ليجا جديدة.. بطموحات مُتجدِّدة

 

 

حسين الغافري

عادت عجلة الدوري الإسباني للدوران مجدداً هذا الأسبوع. عودة مؤمل من خلالها أن تُواصل الكرة الإسبانية سيادة كرة أوروبا بتألق ناديا العاصمة ريال مدريد وأتليتكو مدريد والغريم التقليدي برشلونة، إضافة إلى أشبيلية وفالنسيا. عودة الليجا هذا العام تبدو على الورق بأنها لن تحظَ بمفاجآت غير معتادة ومتوقع أنها ستكون تنافسية بشكل أكبر عن الأعوام الماضية. صحيح أن برشلونة حقَّق البطولة في الأمتار الأخيرة من العام الماضي، إلا أنَّ شراسة المنافسة لم تكن موجودة إلى وقت طويل من الموسم. ريال مدريد وأتليتكو مدريد كانا بعيدين للغاية حتى شهر فبراير ولعوامل عديدة؛ أهمها أن ريال مدريد عانى مع مدربه الإسباني بنتيز وخسر نقاط كثيرة وترنح في إثبات شكله وثقله المعتاد، وجاره أتليتكو بدأ ضعيفاً وغير جاد في مسألة تحقيق البطولة.

ومن خلال نظرة شاملة حول كبير العاصمة ريال مدريد، فتبدو تطلعات زيدان ومع ثقة الإدارة في قدراته بدأت أوسع عن العام الماضي. الريال يطمح بدرجة أولى في الحفاظ على لقبه الأوروبي والتفكير في نفس الوقت بلقب الليغا.

أهم عنصر افتقده ريال مدريد في العام الماضي على مستوى الليجا كان عدم انسجام أفكار بنتيز مع نجوم الفريق أو بالأصح عدم اقتناع اللاعبين بأساليب المدرب الفنية؛ الأمر الذي أحدث فجوة وخللا تكتيكيا على أرضية الميدان كان من الضروري تصحيحه والتعويل على مدرب آخر يقود الدفة، وهو قرار صائب للغاية بمنح الثقة للفرنسي زيدان. بشكل عام صفوف الريال تبدو مكتملة والفريق متوقع منه أن يقدم ليجا على مستوى عالٍ جدًّا. ما كان ينقص الريال في المواسم الماضية مع مسألة الاستقرار الفني هو المهاجم القناص، والطموحات كبيرة بعودة الإسباني موراتا لناديه مجدداً تجعل العودة لتحقيق الليجا غاية ومطلب جماهيري واسع.

برشلونة ومع سيطرته على البطولات المحلية بتحقيقه الرصيد الأكبر بين الأندية الإسبانية في العقد الأخير، إلا أنه يعلم أنَّ الموسم المقبل يحتاج إلى عمل كبير بمجهود إضافي أمام قطبي العاصمة. صفقات عديدة جدَّد فيها البلوغرانا حيويته وروحه. البرتغالي جوميز بطل أوروبا وزميلاه الفرنسيان أومتيتي ودينيه وصيفا البطل، إضافة إلى عودة الإسباني دينيس سواريز، هي أبرز صفقات الفريق حتى الآن مع استمرار البحث عن مهاجم جديد جاهز لتعويض الثلاثي الأمامي المرعب. أيضاً السوق متوقع منها أن تشهد تعاقد لحارس بديل للتشيلي برافو الذي منتظر منه أن يكون حارس المان سيتي في الساعات المقبلة. إجمالاً يبدو أنَّ برشلونة يعمل على تحقيق كل البطولات القادمة مع امتلاكه لخيارات بشرية متعددة وقوة فنية أظهرها في أول لقاءته أمام بيتيس بسداسية.

ومع القوة البشرية في عملاقي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، إلا أنَّني أراهن على استفاقة أتليتكو مدريد. أتليتكو وصيف أوروبا آخر ثلاث مواسم وبطل الليجا قبل موسمين حافظ على جل نجومه وعزز خياراته؛ الأمر الذي يبرهن على أن الوقت ملائم لإثبات نجاحه خلال المواسم الأخيرة. سيميوني ومع الإحباط الذي تعرض له خصوصاً في دوري الأبطال والخسارة أمام ريال مدريد بركلات الترجيح تحتاج إلى تجاوز الحالة النفسية السلبية في المباريات المقبلة من عمر الليجا. شكل أتليتكو ومدى رغبته في تحقيق ألقاب جديدة ممكن لمسها في أول عشر لقاءات من الموسم وهو ما سيعطي انطباع أولي وقراءة لمستوى مكانه في مزاحمته للعملاقين على صعيد الليغا.

ومع استمرار تسليط الأضواء على الثلاثي ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو لا يمكن تجاهل أندية أخرى كأشبيلية العريق زعيم الدوري الأوروبي تاريخياً، أيضاً هناك فالنسيا وأتلتيك بلباو إسبانيول وفياريال.. سبعة إلى ثمانية أندية تبدو مسألة تنافسيتها تستحق المشاهدة وإزعاجها للكبار وارد جداً. متوقع موسم إسباني مثير لن يخلو من المنافسة الشرسة. هو أمر يدعو محبي الليجا في كل مكان على موعد طويل ومنافسة حامية بطلها المتابع التوّاق بوجبات كروية حقيقية يطرب بجمالها.

HussainGhafri@gmail.com