جامعة السلطان قابوس تشرف على الحفر الدولي في صخور الأفيولايت.. والمشروع يعزز مكانة السلطنة في حماية البيئة عالميا

...
...
...

 

مسقط - الرؤية

يبدأ في منتصف نوفمبر الجاري العمل في مشروع الحفر الدولي في صخور افيولايت عُمان بميزانية تصل إلى 4 ملايين دولار، وستقوم جامعة السلطان قابوس ممثلة في مركز أبحاث علوم الأرض وبالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية والموارد المائية بالإشراف على حفر 13 بئراً، تتراوح أعماقها بين 300 إلى 600 متر في ولايتي سمائل وإبراء.

ويعد هذا البرنامج مشروعًا متعدد التخصصات والهويّات والجنسيّات حيث يشارك فيه باحثون من مراكز أبحاث علوم الأرض، والدراسات المائية والنفط والغاز بالجامعة وكلية العلوم والهندسة بالإضافة إلى ما يقارب من 40 باحثا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد. وتمّ توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية مثل ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأمريكي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الاوروبي، وبرنامج مراقبة الكربون الدولي. ويشكل هذا البرنامج أهمية كبيرة للسلطنة والجامعة حيث ستقوم المراكز البحثية بالمشاركة الفعالة وهي من (علوم الأرض، المياه، البيئة، الغاز والنفط، رصد الزلازل، والاستشعار)، إضافة إلى أقسام الكيمياء، الجيولوجيا والهندسة الكيميائية والبيولوجيا وذلك من خلال أعضاء هيئة التدريس وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا؛ حيث سيتم تدريب الطلبة من خلال حلقات عمل ورحلات حقلية وفي مختبرات الدول المشاركة، وسيتم إرسال 10 طلاب إلى أمريكا سنويًا بنحو 40 طالبًا، كما سيتم تقديم منح وتمويل لطلبة الدكتوراه والماجستير من السلطنة وأيضًا تدريب الطلبة على طرق وصف اللب الصخري في الحقل وعلى متن سفينة الأبحاث والتعامل مع علماء معروفين عالميًا من أوروبا وأمريكا. ويتضمّن المشروع عقد حلقات عمل ومحاضرات في المدارس والمجتمع المحلي، للتوعية بالمشروع وعلم الجيولوجيا مع التواصل مع الصحافة والإعلام بشكل دوري، خلال مراحل المشروع لتسويق صخور عمان إلى جانب تزويد السلطنة بقطاع صخري معياري للأفيولايت يستخدم في الدراسات المستقبليّة وكمرجع عالمي والاحتفاظ بجميع الأجهزة والمعدات التي يتم شرائها واستخدامها من خلال المشروع مع كسب السمعة العالمية للجامعة والسلطنة والترويج السياحي للسلطنة وتشغيل للعمالة العمانية ولشركات الحفر العمانية.

وتغطي الصخور المافية وفوق المافية (البريدوتيت) التابعة لافيولايت عُمان تغطي جزءاً كبيراً من جبال السلطنة حيث تغطي مساحة تزيد عن 20 ألف كلم مربع. لقد أظهرت المشاهدات اليومية قدرة هذه الصخور على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عن طريق التفاعل مع المياه السطحية والجوفية وتحويله إلى صخور كربوناتية. ويتراوح معدل الامتصاص الطبيعي لصخور البريدوتيت في السلطنة لغاز ثاني أكسيد الكربون بين 10 آلاف إلى 100 ألف طن سنويا بما يقارب 1 جم لكل متر مكعب. وتعد عملية تجنب وتخفيف الزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من أهم التحديات التي تواجه التكنولوجيا والمجتمع. كما تعد عملية الكربنة الجيولوجية إحدى التقنيات الاستراتيجية المطروحة. تم تنظيم أول حلقة عمل في رحاب الجامعة في عام 2011 وحلقة أخرى في نيويورك عام 2012 حول الكربنة الجيولوجية لصخور السلطنة من قبل مجموعة من العلماء العاملين في هدا المجال بالتعاون بين جامعة السلطان قابوس وبرنامج الحفر المحيطي وبرنامج الحفر العلمي العالمي وعلماء في مجالات الهندسة والكيمياء والتنقيب والطاقة كان الهدف الرئيسي لحلقات العمل مناقشة كيفية تفاعل صخور الأفيولايت مع غاز ثاني أكسيد الكربون.

وأضحت تقنية امتصاص وتسييل غاز ثاني أكسيد الكربون ثم حقنة في الصخور العمانية أحد أهم الاستراتيجيات المطروحة كحل للتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، لذلك يقوم فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس في عمان بتطوير طريقة غير مكلفة عن طريق تحفيز التجوية الطبيعية لصخور البريدوتيت والمنتشرة بكميات كبيرة في السلطنة. وتعتمد الطريقة على تفتيت الصخور إلى أحجام صغيرة ونثرها على المناطق الساحلية للتفاعل مع مياه البحر بشكل طبيعي حيث يتم متص غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق التفاعل مع مياه البحر وتحول هذه الرمال إلى صخور كربوناتية على مدى يتراوح بين 3 إلى 5 سنوات. وبحسب العلماء، فإنّ كمية الصخور المتوفرة في السلطنة كافية لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لألف سنة قادمة، وقد تستطيع حل مشاكل العالم والاحتباس الحراري العالمي. وتؤكد المشاهدات اليومية للأنظمة المائية، سرعة التفاعل والكربنة لصخور سلطنة عمان الفوق مافية، والتي تتواجد في معظم أرجاء السلطنة، وهي لا تشكل أي أهمية اقتصادية في الوضع الراهن، لذا فإنّ إمكانية الاستفادة منها اقتصادياً في عملية تخليص الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون واردة جداً، في ظل ارتفاع نسبة هذا الغاز في الجو وما يمثله من مشاكل بيئية عديدة.

 

تعليق عبر الفيس بوك