وَهْم الحرية.. وحرية الوهم

مسعود الحمداني

(1)

"تنتهي حريتك حين تبدأ حرية غيرك".

كيف يجتمع القيد والحرية؟!

سؤال كلما توهَّمنا أننا وصلنا إلى إجابته، وجدناه ينفتح على سؤال آخر...

أسئلة تولّد أسئلة، دون إجابات قاطعة، هكذا إلى ما لا نهاية.

ورغم ذلك، ما زلنا نسأل ونجيب.. حتى الممات.

(2)

الحرية طائر يغرِّد على غابةٍ من البشر.

لا البشر رأوا الطائر.. ولا الطائر كفَّ عن التغريد.

(3)

حين ندافع عن الحرية، فنحن ندافع عن حقنا في الوجود.

هكذا تحيا الأرواح الحرة.

(4)

تستطيعُ أن تَسْجِن الأجسادَ في أقفاص من حديد، ولكنك لا تستطيع منع أرواحهم من التحليق.

(5)

الكتابة مَعْبَد الكاتب، والكلمة عبادته.

(6)

يكتبُ الصَّحفي مقاله أحيانا وهو يتجرَّع المرارة.

لذا يصبح طعم "الخبر" و"الخبز" واحدا.

(7)

اكتب الكلمة الأولى..

واترك للقلم "حرية" أن يُكمل مُهمَّتك.

(8)

كلما رُفعت قضية ضد كاتب، "تحسَّس المثقفون أقلامهم".

(9)

في زاوية بعيدة، يجلس كاتب يبحث عن حريته.

وفي الطرف المقابل، يجلس كاتب آخر يبحث عن قيده.

(10)

حين يتحوَّل الكاتب إلى شُرطي، تأكد أنَّ الحرية في مأزق.

(11)

لا تنظُر إلى الخلف حين تبدأ أولى خطواتك نحو الشمس.

(12)

"الحرية المسؤولة".. عبارة تستخدمها الحكومات كي تجرِّم غير "المسؤولين".

(13)

لا يجدُ الكاتب غضاضة في قَمْع الرأي الآخر إذا تجرَّأ وطالب بحقه، وفي الوقت ذاته يُصرُّ على أن يحلّق في "فضاء الحرية"، ولو بجناح مكسور.

 (14)

تنتهي مَطَالب المُطالبين بالحرية حين يصلون إلى أول كرسي يُعرَض عليهم؛ حتى ولو كان كرسي الحلاق المجاور لمقر عملهم.

(15)

الحرية سباق ماراثوني يفوز فيه واحد فقط: الحرية نفسها.

(16)

لا تُحدِّثني عن الديمقراطية، وأطفالي يموتون جوعا.

(17)

كُن طائراً حرًا، ولكن إياك أن تمنع الآخرين عن التحليق.

(18)

بَحَث "آدم" عن حريته المطلقة في الجنة، وبسبب ذلك ها نحن نعيش على الأرض.. ندفع ثمن ما اقترفه أبونا من "خطيئة".

(19)

عفوا.. الحرية ليست خطيئة.

هي مجرد بحث في الاتجاه الخاطئ.

[email protected]