأبراج والنقوش الصخرية التي تدل على الحقبة الزمنية التي عاشها الناس في تلك الفترة، حيث قاموا بتخليدها من خلال نقشها على الصخر، وهذا دليل على العراقة التاريخية للبلدة.وأشار العجمي إلى أن إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة تعتزم خلال الفترة القادمة إقامة العديد من الفعاليات السياحية بالقرية تستهدف طلاب المدارس، وتشمل محاضرات توعوية وحملة تنظيف القرية مع إقامة مسابقات تتعلق بالجوانب السياحية.

وقال محمد بن صالح المقبالي: يوجد في القرية حصن "الصلف"، وهو حصن قديم تم إعادة بنائه عام 1755م، ويتكون من المدخل الرئيسي (الصباح) وغرفة للصلاة وغرفة كانت تستخدم كسجن وغرفة اخرى كانت تستخدم لاجتماع الاهالي وفض المنازعات، إضافة إلى 6 غرف أخرى كانت تستخدم للمعيشة، كما يوجد في أعلى الحصن مكان يسمى (الرابية) وهو أعلى مكان في الحصن كان يستخدم للمراقبة كما يحتوى الحصن على عدد من المستودعات والمخازن كانت تستخدم لتخزين المواد الغذائية كالتمر والقمح والارز، وقد حظى الحصن في السابق بأهمية خاصة من قبل الحكومات المتعاقبة في الرستاق ونزوى وصحار ومسقط لكونه نقطة ارتكاز بين محافظات الداخلية والظاهرة والباطنة. واضاف انه يوجد في القرية "بيت الصبت" وهو بيت أثري قديم يحتوى على عدد من المرافق كقاعة كانت تستخدم لاستقبال الضيوف وعقد الاجتماعات، كما توجد في القرية عدد من الأبراج كبرج الخشة وبرج الصفرة، بالاضافة الى وجود عدد من الافلاج أشهرها فلج الخشة وهو الفلج الرئيسي المغذي للبلدة وهو فلج داوودي، وفلج حصن الصلف وهو فلج داوودي أيضا ويغذي جزءاً من البلدة.

وقد حظيت القرية في هذا العهد الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بنصيب وافر من التطور الذي عم ربوع عمان بمختلف مجالاته من المدارس ورصف الطريق المؤدي للبلدة والانارة وشبكات الهاتف والصحة وغيرها من الخدمات. وأشار المقبالي إلى أنَّ هناك تعاوناً وتكاتفاً بين المواطنين في إنشاء بعض المرافق الحيوية في القرية حيث تم بناء مسجد الحق ومجلس عام وعدد من المشاريع الخيرية الاخرى. وأضاف بأنَّ قرية "مري" تشتهر بالزراعة، حيث يقوم الأهالي بزراعة النخيل بشتى اصنافها إلى جانب زراعة بعض من انواع الفاكهة كاالمانجو والعنب وبعض انواع الخضروات كما يقومون بزراعة البر والحنطة التي تعتبر المصدر الأول للغذاء وكذلك زراعة الأعلاف الحيوانية كالبرسيم، كما يمارس اهالي القرية تربية المواشي كالابل والماعز وتربية عسل النحل العماني. 

تعليق عبر الفيس بوك