"الأولمبي".. عندما تكبُر الأحلام

أحمد السلماني

وأخيراً وبعد سنين عجاف، بدأنا نتلمَّس ونرى ونحسُّ بشيء من ماضي كرة القدم العُمانية الجميل، وعندما أتَّحدث عنها وعمَّا قدَّمته من جمالية الأداء، فأنا أتحدث عن فترة أجبرت النقاد على المستويين الإقليمي والقاري على منح الأحمر لقب "برازيل الخليج وآسيا"، يوم أن قدَّم لاعبونا من الجيل الذهبي "كرة قدم سهلة وممتعة"، اضطرت معها المنتخبات الجارة والقارية إلى تبني أساليب وخطط دفاعية في المقام الأول وأسلحة مضادة خاصة فقط عندما يتعلق اللقاء يومها بمواجهة مع المنتخب العُماني.

ومَنْ شاهد الأحمر الأولمبي في مباراته الافتتاحية الأولى أمام نظيره البحريني، والثانية أمام المستضيف القطري، في البطولة الخليجية، وحصده للعلامة الكاملة، يدرك يقيناً أنَّ هناك تغييرا كبيرا في كل شيء، ونتائج الفريق فضلا عن أدائه تترجمان ذلك وبوضوح. فالفريق بدا منظما وممتعا، ويمتلك الحس المهاري والانتشار الجيد، ويتمتع بلياقة بدنية جيدة رغم تواضع الإعداد، وكان بالإمكان الخروج بحصيلة وافرة من الأهداف، ولكن ورغم أنَّني لست فنيا إلا أنَّني وكثيرين معي يدركون أن ما ينقص الفريق إنما هو "اللمسة الأخيرة"؛ حيث لاحظت الكثير من الفرص المحققة وكلها تذهب هدرا في منطقة عمليات الخصم رغم الجهد الوافر والتحضير الجيد وسهولة الوصول إلى مرمى الخصم، وهو ذات الأسلوب الذي لطالما تمتع به نجوم الأحمر إبان "الزمن الجميل" وهو قادم لا محالة ولكن بشروط.

وقبل أكثر من ثلاثة أعوام، كُنت قد كتبت في ذات الموضوع تقريبا، وبعنوان"البعث الجديد للكرة العُمانية"، يومها ظهر الأحمر الصغير بقيادة يعقوب الصباحي وهلال العوفي بثوب جديد، مُذكِّرا بإنجازات الخليج وآسيا وكأس العالم في تسعينيات القرن الفائت وبديات الألفية الجديدة، وها هم اليوم مُجددا يظهرون لنا بعد أن مرُّوا يوما بالعراب رشيد جابر مدرب منتخب الشباب ومساعده عبدالعزيز الحبسي؛ وبالتالي فإنني أكاد أجزم بأنَّ الكرة العُمانية عائدة لا محالة إلى مكانها الطبيعي بين كبار آسيا، ومرة أخرى أعود وأقول إنَّ المستقبل باهر ولكن بشروط.

ونحن على أعتاب مرحلة جديدة للكرة العُمانية برحيل مجلس الاتحاد الحالي، وقدوم العسكر الجديد، يُقابله تغيير لجلد الكرة العُمانية، فلسنا بحاجة إلى أنْ نذكر بأنَّ آخر 3 سنوات من عمر الاتحاد كان هناك عمل كبير ومنظم إلى حدٍّ ما بالنسبة للفئات السنية حيث ومن مواليد 1996 وحتى العام 1999م لدينا ما يقارب الـ50 لاعبا هم على أهبة الاستعداد للانخراط في مختلف البطولات الإقليمية والقارية والدولية، وهناك مُنتخب الناشئين والذي سيخوض غمار منافسات النهائيات الآسيوية بعد أيام، وكل هذا نتاج عمل متناسق لدائرة المنتخبات بكوادر عُمانية بحتة إداريا وفنيا، وبإمكانيات متواضعة لم يخالطها من الخبراء الأجانب "كاشور وربعه" أي أحد؛ وبالتالي لا عُذر مُطلقا للوبيز المدير الفني لمنتخبنا الأول في أن يخرج لنا بإنجاز التأهل للنهائيات الآسيوية أو حتى العودة بكأس الخليج.

... إنَّ الإخلاصَ والعمل بقانون "الجذب" -وهو التطلع إلى السقف الأعلى من الإنجازات- واستمرارية العمل المنظم والقاعدة الصلبة التي أسَّسها المجلس الحالي برئاسة السيد خالد بن حمد، وبهذه الكوادر يضمن لنا حضورا جيدا في قادم الاستحقاقات؛ وبالتالي فإنني أناشد الاتحاد القادم برئاسة الشيخ سالم الوهيبي وفور تسلمه لزمام دفة الكرة العُمانية أن يُواصل البناء والتحسين، وأن يُجنِّبنا أية مغامرات لمتحمسين قد يعودون بنا للمربع الأول.. إنني أرى "أبوظبي 2019" و"الدوحة 2022" قريبة جدا من مسقط، فهل أنتم معي؟