دعوا الجهات المعنية لتوفير الدعم والتأهيل والتدريب لأصحاب الأعمال لافتتاح ورش حياكة ومصانع غزل

مواطنون: تأسيس صناعة وطنية متخصصة في الزي العماني التقليدي توفر فرص العمل للشباب وتنمي موارد الاقتصاد الوطني

 

الرؤية- خاص

 

أجمع مواطنون على أهمية تأسيس صناعة وطنية لتصنيع الزي العُماني التقليدي، بما يضمن توفير فرص عمل للشباب والفتيات الباحثين عن العمل، وكذلك دعم الصناعات الوطنية، وتحفيز رواد الأعمال لتبني أفكار ومبادرات بناءة تُعزز من تنمية الاقتصاد الوطني.

وقالوا إنّ الزي العماني يتميز بالأصالة رغم أنّ الكثير من المواد الخام المستخدمة في حياكته يتم استيرادها من الخارج، قائلين إنّ توفير هذه المواد الخام محلياً سيسهم في توفير الكثير من الأموال التي يتم تحويلها إلى الخارج لشراء هذه المواد الخام.

وأضافوا أنّ الحفاظ على هوية الزي العماني وأصالته مسؤولية الجميع، سواء كانت الجهات المعنية أو المواطنين الذين يرغبون في تفصيل زي معين دون الالتزام بضوابط ومعايير الدشداشة.

 

 

 

 

وقال ماجد الفارسي إنّ محتويات الزي العماني يتم استيرادها بشكل عام، إذ إن خامات الزي العماني أغلبها مستوردة من دول أخرى، وذلك نتيجة لقلة مصانع الغزل والنسيج في السلطنة وتلك المتخصصة في صناعة الأقمشة المناسبة بالزي العماني، علاوة على فارق الأسعار وانخفاضها في الخارج، بما يمثل معيارا آخر لاستيراد الأقمشة من خارج السلطنة.

وأضاف الفارسي أن الطلب المتزايد على المستلزمات الرجالية خاصة في الأعياد يفتح المجال أمام الكثير من الشباب للعمل في هذه المهنة المدرة للربح، لكن الشباب العماني يرفض العمل فيها لاعتبارات غير صحيحة، منها قلة الوعي أو عدم إدراك الشاب العماني لأهمية هذه المهنة ومردودها المادي، حيث يعتقد الكثيرون أنّ هذه المهنة حصرا على الوافدين، أو أنها من المهن التي لا تلبي طموحات الشاب العماني من الناحية المادية.

مشيراً إلى ضرورة تبني الحكومة لفكرة تعليم الشباب هذه المهنة وتوفير فرص تدريب للنساء العمانيات على الخياطة؛ حيث أثبتت الفتاة العمانية مهاراتها بهذا المجال، والكثير من النساء يقمن بفتح مشاريع عديدة ناجحة في هذا المجال.

ويرى الفارسي أن وجود مصنع عماني للغزل والنسيج سيسهم في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وفتح مجالات عمل متعددة للشباب، والوصول الى نوع من الاكتفاء الذاتي في بعض المصنوعات.

ومضى الفارسي قائلاً إنّ الجميع يدرك أن المستوى المادي يختلف من أسرة لأخرى، فما يراه البعض بمتناول الجميع، يراه الآخرون فوق المتناول، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنّ الأسعار لا تزال في متناول الجميع، لكن البعض يرفع السعر، داعيا الجهات المعنية إلى العمل على تخفيض الأسعار خاصة في ظل توافر المعروض وانتشارها بالسوق. ونوه الفارسي إلى وجود قلة من الناس يشترون احتياجاتهم من ملابس وغيره من خارج البلاد، لكن في المقابل يأمل الفارسي ألا يلجأ المواطن إلى الخارج، وأن تتوافر له احتياجاته داخل السوق المحلي من خلال منتج وطني عالي الجودة. مشيرا إلى لجوء البعض إلى الشراء من الخارج نتيجة لارتفاع الأسعار داخل السلطنة.

تطوير الزي

وقال ياسر العلوي إنّ الزي العماني مع مرور الزمان أخذ في التطور بما يتناسب مع متغيرات العصر، لكن يبقى محافظًا على أصالته وعراقته، كما أن الإنسان العماني قد أولى هذا الزي على مر التاريخ اهتماماً كبيرًا من خلال تطويره والاهتمام بشكله وأصالته. وأوضح العلوي أن الإقبال على الزي العماني خلال مواسم الأعياد والمناسبات يتزايد ما يتسبب في ازدحام محلات الخياطة والعاملين في هذه المهنة، وبالتالي ارتفاع السعر وتأخر موعد تسليم الملابس، مشيراً إلى أهمية فتح المجال أمام العمانيين للعمل في هذه المهنة من خلال زيادة فرص التدريب والتأهيل ونشر الوعي بين الشباب بأهمية هذه المهنة.

وتابع العلوي أنّ القماش المستخدم في صناعة الزي العماني يتم استيراده من الخارج، لكن صناعة وحياكة الدشداشة تكون محلية، ويأمل العلوي أن يكون هناك أقمشة عمانية تعزز من نمو هذه الصناعة، وتزيد المردود على الاقتصاد الوطني. وأشار الى تباين أسعار الملابس الرجالية على سبيل المثال، فهناك بعض المحلات تبيع الدشداشة العمانية بسعر في متناول الجميع، وهناك آخرون يصل سعر الدشداشة لديهم إلى 40 ريالا، نتيجة لاختلاف الخامات، وهو ما يعني اتساع السوق لمختلف الأعمال.

ويرى العلوي أن الأشخاص الذين يسافرون لشراء احتياجاتهم من الخارج ربما يبتاعونها بحكم ظروف العمل أو أنه تصادف مع رحلة سياحية إلى دولة ما، إلا أن النسبة الأغلب والأعم من المستهلكين يشترون ملابسهم من داخل السلطنة.

الزي التقليدي

وقال مالك الفارسي إنّ لكل بلد زي خاص، والسلطنة واحدة من الدول التي تسعى للحفاظ على موروثها التقليدي ولاسيما الزي العماني الذي يتسم بالأصالة والعراقة، لكنه أشار إلى أن هذا الزي بدأ يأخذ طابعاً جديداً يتماشى مع معطيات العصر واحيتاجاته، دون المساس بالطابع التقليدي له. ويأمل الفارسي توقف استيراد المواد الخام لهذا الزي من الخارج، من خلال فتح المجال أمام أصحاب الأعمال إلى افتتاح مصانع وورش خياطة تسهم في صناعة هذا الزي محليًا بمواد خام محلية. ودعا جمعيات المرأة العمانية الى تبني فكرة تدريب الفتيات على العمل في مجال الخياطة، وافتتاح مشاغل للخياطة في مختلف الولايات، بما يضمن فرصة عمل ذات ربح جيِّد وكذلك صناعة وطنية نفتخر بها.

ويرى الفارسي أن الزي التقليدي العماني لا يزال يحافظ على هويته التراثية رغم المتغيرات التي حدثت له، لكنه لم يفقد أصالته أو عراقته. وقال إنّ النساء في الماضي كنّ يصنعن هذا الزي وتقوم المرأة بعملها في حياكة الدشداشة للرجل، لكن هذه الحرفة تكاد تكون اندثرت مع عزوف النساء عن العمل وكذلك زيادة أعداد الوافدين العاملين في هذا المجال. وأوضح أنّ استخدام الآلات الحديثة أيضًا قلص من أعداد العاملين في هذا المجال، لكنه يأمل في الوقت نفسه عودة الشباب والفتيات العمانيات إلى العمل في هذه الحرفة المهمة مجددًا.

وأوضح الفارسي أنّ السلطنة تمتلك عدة مصانع عُمانية لها دور بارز في تنمية الاقتصاد، وكذلك المشاريع الصغيرة التي يقوم بها أبناء هذا الوطن وتعزز من جهود التنمية الاقتصادية، فالكل يسعى لرقي وطنه بفكره الخاص.

ويوافق مهند اليعقوبي آراء الآخرين بأن الزي العماني هو زي عريق، حافظ على أصالته على مر التاريخ، رغم الكثير من المتغيرات، إلا أنّ الخامات المستخدمة في الزي العماني حاليًا مستوردة وأغلب الأيدي المصنعة هي من العمالة الوافدة. ويؤكد اليعقوبي أنّ الشباب العماني قادر على خوض غمار هذه الحرفة من خلال الالتزام بالجودة في التصينع والكفاءة في العمل.

ويشير اليعقوبي إلى أن عدم وجود أيدٍ عُمانية لتصنيع الزي العماني قد يكون بسبب التقليل من شأن هذه الصناعة، أو عزوف البعض عن العمل في مجال الخياطة، مقارنة بالإقبال على مجالات العمل الأخرى، فضلاً عن عدم وجود معاهد تدريبية متخصصة لتأهيل الشباب في هذا المجال. ودعا اليعقوبي إلى زيادة فرص التدريب في هذا المجال، وتوفير مصادر تمويل لأصحاب الأعمال للمبادرة في إنشاء مصانع تعمل في هذا المجال وتوفر فرص عمل للشباب.

ويؤكد اليعقوبي أنّ الأسعار الحالية قد تكون في متناول أصحاب الدخل المتوسط، وهذا يجعل البعض يفضل الخامات المتوفرة خارج السلطنة لرخص سعرها، أو لجوء البعض إلى الشراء من الخارج في حالة تواجده في دولة ما للسياحة أو العمل.

وقال عبد الله الفارسي إنّ الزي العماني في هذه الأيام بدأ في التوجه إلى أزياء تكاد تغير من شكله التقليدي إلى شكل آخر غير عماني بسبب القصات أو التطريزات التي تظهر يومًا بعد يوم، رغبة من الشباب في تطوير المظهر، محذراً من مخاطر الإفراط في إدخال أفكار جديدة على الزي العماني، بما يهدد عراقته أو شكله التقليدي الأصيل.

وأكد الفارسي أنّ هناك العديد من الدوافع التي تحث العماني على التوجه لشراء حاجاته من خارج الدولة، منها: قلة الوعي بأهمية الزي العماني، والسبب الآخر هو غلاء الأسعار. ودعا الفارسي تعزيز التوجه نحو افتتاح مصانع متخصصة في صناعة الزي العُماني التقليدي تضمن توفير فرص عمل للمواطنين وتسهم في خلق صناعة وطنية خالصة تعزز من جودة المنتج العماني وتحافظ على هويته وأصالته، وكذلك تحفيز المواهب العمانية.

هوية عمانية

وقال محمد الشندودي إنّ الزي العماني يعكس الهوية العمانية التي تميز عمان عن باقي الدول، لذلك لا نرى أي دولة من الدول العربية لها نفس التصميم في لباسها الرسمي سواء في شكل اللباس أو حتى تشكيلة العمامة، فحيثما تواجد العماني بلبسه تميز بأنّه عماني دون غيره من الجنسيات.

وأضاف الشندودي أنّ الزي العماني معظمه مستورد ولكن هناك نسبة قليلة من المصنعين داخل السلطنة، مشيراً إلى أهمية توافر منتج عُماني يميز المواطن العماني في حله وترحاله.

ويؤكد الشندودي أهمية وجود منتج عُماني يُسهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وتخفيف نسبة الباحثين عن عمل في المجتمع، لكن هذا العمل يحتاج لإجراء دراسة وتشجيع الجهات المعنية للشباب للعمل في هذا المجال، ودعم الأيدي الوطنية العاملة.

تعليق عبر الفيس بوك