القائد الحكيم

جوخة الشماخية

محاضر أول لغة عربية بالكليّة التقنية بعبري

كم هو شرف وفخر لنا اليوم، إذ نحتفي معًا بيوم المرأة العمانيّة، والذي يصادف السابع عشر من كل عام، هذا اليوم الذي أفرزته ندوة المرأة العمانيّة التي شهدها سيح المكارم بولاية صحار في السابع عشر من أكتوبر عام ألفين وتسعة للميلاد، والتي كان من ضمن توصياتها تخصيص يوم للمرأة العمانيّة، والذي جاء ترجمة لنهج حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - يحفظه الله ويرعاه - فأعلن جلالته مباركته له في الانعقاد السنوي لمجلس عمان في شهر نوفمبر من العام نفسه.

إنّ رعاية جلالته للمرأة ليست وليدة الساعة، وإنّما انبثقت مع بداية النهضة المباركة، وقد شملها - يحفظه الله - في مختلف خطاباته السامية، ووفّر لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف، ودعم مكانتها في المجتمع، وأكّد ضرورة إسهامها في شتّى ميادين التنمية، وضمن لها حقوقها وبيّن ما عليها من واجبات، فقد نصّ النظام الأساسي للدولة على المساواة بين الرجل والمرأة في كلّ شيء، وانطلاقا من هذا المبدأ أخذت المرأة العمانية حقها من التعليم والصحة والعمل وغيرها من المجالات، دون التخلّف في واجبها تجاه أسرتها ومجتمعها، لتصبح قادرة على الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها، من أجل المشاركة في بناء وطنها وإعلاء شأنه، وفي ذلك يقول جلالته في أحد خطاباته: "إنّ الوطن في مسيرته المباركة يحتاج إلى كلّ من الرجل والمرأة، فهو بلا ريب كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السموات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على التحليق؟".

إنّ مكانة المرأة العمانية ودورها عبر التاريخ لا يختلف عليه اثنان، فمنذ القدم كانت تمثّل الركيزة الأساسية داخل الأسرة، فهي راعية لبيتها، ومربّية لأبنائها، ومكملة لدور الرجل في مختلف أعماله، وبعد بزوغ النهضة المباركة استطاعت أن تخرج من محيط المنزل إلى محيط أكثر اتساعا، يحدوها الأمل والتحدي، متسلحة بأخلاقها وعلمها وثقافتها، خرجت لآفاق رحبة، كيف لا وهي من فُتحت أمامها جميع أبواب الحياة، فاستطاعت أن تترك بصمة لها في كافة المجالات، التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية، وعملت في مختلف الوظائف، فهي المعلمة والطبيبة والممرضة والمهندسة والشرطية، كما خاضت مجال التطوّع وحققت نجاحات باهرة فيه، واعتلت أعلى المناصب، فأصبحت وزيرة وسفيرة ووكيلة وزارة وممثلة لبلدها في شتّى المحافل العربية والدولية، كذلك قد مكّنتها قدراتها من الوصول إلى مجلس الدولة ومجلس الشورى، إذ صار من حق المرأة العمانية أن تُنتَخَب وتَنتَخِب، وتكون شريكا في اتّخاذ القرار وعضوا في السلطة التشريعية للدولة.

في بلد كسلطنة عمان، وتحت قيادة أب وقائد حكيم لن تُضام المرأة ولن تُظلم، ستظل شامخة عزيزة كريمة، فهنيئًا للمرأة في بلدي.

وشكرا سيدي صاحب الجلالة على ما أنعمت به علينا من كرم واهتمام، حفظك الله ورعاك وألبسك ثوب الصحة والعافية، إنه سميع مجيب الدعاء.

تعليق عبر الفيس بوك