هامش :
يُنظر لانتخاب عون كصفقة سياسية يُتوقع أن يصبح بموجبها السني سعد الحريري رئيسًا للوزراء
عون يعود بالموارنة إلى رأس السلطة لأول مرة منذ نهاية الحرب الأهلية
بيروت – رويترز
أدى قائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشال عون اليمين الدستورية رئيسا للبلاد أمس متعهدا بمكافحة الإرهاب ومنع امتداد "الحرائق الإقليمية" إلى لبنان. وكان عون وهو في الثمانينيات من العمر يشير إلى الحرب الأهلية في سوريا المجاورة والصراع المحتدم في العراق.
وأضاف في خطاب أداء القسم "لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة إليه من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية." وتابع "سنتعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه" وقال عون إن أي حل للصراع السوري يجب أن يضمن عودة اللاجئين السوريين في لبنان. ويقول المسؤولون اللبنانيون إن 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان. وأشار إلى أن المخيمات السورية في لبنان يجب ألا تتحول إلى مخابئ للمسلحين.
وانتخب مجلس النواب اللبناني أمس قائد الجيش السابق العماد ميشال عون رئيسا للبلاد منهيا 29 شهرًا من الفراغ الرئاسي. ويأتي الانتخاب كجزء من صفقة سياسية من المتوقع أن يصبح بموجبها الزعيم السني سعد الحريري رئيسا للوزراء.
وعون وهو في الثمانينيات من العمر هو حليف وثيق لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران. وقد فاز بالانتخابات الرئاسية في الجولة الرابعة بحصوله على تأييد 65 نائبا على الأقل أو أغلبية أعضاء المجلس المؤلف من 128 مقعدا وفقا لإحصاء أجرته رويترز. وتم بث التصويت على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون من البرلمان. وحصل عون على تأييد 84 نائبا في الجولة الأولى أي دون العدد المطلوب وهو 86.
وفي فبراير عام 2006 بدا عون جنبا إلى جنب مع زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في كنيسة مار مخايل في بيروت لإعلان تحالف حزبه التيار الوطني الحر وجماعة حزب الله الشيعية القوية. وقد استمر هذا التحالف حتى يومنا هذا. وكان عون قد دعم حزب الله في حربه مع إسرائيل في الصيف التالي. وانضم وزراؤه مع وزراء حزب الله في محاولة لإسقاط حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي كان مدعوما من الغرب والمملكة العربية السعودية.
وحافظ حزب الله على دعمه ترشيح عون حتى بعد أن رشح سعد الحريري شخصا آخر من حلفائه قبل عام وهو سليمان فرنجية صديق الرئيس السوري بشار الأسد. ومع انتخاب عون سيكون لبنان قد انتخب للمرة الأولى واحدا من السياسيين الموارنة الأقوياء في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية. وكان سلفه ميشال سليمان قد وصل السلطة عام 2008 نتيجة تسوية برعاية إقليمية. والرئيسان ما قبل سليمان كانا قد تم انتخابهما بناء على توصية من سوريا. والتيار الوطني الحر لديه أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني.