نظرة على قرعة أبطال أوروبا

 

 

حسين الغافري

سُحبت قرعة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم لدور المجموعات، مُعلنةً بداية عام جديد بطموحات مشروعة في رؤية بطل "جديد" أو "متجدد" للبطولة الأهم على الصعيد الأوروبي. بطولة عملاقة وتاريخية يتزعمها ريال مدريد الإسباني بأحد عشر لقبا، يليه ميلان بأربعة ألقاب أقل. ولعل ما يُميّز البطولة بشكل عام احتواؤها على كبار القارة العجوز من مختلف الدوريات؛ الأمر الذي يُشكّل قيمة فنية وتنافسية استثنائية عكس طبيعة الدوريات المحلية في مختلف البلدان. والمؤسف أن البطولة هذا العام ستفتقد لأندية تاريخية لها صولات وجولات وكانت دائمة الحضور كمانشستر يونايتد وليفربول من إنجلترا، وقطبا ميلان من إيطاليا، وبدرجة أقل فالنسيا من إسبانيا، ومارسيليا من فرنسا.

ومن هنا فيبدو شكل الطريق إلى الدور المقبل لكبار الأندية سالكاً بدرجات متفاوتة. ريال مدريد متوقع أن يتصدر مجموعته السادسة براحة تامة رغم تواجد بروسيا دورتموند الألماني في ذات المجموعة. ولكن يبقى علو الكعب طبيعيًّا لحامل اللقب في مجموعة يُسّتبعد منها أن تخلق عوائق للريال ودورتموند من سبورتنج لشبونة وليغيا!. أما برشلونة فيبدو طريقه شائكاً بشكل أكبر عن غريمه ريال مدريد .. برشلونة سيواجه منافسه صعبة أمام مانشستر سيتي الإنكليزي بقيادة الإسباني جوارديولا، ما يزيد صعوبة المجموعة تواجد سيتليك الإسكتلندي ومونشنغلاباخ الألماني. مع شدة التنافس في هذه المجموعة، إلا أنَّ التوقعات تبدو كبيرة للغاية لبرشلونة ومانشستر سيتي وهما بطبيعة الحال مرشحان للقب وليس فقط في تجاوز دور المجموعات.

وبنظرة فاحصة حول باريس سان جيرمان، يبدو طريق النادي الباريسي مُمهّدا في تجاوز دور المجموعات بمعية آرسنال الإنجليزي في المجموعة الأولى. طموحات كبيرة للنادي الباريسي الباحث عن المجد والحضور الأوروبي في وقت يفرض فيه يده الحديدية في البطولة المحلية وسيطرته الواسعة على الدوري. هذا العام وبدرجة كبيرة حظوظ الفريق تبدو كذلك كبيرة للغاية في الظفر بلقبه المحلي ولكن الطموحات في الذهاب بعيداً بدوري الأبطال تبدو ضرورية بالنسبة للإدارة القطرية الطموحة. ومن الممكن القول بأن الفريق وبحضوره سابقاً طيلة بطولة دوري الأبطال كان إيجابياً لاكتساب الخبرة بشكل أكبر والتمرّس في المواجهات مع كبار القارة العجوز .. أما اليوم فالفريق يتمتع بجودة أعلى وقد أصبح مرشح كبير في الظفر بدوري الأبطال. أما آرسنال فشخصياً غير متفائل في ذهابه بعيداً ولكن تجاوزه لدور المجموعات يبدو قريب جداً. أكثر ما يؤثر على طموحات آرسنال عدم استمرارية الفريق في الصعود بمستواه وتطويره وهو ما يمكن تعليله من حالة تخبط الجنرز في كثير من اللقاءات الأوروبية والمحلية وسقوطه غير المتوقع.

المجموعة الأخيرة من بين المجموعات المتوقع منها أن تكون مثيرة والتي تضم يوفنتوس الإيطالي وأشبيلية الإسباني وليون الفرنسي ودينامو الأوكراني. مع الصفقات الكبيرة التي أضافها الفريق الإيطالي فإن مسألة تجاوزه لهذه المجموعة أمر لا نقاش فيه مع المعلومية بأن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه القواعد؛ إلا أن أفضلية يوفنتوس تضعه مرشح في أن تكون له كلمة كبيرة في تحقيق اللقب. أيضاً المجموعة الرابعة تبدو تنافسية بعض الشيء في تواجد بايرن ميونخ الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني وآيندهوفن الهولندي وروستوف الروسي.

بطل الدوري الإنجليزي ليستر سيتي وبورتو في المجموعة السابعة، توتنهام وموناكو في المجموعة الخامسة، نابولي وبنفيكا في المجموعة الثانية أبرز القوى المرشحة في هذه المجموعات. بشكل عام وبنظرة مسبقة فالتنافس متوقع بأن يكون مثيرا، ولكن ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ وآرسنال وأتلتيكو مدريد ويوفنتوس فوق كل الترشيحات، ولو أنَّ القراءة حول هوية الأبطال مبكر للغاية ولكن لاعتبارات كثيرة كقوة الأسماء والقيادة الفنية والحضور القوي بآخر المواسم يُنبئ بذهاب هؤلاء إلى أدوار متقدمة في البطولة. وإجمالاً، التوقعات ببطولة كبيرة ومثيرة وغنية بالقيمة الفنية المتطورة هو ما يهم محبي المستديرة عبر البسيطة ومؤكد بأننا سنعيشها ونستمتع بها في دوري الأبطال الأوروبي هذا الموسم.