السلطنة تحتفل بيوم الأغذية العالمي بالتأكيد على مواصلة دعم منظومة الأمن الغذائي والزراعي

 

مسقط - ناصر المجرفي

شاركت السلطنة دول العالم الاحتفال بيوم الأغذية العالمي والذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام، وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية: "يطيب لي بمناسبة يوم الأغذية العالمي السادس والثلاثين أن أتحدث من سلطنة عُمان لمشاركة الأسرة الدولية بهذه الاحتفالية التي تصادف يوم 16 من أكتوبر تحت شعار "المناخ يتغير والأغذية والزراعة أيضا" والمتزامنة مع مرور واحد وسبعين عاما على تأسيس منظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة في عام 1945".

وأضاف معاليه- في كلمته بهذه المناسبة- إن الاحتفال بيوم الأغذية العالمي يعبر عن وقفة تأملية لمراجعة أوضاع الأغذية والزراعة على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية وتشخيص التحديات التي تواجه إنتاج الغذاء ومنظومة الأمن الغذائي، وتبني نظرة استشرافية لإيجاد الحلول المناسبة خلال المراحل المقبلة. وتابع معاليه: "كانت ولا تزال التغيرات المناخية أحد أهم التحديات التي تواجه الأمن الغذائي العالمي بحكم انعكاسات هذه الظاهرة في ارتفاع درجات الحرارة وانبعاث الغازات والاحتباس الحراري وزيادة معدلات التصحر والجفاف وتراجع الغطاء النباتي وذوبان الثلوج وزيادة الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر". وأوضح أنّ الأكثر تضرراً من تلك الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية هم فئة صغار المزارعين وصيادي الأسماك ومربو الحيوانات والرعاة، وإزاء ذلك كله يتطلب الأمر تكثيف الجهود وتبني برامج عمل وجهود تنسيقية على كافة الأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية وفق ثلاث محاور أساسية هي بناء قاعدة معلومات متكاملة لرصد وقياس التغيرات المناخية وتحليلها، والعمل على تخفيف الآثار السلبية للتغيرات المناخية على نظم إنتاج الغذاء، والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال إدخال برامج جديدة في نظم إنتاج الغذاء.

ومضى معاليه قائلا: "إدراكاً من السلطنة بأهمية الانفتاح على التجارب العالمية الرائدة والارتقاء بأساليب إنتاج الغذاء وتعزيز منظومة الأمن الغذائي فقد شهد عام 2016 إنجاز استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية حتى العام 2040 وخطتها الاستثمارية للفترة من 2016 وحتى 2020 وتخصيص محور رئيسي ضمن محاور هذه الاستراتيجية حول التغيرات المناخية وتأثيراتها على إنتاج الغذاء بالسلطنة بغرض المواءمة والتفاعل مع هذه التغيرات، بالإضافة إلى إنجاز استراتيجية تطوير القطاع السمكي 2020 – 2040 حيث يعول على تلك الاستراتيجيات في رسم خارطة طريق للنهوض بالقطاعين الزراعي والسمكي واستدامتهما لغاية 2040". وأضاف أنه تم إنجاز استراتيجية عُمان للتغيرات المناخية عبر فريق وطني متخصص، وقد تناولت تأثير تلك التغيرات على مستقبل أداء القطاعين الزراعي والسمكي، مع تحليل لظواهر التملح والجفاف والتصحر وانبعاث الغازات وغيرها.

وشدد معاليه على أنّ السلطنة أولت اهتماماً مبكراً لبناء وتطوير منظومة متكاملة للأمن الغذائي والتي شملت بناء منظومة المخزون الاستراتيجي للغذاء وتحرير استيراد السلع مع استقرار أسعارها ودعم بعض السلع والاهتمام بزيادة إنتاج الغذاء استناداً للميزات التنافسية في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والقطاع السمكي، وإنشاء العديد من الشركات الحكومية المعنية بإنتاج الغذاء إلى جانب إصدار التشريعات والقوانين المنظمة لإنتاج الغذاء.

وتقدم معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية بالتهنئة الخاصة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بمناسبة مرور (71) عاماً على تأسيسها وإلى مديرها العام، نظير الإنجازات التي حققها في تطوير قطاعي الزراعة والغذاء في كافة بلدان العالم، والشكر موصول إلى مكتب المنظمة في السلطنة لتقديم المشورة والمشاركة الفاعلة في كافة فعاليات وأنشطة الوزارة.

من جهتها، ألقت سعادة نورة أورباح حداد مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، كلمة بمناسبة يوم الأغذية العالمي 2016، قالت فيها إنّ تغير المناخ يترك أثرا كبيرا على الأمن الغذائي، فالكثير من السكان الذين يعانون من نقص التغذية المزمن، والبالغ عددهم 793 مليون شخص، هم من صغار المزارعين وصيادي الأسماك والرعاة، وهم جميعا الأكثر تضررًا من ارتفاع درجات الحرارة والكوارث المرتبطة بتغير المناخ، كما أنّ أشد فقراء العالم هم الأكثر تضررا بتغير المناخ.

وشددت في كلمتها على أنه ينبغي على البلدان أن تستثمر في المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والعائلية والصيادين لتحسين قدرتهم على التكيف مع الآثار السلبية لتغيُر المناخ وتحقيق الأمن الغذائي.

 

تعليق عبر الفيس بوك