"خريف صلالة".. أسواق ومشغولات تراثية تحت أجواء الغيوم الاستثنائية

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

صلالة- العمانية

يستمتع زوار محافظة ظفار في فصل الخريف ليس فقط بالأجواء الاستثنائية والسهل والجبل والبحر ولكن أيضا بزيارة الأسواق حيث يوجد الكثير مما يستوجب على الزائر والسائح أن يمر به ويشاهده نظرا لما تشتهر به المحافظة من تراث ومشغولات حرفية وأزياء جميلة متنوعة.

ويتوفر في الأسواق الممتدة في مناطق كثيرة بصلالة ما يمكن للزائر أن يقتنيه أو يهديه من عبق وتراث المحافظة وتعتبر المباخر أو / المجامر/ محليا/ إحدى الصناعات التي تشتهر بها محافظة ظفار منذ القدم فهي نتاج تراث قديم وتصنع من الطين وقد استعملها الأهالي لحرق البخور والعود واللبان وتتميز بشكل فريد يختلف عن المباخر في دول الخليج العربية وهي ذات أشكال جميلة ومتنوعة وأسعارها مناسبة وتتميز هذه المجامر بقدرتها على تحمل الحرارة الشديدة، ولونها يشكل بمزيج جميل من الألوان والخطوط المتنوعة المنظر كما أنها توجد بأحجام وأشكال تختلف حسب صانعها وتعد المجامر تحفة جميلة في كثير من البيوت بصلالة. كما يمكن للزائر أن يعود بذاكرته إلى التاريخ عندما تنتشر رائحة اللبان التي تفوح من بعيد لتلك النبتة الأسطورية التي لعبت دورا كبيرا في التبادل التجاري سابقا بين عمان وكثير من البلدان ومن أجود أنواعها /الحوجري/ الذي يتميز بنقائه وصفائه حيث يشبه اللؤلؤ في لمعانه وهذا النوع من اللبان يستخدم في المنازل وخاصة في المساء حيث تفوح منه رائحة عطرة زكية منعشة تستمر لوقت طويل كما يساعد على طرد الآفات والحشرات وهناك حكايات طويلة تتحدث عن شجرة اللبان التي تشتهر بها المحافظة.

وتتميز محافظة ظفار كذلك بالبخور المصنوع محليا ويمكن الحصول على أجود أنواع البخور التي تصنع من أغلى العطور في الأسواق الشعبية والمحلات التجارية، حيث يصل قيمة بعضها إلى أكثر من /100/ ريال عماني للعلبة الواحدة وينخفض حسب السعر (ويختلف سعره حسب) ونوع العطور المستخدمة فيه ويستعمل في تبخير المنازل والملابس كما يستخدم في الغالب في المناسبات والأعراس وهناك الكثير من الأنواع والمسميات ويشكل هذا النوع من البخور هدية جميلة للراغبين في الإهداء. ويقوم صانعو الفضة باستعراض أنواع مختلفة من الهدايا الجميلة ومنها السيوف الفضية العمانية التقليدية التي تعد تحفة جميلة تزين المجالس العامة وهي ذات شكل ملفت ويستخدمها الأهالي عادة في الفنون التقليدية والمناسبات المختلفة إلى جانب أنواع مختلفة من العصي التي تزينها الفضة والنحاس.

ويعد الخنجر العماني تحفة جميلة للاقتناء وللإهداء فهذا المنتج المصنوع محليا يمكن تمييزه بدقة الصنع والنقش ويمكن أن يهدى ويتم الاحتفاظ به في مكان بارز في المنازل. كما تعتبر الفضيات المحلية الصنع التي تنتشر في مختلف أرجاء المحافظة والتي استخدمت قديما وخاصة لدى النساء، سوقاً رائجاً لدى السياح الاوروبيين فهي هدايا جميلة ورائعة ويسهل الحصول عليها ومنها القلائد والخواتم والخلاخل والعصائب التي تزين الرأس. كما تشتهر المحافظة بصناعة المكاحل التي تستخدم قديما في حفظ الكحل وهي تحفة جميلة مزينة بنقوش وزخارف بديعة من الخرز الملون ويحرص الزوار على شرائها نظرا لشكلها الجميل والوانها الزاهية. كما تتواجد بمحافظة ظفار محلات بيع الأزياء كالثوب الظفاري التقليدي الذي يوجد في محلات خياطة الملابس والأسواق المختلفة المنتشرة في العديد من الأماكن الواقعة بصلالة وهذا الثوب التقليدي اشتهرت به المحافظة منذ القدم وقد يصل سعره في بعض المشاغل إلى 500 ريال عماني؛ حيث يستخدم في مناسبات الأفراح. وفي الجبال الممتدة بمحافظة ظفار التي تكسوها الخضرة خلال موسم الخريف من كل عام استخدم الأهالي هناك قديما ما يسمى محليا القعلاء وهي عباره عن آنية مصنوعة من الجلد المحلي بنصف دائرة تستخدم في تجميع الحليب ويمكن الحصول عليها من مقار التسويق بجمعيات المرأة العمانية بصلالة، ويلاقي هذا المنتج إقبالا كبيرا من الزوار الذين يرغبون في اقتناء مصنوعات حرفية حيث يتم تزيين بعض صالات الاستقبال في المنازل بها.

وفي ولايات محافظة ظفار تتم صناعة عدد من المشغولات السعفية التي تعتمد على الخام المحلي حيث يتم جلب أوراق الخوص من المناطق الصحراوية والأخوار وبعد تنقيعها جيدًا في الماء وتجفيفها تستخدم في صناعة المفارش الأرضية والأسِرَّة والحبال وغيرها وتعتبر "الكفاية" باللهجة المحليّة وهي حصير دائري يوضع على الأرضية أثناء تناول الطعام من الاشياء الجيدة للاهداء وتتميز بالوان جميلة حيث يستخدم حاليا في مداخل المنازل إلى جانب المروحة التقليدية المصنوعة من السعف. كما تشتهر أسواق محافظة ظفار بنوع من المصرات أو "الغترة" لاستخدامها كعمائم على الرأس وهي ذات شكل جميل وأنيق نظرًا لألوانها وخياطتها الرائعة وتقوم بخياطتها وتطريزها النساء وتتميز بتنوع أشكالها وألوانها.

ويمكن للزائر لمحافظة ظفار وبحكم تمتعها بالشواطئ الجميلة اقتناء بعض الأصداف البحرية الجميلة والتي تتناثر على شواطئ المحافظة ولعل المنطقة الشرقية من ولاية مرباط باتجاه ولاية سدح هي الأوفر من حيث وجود الأصداف البحرية وتنوعها ويلجأ الزوار إلى أخذ نوعيات مختلفة من الأصداف وقد استخدم بعضها سابقا في صنع الأبواق ويستحدم اللامع منها والأملس في صناعة المباخر. كما تعد "الكمة" التي توضع على الرأس بألوانها الجميلة والمتنوعة من الهدايا الجميلة التي توجد بكثرة وقد لوحظ أن الكثير من السياح والزوار يقومون بشراء نوعيات منها أثناء زيارتهم للسلطنة.

 

تعليق عبر الفيس بوك