المنتخب ليس دُميَة يا كارو!!

 

 

أحمد السلماني

شتَّان بَيْن حالة الرِّضا والسعادة التي عاشها الوسط الكروي مِمَّن تابعوا المشاركة الإيجابية والنتيجية المرضية إلى حدٍّ ما لمنتخب الأمل في البطولة الخليجية للمنتخبات الأولمبية (مواليد 97)، بعد اقتناص الأحمر مركز الوصافة، وبين ليلة سقوط المنتخب الأول المروِّعة في المباراة الودية التي جمعته بأيرلندا برباعية ثقيلة مع الرأفة، وما سبَّبته من ألم كبير وحالة السخط التي عبَّرت عنه وسائل الإعلام والفضاء الإعلامي الجديد.

نتيجة المباراة جاءت انعكاسا طبيعيا لوضع المنتخب حاليا، والحالة التي وصل إليها بعد عَبَث العابثين بكرة القدم العُمانية، والتي كانتْ في يَوْم ما من التاريخ الكروي العُماني الحديث تتصدَّر الهرم إقليميًّا، ولها مكانة استثنائية قاريًّا، ليتعرَّى الأحمر ويظهر لنا حقيقة العبث الذي طاله ابتداءً من مديره الفني وحتى إدارة المنتخب نفسه؛ فمن يمتلك ولو قدرا بسيطا من الفهم لوضع المنتخب، يُدرك يقينا أنَّ معسكر المنتخب الحالي إنما هو مشهد من عِدَّة مشاهد في مسلسل هزلي بدأ بالتعاقد المفاجئ مع الإسباني الذي استبشرنا به خيرا لجمالية الكرة الإسبانية، ومن ثمَّ التشكيلة الغريبة المستدعاة لمواجهة مباراتي الحسم بالتصفيات الآسيوية مع جوام وإيران، والتي خرجنا منها بحسرة، والمؤلم أنَّنا صِرْنا نُتابعها من بعيد وقلوبنا يعتصرها الألم لأنَّ أشقاءنا الخليجيين استفادوا يومًا ما من التجربة العُمانية في صناعة أجيال كرة القدم، واليوم يكسرون أنياب الوحوش الآسيوية ويروضونها؛ لتتوالى مشاهد المسلسل بمعسكرات داخلية كان فيها استاد السيب ومجمع السلطان قابوس ببوشر مختبرين لحقل تجارب في سباق مُستميت للمدرب؛ سعيًا منه للإحلال وخلق جيل جديد من اللاعبين، ولعله -وبعد مباراة أيرلندا- قد استوعب الدرس جيدا؛ فالمشهد على استاد أفيفا الدولي بدبلن كان عنيفا وصادما لنخبة لاعبي السلطنة، رغم أنهم بذلوا أقصى ما يستطيعون لوقف المد الأيرلندي بلا جدوى.. أتدرون لماذا؟ لأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فبعضهم قد تمَّ الزج به ولم يؤتَ سِعَة من الخبرة على المستوى الدولى؛ فهم قادمون مباشرة من أنديتهم دون أن يمر بعضهم بالمراحل السنية للمنتخبات.

ورَغْم أنَّ المباراة في إطارها الودي، إلا أنَّها تعتبر واحدة من أهم المباريات لمنتخبنا؛ كونها أمام أيرلندا، المنتخب الذي خرج بشق الأنفس أمام فرنسا البلد المستضيف لأمم أوروبا ووصيفها؛ وبالتالي كان لا بد أن يكون التحضير لها جيدًا، خاصة وأنَّ الإعلان لها كان مبكرًا جدًّا، فضلا عن أنَّ قائد المنتخب الأيرلندي وأسطورته روبي كين اختار أن يخلع قميص المنتخب واعتزال اللعب دوليًّا في هذه المباراة، ومع ذلك لم يحترم لوبيز كارو تاريخ الرجل لتأتي النهاية باهتة لأن الخصم كان وديعا.

عزيزي كارو، الإخوة الأعزاء في إدارة المنتخب، إنَّ عَقْد المدرب لمدة عام فقط وهناك اتحاد كروي جديد قادم، فما جدوى الإحلال؟ وما هي ضمانات التأهل للنهائيات الآسيوية لدى الإسباني كارو وتصفياتها ستبدأ في مارس المقبل، وفي الشهر ذاته سينتهي عقده؟ فنيًّا، ألم نكن بحاجة إلى خط دفاع قوي وخبير في مواجهة الهجوم الإيراني والأيرلندي؛ كون الأهداف التي تلج مَرْمَانا، مُؤخرا، بأخطاء بدائية فادحة ومكلفة لتعيد لنا المشاهد المؤلمة في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت، فأين مُحمَّد الشيبة وسعد سهيل من خط دفاع منتخبنا؟ مع تقديرينا لإصابة المسلمي واحتراف كانو خارجيا، وأنا هنا لا أحمِّل لاعبي المنتخب أية مسؤولية، بل أنحي باللائمة على المدرب ومن أتى به في التوقيت الخطأ؟ واليوم نُريد تفسيرا لما حدث ويحدث وسيحدث للمنتخب في قادم الاستحقاقات سواء كان من المدرب أو إدارة المنتخب، عدا ذلك فكل عملكم إنما هو في إطار العبث بمنتخب الوطن، وهدر للجهد والمال، فهل أنتم مدركون لعواقب عملكم وصنيعكم؟ لك الله يا جمهور الأحمر، والذي صار مُعتادا على خذلان المنتخب له، ولكن ما ذنب روبي كين واستهتار لوبيز كارو بتاريخ الأسطورة الأيرلندية؟