كارو.. ماذا يريد؟ وماذا نريد؟

 

 

 

أحمد السلماني

 

ما الذي يريده هذا الرجل بالضبط؟ سؤال أستهل به هذا المقال، وقبل ذلك: ما الذي نريده نحن من هذا الرجل؟

معسكر تلو الآخر ومؤتمر يتبع مؤتمر، قائمة مستدعاة بأسماء لتأتي أخرى بمفاجآت، يقول إنه يبني فريقًا للمستقبل ووضع بجانب المعسكرات التي يقودها خططا وطرقا لبناء اللاعبين بدنيا وفنيا في كافة أرجاء السلطنة، كلُّ ذلك من أجل بناء فريق وطني يعود بالكرة العمانية للواجهة مجددا بعد غياب طويل وينتشلها من سنوات الضياع والقحط.

كل ذلك جميل على الورق ونشد على أياديه فيه وسندعمه كما دعمناه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ولكن ثم ماذا بعد؟

أُدرك كما يدرك كثيرين أنَّ كلَّ ما يقوم به الجهاز الفني للمنتخب وبهذه الخطة يحتاج لوقت طويل حتى نجني حصاده وربما في أيسلندا أو ويلز لديهم ملكة الصبر، ولكن هنا حيث جزيرة العرب والطبيعة الجافة والصعبة فالجماهير والوسط الكروي لن ينتظرا كثيرا، هنا يريدون بعثا جديدا لجيل محمد ربيع والحبسي وبسرعة، وهناك من ينتظر فشل المنتخب لأغراض نعرفها ولا نجد مبررا لها، وهناك أمور ربما تدري عنها يا كارو أو أنك تحاول القفز عليها أو تجاهلها والعمل وفق المتاح.

عقدك سيدي لمدة عام، وانصرمتْ نصف مدته تقريبا، وجل ما نخشاه أنْ لا يواصل الاتحاد الحالي لكرة القدم المسيرة فالانتخابات على الأبواب والسيد الرئيس لم يعلن ترشحه بعد ولا حتى نائبيه أو أي من أعضاء مجلس الإدارة، رغم أن الأسبوع الأول من أغسطس سيحبل بشيء من الإثارة؛ فربما ولديَّ قناعة تامة بأن السيد خالد سيعلن ترشحه، وفي حال فوزه فلا بأس على كارو ومن معه، أما لو فاز الشيخ سالم الوهيبي أو أي مترشح آخر، فربما سيواصل الجهاز الفني وإدارة المنتخب الحالية وربما هناك رؤية جديدة لا نعلمها.

شخصيا، وبما أنَّ لكارو رؤية وخطة يعمل من خلالها؛ فالأولى استمراريته، فيبدو أنَّ المسار الذي يعمل من خلاله حدده وفرضه واقعًا أدركه الرجل بعد موقعة إيران في التصفيات التي خرجنا منها، ويتحمل الجزء الأكبر من مسؤوليتها لأنه لم يكن يجيد الإصغاء لصوت الحكمة وقتذاك، ومواجهة أيرلندا القوية نهاية أغسطس المقبل ستكشف كل شيء.. وكارو يراهن على ذلك.

شخصيا، وكثيرون مثلي، أرى أنَّ كل ما جاد به كارو في مؤتمراته الصحفية إنما كان للاستهلاك الإعلامي ولملء الصفحات، ويبدو أننا بحاجة إلى أن نجلس مع الرجل وإدارة المنتخب ورئيس دائرة المنتخبات لاستيضاح ما يقومون به؛ فالإعلام شريك أصيل للرياضة، ننتظر مبادرة اتحاد الكرة في ذلك فعندما تتضح الرؤى عندها لك أن تطالبني بالدعم، عدا ذلك فلا تلوموا الإعلام؛ فالحبر لم يجف بعد في الأقلام خاصة الأحمر منها.