وقفات كُروية

حسين بن علي الغافري

 

 

 

(١)

مُباراة كبيرة احتضنها ملعب الكامب نو في مدينة برشلونة بين برشلونة صاحب الأرض والجمهور ومانشستر سيتي الضيّف الثقيل المُنافس على بطاقة الصدارة للمجموعة الثالثة في دوري الأبطال الأوروبي. مباراة جاءت كالمتوقع في تنافسيتها وأدائها من خلال تفاصيل دقيقة من نجوم كروية بقيمة سوقية تجاوزت المليار دولار، وهو أكبر سعر للاعبين في مباراة واحدة!. النتيجة النهائية كانت ثقيلة على جوارديولا ومانشستر سيتي وذكّرتنا بمباراة برشلونة وبايرن ميونخ العام قبل الماضي؛ كوّن الرابط المُشترك هو المدير الفني الأسباني جوارديولا. المُتابع سابقاً للقاء البايرن وبرشلونة يستذّكر أنّ الفريق الألماني ككل لم يكن سيئاً وأزعج برشلونة في أكثر من مُناسبة، وكانت الأمور ستتعقد كثيراً لو تعامل مع المُباراة بهدوء وحنكة كبيرين. الخطأ المُتكرر من جوارديولا مُجدداً هو المُبالغة في كسب المباراة أمام برشلونة، وهو أمر ممكن أن ينجح ويُؤتي النتيجة المطلوبة ولكن ليس أمام هجوم فتاك كالـ MSN الذي يستغل أجزاء من الفرص شبه الميتة ليسجّل، فكيف بدفاع مرتبك!. المُنعرج الحقيقي للمباراة كان خطأ للحارس التشيلي برافو الذي ضغط عليه الأورغوياني سواريز وأجبره على الخطأ ومن ثم الطرد والتحوّل الجذري في المباراة .. واكبه تألق للأرجنتيني ميسي. لقاء الإياب بملعب الاتحاد مؤكدا أنه سيكون مغايرا وإذا ما أراد مانشستر سيتي الذهاب بعيداً في دوري الأبطال فجوارديولا أمامه عمل كبير خصوصاً من حيث الدفاع، مع الإقرار بأنّ لمسة جوارديولا حاضرة وشاهدناها في النادي الإنجليزي منذ اللقاءات الأولى وهو ما يُبشر بتفادي الأخطاء في قادم الوقت واللقاءات. أما برشلونة فمع فوزه على مانشستر سيتي بالأبطال وفالنسيا محلياً فلازال بنظري ليس برشلونة المعتاد خصوصاً من الناحية الدفاعية والفريق هشّ دفاعياً والعمل على تلافي النواقص أمر ضروري إذا ما طمح في الاحتفاظ بلقب الدوري وتحقيق اللقب الأوروبي السادس!.

 

 

(٢)

ميلان الإيطالي .. التاريخ والعراقة والإنجازات. مبّهج جداً لكل عشاق الرياضة عودته إلى طريقه المعتاد. ميلان الغائب عن مشهد الصفوف الأولى منذ أزمة إيطاليا الاقتصادية وهجرة أبرز نجومه قبل ما يقارب عقد من الزمان أصبح يُقدم مباريات عملاقة بقيادة الإيطالي الشاب مونتيلا. الجميل في ميلان هو طريقة أدائه في الملعب المنضبطة كفريق واحد ولعل تفوقه أمام كييفو ومن ثم يوفنتوس حامل اللقب يوحي بعودة منتظرة لميلان في المراكز الثلاثة الأولى ولم لا المنافسة على اللقب، ولو إن الأمور ليست بتلك السهولة في تواجد يوفنتوس المدجج بالأسماء الكبيرة وروما وإنتر ونابولي.. أيضاً من ناحية النفس الطويل في الموسم والحاجة إلى بدلاء في مستوى الفريق الأساسي الحالي. من جانب آخر، فنادي إنتر فريق مدينة ميلان الآخر لا يُشّعر محبيه بأنّه يسير بخطوات ثابتة بمجموعة جيدة من لاعبين يملكهم. إنتر مع الهولندي دي بوير أمام طريقين لا ثالث لهما. الثقة بالهولندي والصبر معه في بناء طريقة لعب مُغايرة لتلك التي عُرِف بها الإنتر وإيمان الإدارة واللاعبين بتلك الطريقة على المستوى البعيد، أو الأمور ستؤول إلى إقالة الهولندي في قادم الوقت والحلم بمُدرب آخر على دراية بالكالتشيو وخباياه وطريقة أداء الإنتر وبمشروع جاهز قد يُصيب، وقد يخيب ويُبّعده عن منصات التتويج لعام إضافي جديد!.

 

 

(٣)

هذا العام أجدني مُتفائلاً كثيراً بليفربول ومنافسته على الدوري الإنجليزي .. ولم لا تحقيقه اللقب في الأخير. المُميز في ليفربول أنّ الأضواء الإعلامية مُبتعدة عنه نسبياً وليست كتلك الموجودة خلف جوارديولا ومورينهو وكونتي؛ الأمر الذي يدّفعه إلى العمل بهدوء والصعود بخطوات مُتواصلة شيئاً فشيئاً. كلوب خيار مُمتاز في مشروع ليفربول وثقة الإدارة به تتيح له العمل حسب أفكاره التي يراها ناجحة وهو ما سيمنحه يد طويلة على اللاعبين. الآن ليفربول يستلق ببطء إلى المركز الأول وخلق قلقاً على الأندية التي تسعى للتتويج. ومع الوقت فإنّ ليفربول يملك فرصة للتتويج والعودة إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المُقبل. فقط يحتاج أن يستمر بهدوئه وتطوره. لننتظر ونرى.