تدعيم البيانات المكانية

 

كل تنمية جادة وحقيقية، وكل جهد لتعزيز الاقتصاد الوطني يحتاج إلى قاعدة بيانات دقيقة، لهذا يعد تدشين 5 مشاريع استراتيجية وطنية متعلقة بالبنية الأساسيّة للمعلومات الجغرافية المكانية الوطنية بالسلطنة، إنجازاً كبيراً، بل حزمة إنجازات تنسب بكل فخر إلى رجال الهيئة الوطنية للمساحة؛ الذين احتفلوا أمس فرحين بترجمة جهودهم المشكورة إلى إنجازات يشار لها بالبنان، تضاف إلى البنية الأساسية للسلطنة وتزيدها متانة وقدرة على استيعاب خطط الاستثمار والتوسع التنموي خلال السنوات القادمة.

وستعمل المشاريع الوطنية الخمسة على دعم مختلف القطاعات التنموية بالسلطنة، وستستفيد منها مختلف المؤسسات الحكوميّة والخاصة، وكما قال معالي السيّد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي، الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع، أثناء التدشين فإنّ هذه المشاريع ستعمل على تحقيق الأهداف المنشودة على المستوى الوطني مما يسهم في تحقيق فوائد كبيرة على المستوى الاستراتيجي والتنموي والاقتصادي.

ومن الآن فصاعدا، ستصبح الخرائط الطبوغرافية الدقيقة وثلاثية الأبعاد لجميع مناطق السلطنة في متناول يد كافة المستخدمين والمهتمين من علماء وباحثين ومشاركين في صنع القرار الاقتصادي، وهو إنجاز يدرك قيمته الحقيقية المختصون من المهندسين وخبراء المساحة. أمّا شبكة المحطات المرجعيّة دائمة التشغيل فمن شأنها أن تمد الهيئات والمؤسسات بالسلطنة ببيانات مباشرة لها علاقة بالمعالجة البعدية وتحديد المواقع.

المشروع الثالث يخطو بسرعة نحو مواكبة التطور العلمي في مجال قياس الارتفاعات، وما يعنيه ذلك من أهمية عند التخطيط لإنشاء المشاريع الكبيرة وقياس المساحات والارتفاعات المختلفة.

وبالتوازي، يأتي الدليل الجغرافي المكاني للسلطنة عنوانًا للمشروع الرابع، والذي يسهم في توفير معلومات جغرافيّة مكانية موثوقة ومعتمدة للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وكافة المهتمين، من أجل التحول إلى اقتصاد ومجتمع ذكي، حيث يشكل هذا الدليل إضافة قيمة للبنية الأساسية للبيانات المكانية الوطنية للسلطنة.

أخيراً يمثل المشروع الخامس دليلاً رسمياً وكاملاً للسلطنة؛ إذ يوفر أطلس الطرق 2016 قاعدة بيانات أساسيّة ومهمة للسائحين لتسهيل تنقلهم بالسلطنة، ومهمة لكل من يقوم بزيارة البلاد بوجه عام.

إنّ إنجازات هيئة المساحة الوطنية تتوالى منذ إنشائها، بما يدعم تطوير البنية الأساسية للسلطنة، لاسيما على مستوى توفير البيانات الدقيقة الرسمية والتي ترفد بشكل مباشر عمليات التخطيط بالمعلومات والمعارف، بما يعين متخذ القرار، فضلا عن كونها تقدم الإسناد المعلوماتي لمنظومة البحث العلمي في البلاد.

تعليق عبر الفيس بوك