"الليجا" .. التنافس الهشّ!

 

 حسين بن علي الغافري

 

 

عاشت الليجا سنواتٍ من الإثارة والتنافسية خلال العُقود الماضية، حققت فيها الأندية مستوى تنافسياً على أعلى مستوى، شاهدنا من خلاله أبطالاً مُتجددين في كُل موسم. صحيح أنّ البطولة يستيّدها النادي الملكي ريال مدريد برصيد اثنين وثلاثين لقباً في الليغا وتسعة عشر بالكأس، يليه برشلونة بأربعة وعشرين لقباً محلياً في الدوري وثمانية وعشرين ببطولة الكأس؛ إلا أنّ شكل المُنافسة الفعلية تبخّرت واختفت بشكلٍ مُلفت خلال العقدين الأخيرين. المُنافسة تكاد تكون معدومة بين الأندية الأخرى باستثناء أتلتيكو مدريد الذي بناه الأرجنتيني سيميوني في آخر خمس أعوام وأضاف مُتّعة مطلوبة لليغا الإسبانية التي بسطتّ أندية ريال مدريد وبرشلونة اليد الُعليا عليها!.

 

المُتابع لمُباريات الدوري الإسباني يُلاحظ الفوارق الفنية الموجودة في أندية الليغا خصوصاً في لقاءات الثلاثة الكِبار، وأضحى جُلْ ما ينتظره هو الكم الذي ستنتهي عليه المُباراة. على سبيل المثال، ليلة الأمس برشلونة أكّرم ضيفه ديبورتيفو لكارونيا برباعية بيضاء وبلقاء تدريبي بحّت لولا الفُرص الضائعة الكثيرة التي أُهدرت لكانت النتيجة أضعاف ذلك، إجمالاً، المباراة وكأنها جاءت استعدادية للوقوف على آخر النقاط الفنية للقاء دوري الأبطال مساء الأربعاء ضد مانشستر سيتي الإنجليزي!.

 

ليس ببعيدٍ أيضاً لقائي عملاقي العاصمة الإسبانية، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وهُما قبل كُل شيء العين الرئيسية تنّتظر لقاءات دوري أبطال أوروبا دون التفريط بنقاط الليغا الكاملة. ريال مدريد عاد من أشبيلية بنصف درزن أهداف على منافسه بيتيس، كما حقق أتلتيكو هو الآخر نتيجة عريضة قوامها سبعة أهداف أمام ضيفه غرناطة.

 

كمّية الأهداف وجمال المُتعة والإثارة هو ما يُميّز الليغا الإسبانية بطبيعة الحال؛ إلا أنّ غياب المنافسة ولو على الأقل داخل المباراة ذاتها يفقد المباراة جماليتها. سابقاً، كانت الليغا وإن لم تُحسم في جولاتها الأخيرة إلا أنّ رصيد النُقاط يوحي بأنّ الموسم كان شاقاً وصعباً والبطولة جاءت بعد جهد جهيد.. أما اليوم فالبطولة وإن لم تُحسم قبل أسابيع إلا أن رصيد البطل من النُقاط والأهداف يتجاوز الـ 100 وهنا يتّضح جلياً أنّ المنافسة تكاد تكون معدومة واللقب منذ بدايته محسوم بين العملاقين وبدرجة أقل أتلتيكو. من ناحية أُخرى فإنّ باقي الأندية عند خروجها في المُنافسات الخارجية تُقدم حضورا مثاليا ونتائج إيجابية في بطولات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. ما أود أن أختم به، أن منافسه البطولة الإسبانية يُمّكن تفسيرها بتخمة النجوم الكبيرة في صفوف ريال مدريد وبرشلونة؛ الأمر الذي يُمكّنهما من ثبات الأداء بشكل كبير طيلة الموسم يقابله في الجانب الآخر من باقي أندية الليغا تراخٍ واضح عند مواجهة العملاقين وكأنّ المُباراة شرفية لتسجيل الحضور وتسليم أمر المنافسة المحلية والتفرّغ للمنافسة الخارجية، مثلما نُشاهد تفوق أتلتيكو مدريد سابقاً في الدوري الأوروبي ومن ثم ولثلاثة مواسم إجادة أشبيلية.