البحرية السلطانية العمانية تحتفل باليوم العالمي للهيدروغرافيا تحت شعار "مفتاح الإدارة الجيدة للبحار"

بهدف زيادة الوعي العام بأهمية الهيدروغرافيا في استدامة الممرات المائية

مسقط - الرُّؤية

شاركتْ البحرية السلطانية العمانية -مُمثلة بالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني، ومديرية الهيدروغرافيا بالبحرية السلطانية العمانية- منظَّمة الهيدروغرافيا الدولية والجهات المعنية بالمجال الهيدروغرافي في مختلف دول العالم، الاحتفال باليوم العالمي للهيدروغرافيا الذي يوافق الحادي والعشرين من يونيو من كل عام.

واختارت المنظمة للاحتفال بالمناسبة هذا العام شعار "الهيدروغرافيا مفتاح الإدارة الجيدة للبحار والممرات المائية"؛ بهدف زيادة الوعي العام بأهمية الهيدروغرافيا والأدوار الحيوية التي تلعبها في استدامة البحار والممرات المائية. وتعد الغاية من اليوم العالمي للهيدروغرافيا -الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2005م- هو إشهار المناسبة لزيادة تغطية المعلومات الهيدروغرافية على المستويات العالمية، وحث جميع الدول على تعزيز الملاحة الآمنة في الممرات المائية الدولية والموانئ وأماكن تواجد المناطق البحرية المعرضة للخطر أو المحمية. وتحقيقا لذلك؛ خصَّصت منظمة الهيدروغرافيا الدولية (IHO) تاريخ 21 يونيو من كل عام للاحتفال بيوم الهيدروغرافيا العالمي لإتاحة الفرصة لزيادة الوعي العام بالدور الحيوي الذي تلعبه الهيدروغرافيا وما تمثله من أهمية لاقتصاديات العديد من الدول وتأثيرها المباشر على العديد من المجالات والقطاعات المهمة في الدول البحرية والتي من ضمنها سلامة الملاحة البحرية وإدارة المنطقة الساحلية واستغلال الموارد البحرية وإدارة وحماية البيئة البحرية والدفاع والسيطرة البحرية وترسيم الحدود البحرية ودراسة الجرف القاري والعلوم البحرية والسياحة ورحلات القوارب الترفيهية والاستثمار في البنية الأساسية.

وبمناسبة الذكرى الـ95 لقيام منظمة الهيدروغرافيا الدولية (IHO)، تؤكد المنظمة استمرار جهودها لزيادة الوعي بأهمية الهيدروغرافيا باعتبارها العنصر الأساسي لتمكين جميع الأنشطة البشرية التي تحدث في أو تحت سطح البحر؛ وبالتالي فإنها تشكل عاملا للمراقبة والإدارة الجيدة لمياه البحار والممرات المائية؛ وذلك من خلال نشر المعايير الدولية وتوفير بناء القدرات ومساعدة الدول التي بحاجة إلى تحسين خدماتها الهيدروغرافية وحثها على التجميع والحصول على بيانات هيدروغرافية؛ وذلك من خلال عدة مصادر.

ومنظمة الهيدروغرافيا الدولية جهة استشارية وفنية للمكاتب الهيدروغرافية في أنحاء العالم التي تقوم بتقديم الخدمات الهيدروغرافية المعترف بها والموثوق فيها وتقوم بوضع مواصفات ومعايير إنتاج الخرائط الملاحية البحرية وتضم في عضويتها ما يقارب الـ85 دولة، وتقوم المنظمة بتنسيق وتعزيز التعاون في الأنشطة الهيدروغرافية بين الدول الأعضاء من خلال إنشاء 15 لجنة إقليمية. وقد اختارت المنظمة شعار اليوم العالمي للهيدروغرافيا للعام 2016م "الهيدروغرافيا مفتاح الإدارة الجيدة للبحار والممرات المائية".

ويركز شعار يوم الهيدروغرافيا العالمي 2016م على الأهمية الأساسية لعلم الهيدروغرافيا ومعرفتنا لشكل وطبيعة وعمق قاع البحر؛ باعتباره شرطا أساسيا للاستخدام السليم والآمن للبحار والمحيطات والممرات المائية في العالم، كما أنه يؤكد على حقيقة مفادها أنَّ معظم بحار العالم ومحيطاته والمياه الصالحة للملاحة فيه لا تزال غير ممسوحة بالكامل؛ حيث تشير إحصائيات منظمة الهيدروغرافيا الدولية إلى أنَّ 50% على الأقل من المياه الساحلية في العالم إما غير ممسوحة أو تم مسحها بشكل غير كافٍ، وعلى سبيل المقارنة توجد خرائط عالية الدقة لسطح القمر والمريخ وكوكب الزهرة، بينما تجد معظم خرائط المناطق البحرية ذات تغطية رديئة جدا من المسوحات الهيدروغرافية كمنطقة البحر الكاريبي والهند والمحيط الهادي والمناطق القطبية. وهذا بدوره يؤثر على بقية المناطق بما فيها الدول المتقدمة.

وقد أوْلَت السلطنة اهتماماً كبيراً بالخدمات الهيدروغرافية بحكم موقعها الجغرافي المهم الواقع على ملتقى طرق بحرية هامة تربطها بالخليج العربي والهند والبحر الأحمر وإفريقيا الشرقية وتشرف على أقدم وأهم طريق للتجارة البحرية وهو مضيق هرمز الذي يقع في الجزء الشمالي من السلطنة، ويعد من أهم الممرات المائية في العالم. وقد سعت السلطنة إلى تطوير قدراتها الهيدروغرافية للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال؛ وذلك من خلال الاهتمام بالموارد البشرية كعنصر أساسي لتنفيذ المسوحات الهيدروغرافية والجهود جارية لتطوير هذا الجانب من خلال تأهيل وتدريب العاملين في مجال الهيدروغرافيا؛ بما يُمكنهم من القيام بواجباتهم بما يحقق طموح السلطنة للوفاء بمتطلباتها الوطنية من إنتاج الخرائط والكتب الملاحية والتي هي مطلب جميع وسائل النقل البحري لتحقيق السلامة البحرية.

وتمثل المناطق البحرية العمانية (منطقة البحر الإقليمي والمنطقة المتاخمة والمنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري) أهمية اقتصادية عالية لسلطنة عمان ولأهمية هذه المناطق تقوم سفن المسح ووحدات المسح الميداني بمسح هذه المناطق من أجل توفير بيانات هيدروغرافية متكاملة لكل المياه العمانية كما يقوم المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني بإنتاج الخرائط البحرية والكتب الملاحية وإصدار الإنذارات والإعلانات الملاحية؛ حيث أصدر ما يقارب الـ27 خارطة ملاحية بحرية حتى الآن من أصل 50 خارطة مخطط لها أن تغطي مياه السلطنة بما فيها الموانئ البحرية، والعمل جارٍ الآن لإصدار خرائط أخرى كما أنه بصدد إصدار خرائط ملاحية إلكترونية ، وذلك تماشيا مع متطلبات المرحلة المقبلة التي سوف يكون فيها هذا النوع من الخرائط إلزامي الاستخدام من قبل جميع السفن.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة