مناقشات موسعة حول التكامل والابتكار الإحصائي في دول الخليج

 

 

 

مسقط- الرؤية

أكد المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز التعاون مع المكاتب الإحصائية الدولية والإقليمية، وترسيخ صورة مجلس التعاون الخليجي كنموذج ناجح في التكامل الإقليمي الإحصائي، وذلك خلال جلسة افتراضية بعنوان: "التكامل والابتكار الإحصائي في دول مجلس التعاون الخليجي: نحو بيانات عالية الجودة لخدمة الجميع"، بالتنسيق مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا".

وتأتي هذه الجلسة ضمن المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للإحصاء. وقالت سعادة انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي: "الإحصاءات تمثل ركنًا راسخًا في مواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل التنمية المستدامة، وتغير المناخ، والصحة العامة، ورفاه الشعوب". وأضافت أن شعار هذا العام "إحصاءات دقيقة وبيانات موثوقة تدفع التغيير وتصنع مستقبلاً أفضل للجميع" يؤكد على الدقة والموثوقية وجودة البيانات باعتبارها التزامًا أخلاقيًا ومسؤولية مجتمعية، وكذلك القوة التحويلية للبيانات ودورها في تغيير الواقع نحو الأفضل، وكذلك العدالة والشمول ووصول فوائد الإحصاءات إلى الجميع دون استثناء.

وأوضحت سعادتها أن "الإحصاءات الموثوقة تشكّل العمود الفقري لأي استراتيجية تنموية ناجحة، فهي أداة لا غنى عنها لقياس التقدم وتحديد المجالات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما توفر الإحصاءات أساسًا علميًا لصنع السياسات والتخطيط القائم على الأدلة".

وقدّم المركز ورقة عمل بعنوان "الإحصاءات من أجل التنمية المستدامة: شراكة من أجل المستقبل"، استعرض من خلالها مسيرة المركز ومسارات عمله ومبادراته الداعمة لتطوير المنظومة الإحصائية في دول المجلس، ودورها في دعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والرؤى الوطنية؛ باعتبارها أداة أساسية للتخطيط وصنع السياسات.

وأشار العرض إلى أن المركز عمل منذ تأسيسه على توحيد العمل الإحصائي بين الدول الأعضاء، من خلال تطوير منهجيات ومعايير موحدة، وإطلاق مبادرات نوعية في مجالات الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبناء قواعد بيانات خليجية متكاملة لدعم متخذي القرار وصنّاع السياسات.

واستعرضت الورقة أبرز المبادرات والمشروعات التي يقودها المركز، مثل مشروع النظام الإحصائي الخليجي المتكامل، وبرامج بناء القدرات الوطنية، وتطوير المؤشرات المشتركة لرصد التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة 2030، فضلًا عن التعاون مع المكاتب الإحصائية الدولية والإقليمية لنقل المعرفة وتعزيز جودة البيانات.

وقدمت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في سلطنة عُمان ورقة عمل تناولت فيها أهمية البيانات الدقيقة في توجيه السياسات وصياغة الخطط التنموية التي تضع رفاه الإنسان في صميم أهدافها، مؤكدة أن كل إحصائية تمثل فرصة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات. واستعرضت أوجه التعاون مع المؤسسات الإحصائية الوطنية، وتطوير المؤشرات الاجتماعية، وبناء القدرات الإحصائية، ودعم الجهود المشتركة لقياس التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.

من جانبها، قدمت شعبة دعم القرار والبيانات في الإسكوا عرضًا مرئيًّا حول المنصة العربية للتنمية، أظهرت دورها كأداة تفاعلية تجمع البيانات والتحليل والسياسات، وتتيح الاطلاع على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في الدول العربية، مع تحليلات معمقة تعزز فهم الاتجاهات الاقتصادية وتدعم صناعة القرار القائم على الأدلة. وأوضحت أن المنصة تعمل كبوابة معرفية موحدة توفر بيانات موثوقة ومحدثة عن مختلف القطاعات، إلى جانب أدوات تحليلية تساعد صانعي السياسات والباحثين في تقييم الأداء التنموي واستشراف المستقبل.

ويأتي تنظيم هذه الجلسة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التكامل والابتكار في العمل الإحصائي الخليجي، وتسليط الضوء على دور الإحصاءات الرسمية في دعم القرارات والسياسات العامة، واستعراض أبرز الابتكارات الرقمية ومصادر البيانات الجديدة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤى دول الخليج 2030.

يُشار إلى أن اليوم العالمي للإحصاء مناسبة عالمية يحتفل بها المجتمع الإحصائي كل خمس سنوات، وتشرف على تنظيمها شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة بالتعاون مع اللجان الإقليمية، بهدف رفع الوعي بدور الإحصاءات في خدمة التنمية وتحسين حياة الأفراد من خلال بيانات دقيقة وعالية الجودة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة