بصمات تبني عمان

يوسف البلوشي

يحمل شهر نوفمبر منذ 46 عاما الأمل والتفاؤل في جوانبه لعُمان والعمانيين، خاصة وأنه يمثل كل عماني على هذا الوطن، ويحمل ذكرى غالية تطرز بهجة عمان بأكملها.

كتبتُ مقالات سابقة أنَّ على القطاع الخاص أن يقوم بانتشال معظم المشاريع التي تقوم بها السلطنة من خلال قيامه بتبني هذه المشروعات أو تكاتف الشركات مجتمعة في التخفيف على موازنة البلد تجاه هذه المشاريع، وتمكين مواصلة المشروعات لاسيما تلك التي تُعنى بخدمة المواطن أو تمس البنية الأساسية.

خاصة وأنه في ظل التحديات التي تواجهها السلطنة بسبب تراجع أسعار النفط إلى مستويات متدنية وتأثر البرامج الحكومية والوضع المالي واللجوء إلى التمويل البنكي وإيجاد الحلول نحو تطبيق برامج التنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وكلها كانت مدخلا للحكومة في تقليل المصاريف والعجز عن طريق التمويل الداخلي والاقتراض الخارجي.

وطبعا كون الشركات والقطاع الخاص شريكا أساسيا في هذه التنمية، فإننا استبشرنا خيرا بقيام بنك مسقط الرائد في مثل هذه المبادرات بتنفيذ مبادرة، كان لها الأثر الطيب في الحقيقة نحو تخفيف العبء على بعض المؤسسات الحكومية في تنفيذ مشاريعها. وهي مبادرة "بصمات"، والتي تُعنى بتنفيذ أربعة محاور رئيسية؛ هي: الثقافة المالية وتنمية المؤسسات الصغيرة في قطاع السياحة والمساحات الخضراء ودعم التوجهات الصديقة للبيئة وترشيد استهلاك الطاقة؛ حيث إنَّ لهذه القطاعات خصوصية كبيرة إذ تدخل في حياة المواطن وأيضا تقوم على تعمير بنية الوطن في كثير من الجوانب وأيضا إسهام يرجى منه أن تحذو مؤسسات القطاع الخاص حذو بنك مسقط والقيام بتنسيق وجدولة المشاريع التي تناسب السلطنة وتبنيها، وبالتالي التخفف من وطأة الوضع المالي الراهن، وبعث التفاؤل والإيجابية لدى المواطن والمقيم على أرض السلطنة.

كما أنه ومن ملاحظاتنا نتوقع بلا شك أن يكون الأثر الذي تتركه هذه المبادرة كبيرا؛ وذلك لأنها تخاطب العقل وتمس المشاريع والبنى الأساسية وتخدم البيئة المحيطة للمواطن؛ فمن منطلق زرع روح الثقافة والتوعية وتكامليتها مع المشاريع، فإنه بكل تأكيد ذلك سيضفي النجاح عليها وذلك لغلبة الشمولية في كينونتها.

وليس ببعيد أو غريب على بنك مسقط ترجمة الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتفعيل دور مؤسسات القطاع الخاص في أنشطة وفعاليات المجتمع وفتح المجال أمام الجميع للمشاركة في مشاريع المسؤولية الاجتماعية التي تنعكس إيجاباً على تنمية وتطوير المجتمع العماني.

حيث كان لبنك مسقط كل عام مبادرة تعنى بالمجتمع، وفي هذا العام أطلق رؤية البنك "هيا ننجز أكثر"، والتي تتركز على مفهوم العطاء وتقديم الدعم للمجتمع العماني في مختلف الأنشطة والفعاليات، وهي بحد ذاتها محور العمل في البنك وهذا عهد يقوم به على الدفع بمشاريع المجتمع نحو الأمام.

إذن، ومن هذا المنطلق، يجب أن تتكاتف مؤسسات القطاع الخاص في الإسراع بتنفيذ مبادرات أو تبنِّي مشروعات خدمية، خاصة وأنَّ ارتكاز هذه المؤسسات منذ الأزل كان من مقدرات وثروات الوطن ودعم الحكومة لها في ذلك إلى أن أصبحت الكثير من هذه الشركات اسما عالميا وتنافس في قطاعاتها عددا من الشركات الدولية.

[email protected]