مسقط- الرؤية
تشارك سلطنة عُمان ممثلةً في جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، في أعمال الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والتي تستضيفها هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بدولة قطر، خلال الفترة من 15- 19 ديسمبر الجاري، ويترأس وفد سلطنة عُمان معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وبمعيته عدد من المسؤولين والمختصين بالجهاز، وسط مشاركة دولية واسعة من رؤساء الأجهزة والهيئات المعنية بمكافحة الفساد والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي والجامعات والمؤسسات المهنية والباحثين.
ويعد هذا المؤتمر أحد أهم الفعاليات التي تعنى بمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة على المستوى الدولي؛ حيث يجمع جميع الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتي يبلغ عددها 192 دولة. وألقى معالي الشيخ رئيس الجهاز كلمة سلطنة عُمان في المؤتمر، أعرب من خلالها عن شكره وتقديره لدولة قطر ولمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على حسن الاستضافة والإعداد لأعمال المؤتمر، مؤكدًا معاليه حرص سلطنة عُمان على المشاركة الفاعلة مع المجتمع الدولي في مجالات تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية تبادل الخبرات والمعارف بين الدول الأطراف لتعزيز قيم النزاهة ودعم تحقيق التنمية المستدامة للشعوب. وأشار معاليه إلى أن هذه المشاركة تعد تجسيدًا عمليًا لرؤية "عُمان 2040" التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي تشتمل على برامج ومبادرات استراتيجية تستهدف تعزيز آليات الرقابة الفاعلة، وترسيخ مبادئ المساءلة والمحاسبة، والارتقاء بمستويات الكفاءة في استخدام المال العام؛ بما يحقق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ويُعزز كفاءة الأداء الحكومي ويرتقي بمستويات النزاهة.
وأكد معاليه أن سلطنة عُمان حرصت مُنذ انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد عام 2013، على تحقيق أهداف الاتفاقية من خلال تعزيز التدابير الرامية إلى منع الفساد ومكافحته، وترسيخ مبادئ النزاهة والمساءلة في إدارة المال العام، وتتويجًا لهذه الجهود أطلقت سلطنة عُمان الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة (2022- 2030) والتي استندت في إعدادها إلى أفضل الممارسات العالمية؛ حيث تهدف إلى توحيد جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني من خلال محاور رئيسية؛ تشمل: التطوير التشريعي، والتكامل المؤسسي، والتوعية المجتمعية، والتعاون الدولي، مع تحديد واضح لأدوار ومسؤوليات كل جهة.
وأشار معالي الشيخ رئيس الجهاز- في ختام كلمته- إلى الحرص الذي توليه سلطنة عُمان من أجل دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد والحد من آثاره.
وتضمن برنامج المؤتمر العديد من البنود؛ أبرزها: استعراض تقرير تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وكذلك مناقشة آلية استعراض تنفيذ الاتفاقية؛ حيث تضمَّنت الدورة الأولى استعراض تنفيذ الفصل الثالث (التجريم وإنفاذ القانون) والفصل الرابع (التعاون الدولي) من الاتفاقية. واشتملت دورة الاستعراض الثانية تنفيذ الفصل الثاني (التدابير الوقائية) والفصل الخامس (استرداد الموجودات) من الاتفاقية، إلى جانب استعراض نتائج الدورة الاستثنائية للجمعية العامة بشأن تحديات وتدابير منع الفساد ومكافحته وتعزيز التعاون الدولي. ويتناول المؤتمر مذكرة الأمانة العامة بشأن أنشطة اجتماعات الخبراء الحكوميين في مجال تعزيز التعاون الدولي في إطار الاتفاقية الأممية.
وعلى هامش أعمال المؤتمر، من المقرر أن يُقدِّم الوفد العُماني ورقة عمل بعنوان "الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة في سلطنة عُمان وأثرها في تحقيق النزاهة ومكافحة الفساد"؛ وذلك ضمن الفعالية الجانبية المشتركة للأجهزة المسؤولة عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد المقرر عقدها غدًا الخميس.
