المعتصم البوسعيدي
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يطل علينا بين الفينة والأخرى العديد من الموضوعات على الساحةِ المحلية وفي شتى المجالات، والتي تصبح ساحةً للنقاش والتندر "والسخرية"؛ فتُلقى التهم ويدافع من يدافع ويُتهم من يُتهم ثم يتلاشى الأمر حتى يأتي موضوع آخر. وهنا تُطرح تساؤلات عن جدوى ذلك؛ هل يُمثل هذا الأمر بيئة صحية تنضح فائدة من الاختلاف أم سيئة يصطاد فيها المتربصون في "الماء العكر"؟!
رياضتنا المحلية محكمة كبيرة، مقصلتها مشحوذة على الدوام في وجه العديد من القضايا الساخنة، لكنْ المتهمون يظلون في قفص الاتهام دونما أحكام مشرعة للتنفيذ، سأحاول أن أستعرض قفصي اتهام في هذا المقام بصوت مسموع مع قارئ هذا المقال.
في قفص الاتهام الإعلام الرياضي أو المشتغلون على الإعلام الرياضي كلما صدر أحد أفراده رأي عام أو نقد ما لموضوع مستجد على الساحة الرياضية أو طرحه لموضوع جديد؛ فيجد نفسه متهمًا وفق منطق قضيتنا الخاسرة: "أنت لست معي، إذًا أنت ضدي" فيتم التعامل على هذا الأساس ويتبنى الرأي الآخر التأويل والدخول في إتهامات لا حصر لها ليس أولها منازعته في مهنيته الإعلامية وليس آخرها إعتباره دخيل على الرياضة حتى وان كان ما كتبه يلامس حقيقة وواقعًا ملموسًا يستدعي الوقوف معه بعناية كبيرة، والإتهام ليس محصورًا من زملاء المهنة فقط؛ بل يشمل كل أطياف الوسط الرياضي وربما خارج الوسط، فقد يُتهم الشخص لرأيه الخاص لموضوع خارج منظومة الرياضة ـ فقط ـ كونه إعلامي رياضي!
في قفص الاتهام الأندية في استعداداتها للموسم الرياضي الجديد، في تعاقداتها، في علاقتها مع الفرق الأهلية، في تعاملها مع الجمهور، وفي حقيقة واقعها وعدم تطوره وإلقاء التهم على شخوص معينة لا على سبب جوهري، الإتهام الكبير الذي يطال هذه الأندية يصوب سهامه نحو دورها "اللا مؤثر" في الجمعية العمومية التي تحدد إدارات الاتحادات الرياضية وتقييم وتقويم أعمالها، حتى لنجد "كل في فلك يسبحون" مع علمهم ان الانتخابات "تجري لمستقر لها" ومع ذلك نحرص دائمًا على وضع قفص الاتهام "العنكبوتي" الذي تذروه رياح الوقت، ثم كلما أعطى "ينقلب معهم مسرورا" وكلما بخل "يصلى سعيرا" !!
شخصيًا.. أعتقد أنَّ "قفص الاتهام" يمكن اعتباره مؤشرًا قويًّا للرأي العام، ويظهر صورة معينة -وإن كانت غير حقيقية في بعض الأحيان- لنسبة الرضا من عدمه، كما يؤدي دور "بالونات التجارب"، ويبقى تعاطي المسؤول وتقييمه لها المحور الأساسي للإستفادة الإيجابية منها، ولا شك ان ثمة أقفاص أخرى من لم "تطمس عينه" عنها سيبصرها وإلا "فأنى سيبصرون"!