أزمات المنطقة وتحديات الإرهاب والقضية الفلسطينية تتصدر مناقشات "القمة العربية" في نواكشوط

 

نواكشوط – الوكالات

 

انطلقت أمس أعمال القمة العربية العادية في دورتها الـ27 برئاسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بقصر المؤتمرات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وتناقش القمة أبرز القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية العربية الراهنة وخاصة في ظل الأوضاع  الصعبة الحالية التي تواجهها العديد من الدول العربية ومنها العراق واليمن وسوريا وليبيا، إضافة إلى بحث آخر التطورات في الشأن الفلسطيني، وكذلك دعم التوجه العربي  نحو التكامل الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، والاستثماري بين الدول الأعضاء، ومكافحة الإرهاب.

وألقى المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري كلمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال فيها لقد تولت مصر رئاسة القمة العربية خلال ما يزيد على العام  تركز فيها جهدنا بشكل عام على تعزيز آليات العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إيماناً بأنّ التكامل العربي الفعال لم يعد ترفاً وإنما قد أضحى ضرورة ملحة إذا ما كان لهذه الأمة أن تترجم تطلعات أجيالها الصاعدة إلى خطوات عملية باتجاه بناء مستقبل مُشرق طال انتظاره. وأضاف إسماعيل إنّه "انطلاقاً من التزام مصر بمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي عبر استعادة الدور الصحيح للدولة ومؤسساتها في المنطقة في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحولات وتطورات إستراتيجية عميقة تمس أمن الأمة في الصميم، مشيرا إلى أنّ مصر قد حرصت خلال فترة رئاستها للقمة على توظيف علاقتها المتوازنة وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير الفعَّال في التناول الدولي لقضايا العالم العربي.

وأشار إلى أنّ  مصر قد عملت أيضًا في هذا الإطار منذ بداية العام الجاري بصفتها عضوا في مجلس الأمن على تحقيق نقلة نوعية في تناول المجلس للشأن العربي والمساهمة في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه ما يطرح عليه من قضايا ومستجدات تمس المصالح العربية. ولفت إسماعيل إلى أن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي يتطلب تكاتفنا جميعاً من أجل الحفاظ على تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا وحق أبنائها في اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، والحصول على فؤاد تطورها القيمي والتقني المبهج خلال العقود الأخيرة كما يتطلب منِّا السعي بصدق نحو بلورة رؤية واضحة لمعالجة مختلف التحديات ووضع مبادئ متوافق عليها لإدارة ما تشهده منطقتنا من تحولات.

وقد سلم المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري رئاسة القمة العربية الـ 27 للرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز الذي ألقى كلمة رحب فيها بجميع الحضور موجهاً الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده الطيبة التي بذلها طيلة الرئاسة المصرية للدورة السابقة والتي كان لها الأثر الكبير للدفع قدمًا بالعمل العربي المشترك. كما قدَّم الرئيس الموريتاني الشكر للدكتور نبيل العربي على العمل الجبار الذي أنجزه خلال توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، مرحبًا في الوقت ذاته بالدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية متمنيًا له النجاح والتوفيق. وقال إن جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تأسست قبل 70 عاماً للدفاع عن المصالح الحيوية للأمة العربية وتنسيق العمل العربي المشترك والنهوض بدور إيجابي على الساحة الدولية خدمة للسلم والأمن الدوليين.

 

وأضاف الرئيس الموريتاني "إننا نواجه اليوم تحديات كبيرة على رأسها إيجاد حل دائم لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية، والتصدي لظاهرة الإرهاب لإخماد بؤر التوتر والنزاعات التي تلقيها التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأكد أنّ الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة العربية أدت لاعتقاد البعض أن القضية الفلسطينية تراجعت في أولويات العرب بفعل الأزمات المتجددة وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في سياسة الاستيطان. وأشار الرئيس الموريتاني إلى أنّ القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك حتى يتم إيجاد حل عادل ودائم لها قائم على القرارات الدولية وعلى مقترحات المُبادرة العربية التي تمثل أساسًا متيناً للوصول إلى الحل المنشود لتنعم المنطقة بالسلم والأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن استئناف المفاوضات بين الفلسطينين والإسرائيليين بضمانات دولية ملزمة وتجميد الاستيطان وإيقاف مسلسل العنف ضد الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنهم تشكل شروطًا ضرورية للتوصل إلى حل نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط.

 

وحول  ظاهرة الإرهاب، قال الرئيس الموريتاني إنها "تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسان اليوم ، حيث إنّه عنف أعمى يزهق الأرواح ويمزق المجتمعات ويدمر البلدان خاصة في المنطقة العربية، مطالبا بمواجهة المجموعات الإرهابية بقوة وحزم. وأوضح أن استئصال الجماعات الإرهابية يتطلب وضع إستراتيجية جماعية متعددة الأبعاد تقوم على تحقيق تنمية مستدامة في الوطن العربي تستجيب لجميع تطلعات الشعوب العربية وخاصة الأكثر هشاشة والتنسيق بين الحكومات والأجهزة الأمنية لوضع خطط متكاملة للقضاء على خطر الإرهاب بالإضافة إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام.

 

وألقى أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية كلمة دعا خلالها إلى تكثيف العمل العربي المشترك، مؤكداً أنه ينبغي العمل على "وقف التدهور والتفكك" ومراجعة المشاريع الاقتصادية العربية المتعثرة.

 

ويتضمن جدول اجتماعات القمة تطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال وخطة تحرك السودان لتنفيذ إستراتيجية خروج اليوناميد من إقليم دارفور واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، إلى جانب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وبند آخر يتعلّق باتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية وآخر في شأن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير جامعة الدول العربية والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.

وتتناول الاجتماعات تحديد موعد ومكان الدورة العادية الـ 28 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وتوجيه الشكر لدولة موريتانيا لاستضافتها القمة الـ27 والترحيب بتعيين الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ومشروع بيان بشأن التضامن مع دولة قطر وإدانة اختطاف مواطنين قطريين في العراق.

تعليق عبر الفيس بوك