"جايتكس" البحرين.. استثمارات ومبادرات

 

 

عبيدلي العبيدلي

يُدشن الرواق البحريني في "جايتكس" عقدا من المشاركة في هذا المعرض الدولي للاتصالات والمعلومات، الذي تعتبره وسائل الإعلام وترى فيه شركات الاتصالات والمعلومات "بوابة للعلامات التجارية الكبرى القادمة إلى منطقة الشرق الأوسط، وإحدى أسرع الأسواق الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأكثرها استعدادًا للاستثمار في هذا المجال. وتجمع هذه الفعالية السنوية -التي تُقام منذ ما يزيد على 32 عامًا- أكثر من 1000 وسيلة إعلام مختلفة من جميع أنحاء العالم".

ويكتسب "جايتكس" هذا العام أهمية خاصة، بفضل عاملين أساسيين؛ أولهما: المبادرة الجريئة التي أعلنت عنها إدارة المعرض، وأطلقت عليها "حركة الشركات الناشئة الأكثر عالمية"؛ حيث أفردت قاعة خاصة يشارك فيها ما يقارب الـ"400 رائد أعمال، قدموا من أكثر من 52 دولة، يتواجدون سوية مع ما يربو على 250 مستثمرا ومرشدا". ومن المتوقع أن تتحول هذه الصالة إلى خلية نحل "تعرض فيها الشركات الناشئة أفكارها ومنتجاتها، في جلسات يشاركها فيها المرشدين، (ويتوج كل ذلك) بمسابقة لاختيار الفائز الذي سيحصد جائزة قيمتها 13000 دولار أمريكي".

أما العامل الثاني، فهو النمو المضطرد الذي تشهده سوق المعلومات والاتصالات الشرب أوسطية، التي يتوقع لها، رغم الضائقة المالية التي تعاني منها الاقتصادات الخليجية جراء التراجع الفلكي في أسعار النفط، والأعباء المالية التي ولدتها مشاركاتها في حروب منطقة الشرق الأوسط. إذ تشير تقديرات مراكز استشراف المستقبل إلى "وصول الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط إلى 212.9 مليار دولار أمريكي في العام 2019، والذي يعادل ارتفاعاً بنسبة 3.7 بالمائة مقارنة بالعام 2015".

وعلى نحو مواز يشهد الرواق البحريني في جايتكس نموا نوعيا في أجنحته. فخلافا لتقاليدها بشأن عدم المشاركة في المعارض غير البحرينية، قررت شركة الاتصالات البحرينية "بتلكو"، أن تكون من بين العارضين في "جايتكس" هذا العام، وتحديدا في "الرواق البحريني". ويعتبر "جايتكس"، المعرض والمؤتمر الأكثر إقبالا في منطقة الشرق الأوسط، سواء من حيث عدد الشركات المشاركة، أو نوعية الزوار ممن يهمهم متابعة سوق الاتصالات والمعلومات.

ويترافق ذلك مع نمو كمي مقارنة مع العام 2015، حيث تشارك فيه ما يربو على 30 شركة بحرينية من القطاع الخاص، إلى جانب بعض المؤسسات الحكومية، مثل وزارة المواصلات، والحكومة الإلكترونية.

وتكتسب مشاركة بتلكو في الرواق البحريني أهمية خاصة بفضل العوامل التالية:

- الحيز الذي تشغله "بتلكو" في السوق المحلية، كونها من كبريات الشركات المدرجة في سوق الأوراق المالية البحرينية من جانب، وعراقتها في سوق الاتصالات البحرينية من جانب آخر، ومن ثم تضيف مشاركتها ثقلا ترويجيا للرواق البحريني، الذي يفترض أن يشهد هذا العام حركة مرور تفوق مشاركته السابقة، على الصعيدين الكمي من حيث عدد الزوار، والكيفي، على صعيد نوعية الزوار يتوقع لهم أن يأموه.

- الثقل الذي تحظى به "بتلكو" في السوق العربية، نظرا للمشاريع المشتركة التي تنفذها شركات "بتلكو" الهجينة في أسواق تلك البلدان. إذ تمتلك "بتلكو" شركات بشراكات محلية في دول خليجية مثل الكويت، وعربية مثل الأردن، ودولية مثل جزر المالديف. هذا، في حد ذاته، يعزز دعوة رجال أعمال ومسؤولين في تلك البلدان ممن سيفدون على الرواق البحريني في جايتكس. وعلى نحو مواز يفتح آفاقا واسعة أمام الشركات البحرينية الصغيرة والمتوسطة الطموحة كي تستفيد من موجات الزائرين المتوقع أن يشهدها الرواق البحريني.

- دعوة مبطنة لشركات الاتصالات الأخرى لمجاراة "بتلكو" في السنوات القادمة؛ الأمر الذي من شأنه إضافة بعدا إيجابيا للحضور البحريني في "جايتكس"، إذا ما لقت دعوة "بتلكو" الإذن الصاغية التي تتفاعل معها، وترى في تلك الدعوة فرصة لانتعاش سوق الاتصالات البحرينية.

على نحو مواز، تستحدث مشاركة "بتلكو" في الرواق البحريني مجموعة من التحديات التي لم تعرفها من قبل اللجنة المشتركة التي تتولى إدارة "الرواق"، منذ ما يقرب من عشر سنوات، والمكونة من جمعية شركات تقنية المعلومات (BTECH)، وشركة "وورك سمارت" البحرينية (WorkSmart)، التي تجد نفسها اليوم، وفي هذا المعرض على وجه التحديد، مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإحداث النقلة النوعية المطلوبة في الحضور البحريني ممثلا في الرواق.

أول تلك التحديات هو تطوير لغة الخطاب الموجه للزائر الأجنبي، حيث ينبغي العمل من الآن، وقبل الوصول إلى أرض معرض "جايتكس"، على تحقيق زيادة نوعية في حركة مرور الزوار ممن سيحضرون المعرض. والمقصود بالنقلة النوعية هو العمل من أجل ضمان وصول أكبر عدد من صناع القرار، ورؤساء الشركات إلى الرواق البحريني.

أمَّا ثاني تلك التحديات، فهو تعزيز العلاقات التكاملية بين الشركات البحرينية المشاركة، من خلال غرس بذرة تطوير نوعي، هو الآخر، في نمط العلاقات التي يمكن أن تنسج، خلال فترة المشاركة، بين الشركات البحرينية العارضة، استفادة من مشاركة "بتلكو". فكما أشرنا، يبيح الحيز الذي تشغله "بتلكو" في سوق الاتصالات البحرينية، طرح مبادرات رائدة من شأنها الارتقاء بأداء هذه السوق، كي تساهم في موضعة البحرين في المكانة التي تطمح إليها في سوق الاتصالات الإقليمية. فسوق الاتصالات البحرينية في أمس الحاجة إلى مشروعات التكامل التي تفرضها طبيعة آليات عمل هذه الصناعة.

كلمة حق ينبغي أن تقال في الختام، وهو دور البطل الخفي الذي يمارسه "تمكين" في هذه المشاركة. إذ يشكل الدعم السخي الذي يسخره "تمكين" لضمان عدم غياب البحرين عن تلك الفعالية عنصرا أساسيا في تمكين الشركات البحرينية من الحجم الصغير والمتوسط على الحضور، وتطوير هذا الحضور بشكل مستمر ودؤوب.

سوف تسطع شمس "بتلكو" في دبي كي تضيء فضاء الرواق البحريني في "جايتكس"، والمشارك البحريني اللماح هو الذي سينجح في تحويل تلك الإضاءة إلى فرصة نجاح.