إمام جامع السلطان قابوس بعبري: الصبر والأمانة والرحمة وقضاء الحوائج أهم أخلاق الصائم في رمضان وغيره

عبري - الرؤية

قال الشيخ محمد بن ناصر المعمري إمام جامع السُّلطان قابوس بعبري إنّ الالتزام بالخُلق القويم واجب على المسلم في شهر رمضان وبقية شهور السنة، لكن يبقى الشهر الفضيل مُناسبة جيِّدة لتذكير المؤمن بواجباته، ومنها أن يتخلّق بالصبر، حيث إنّ رمضان شهر الصبر لأنّ الامتناع عن الشهوات المُعتادة يحتاج إلى صبر، فيصبر الإنسان على الجوع والعطش طاعة لله عزّ وجلّ ومحبة له واتباعًا لنبيه ولابد كذلك من الصبر على أذى النَّاس وسفاهة السفهاء وتطاولهم بغير حق ولذلك قال النبي "وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يرفث، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم". ومع هذا التوجيه النبوي الرشيد فإننا نجد كثيرًا من النَّاس يفقدون أعصابهم عند أتفه الأسباب فيثورون ويسبون ويلعنون ويبطشون فإذا ما هدأت ثورة غضب أحدهم وعُوتب فيما حدث منه احتجَّ بالصيام!! وكأن الصيام هو الذي دعاه لهذا المنكر من القول والفعل ولو علم هذا حقيقة الصيام وأنّه شهر يدعو إلى الصبر والعفو والرحمة والسماحة لما افترى عليه هذا الافتراء ولما رماه بهذا الزور والبهتان.

وأضاف المعمري أنّ من أخلاق الصائم أيضاً الأمانة، لأنّ الصيام أمانة من جملة الأمانات التي تحملها الإنسان وعجزت عن حملها السموات والأرض، قال تعالى:( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).. لذلك جاء الوعيد الشديد للمفرط في أمانة هذا الشهر العظيم بالفطر قبل غروب الشمس ولو بدقائق معدودة فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي - عضدي - فأتيا بي جبلاً وعرًا فقالا: اصعد فقلت: إني لا أُطيقه فقالا: سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النّار. ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن يتهاونون في صومهم ويتساهلون بالفطر قبل غروب الشمس، فكيف بمن لا يصومون بالكلية؟ وكيف بمن يستهزئون بأهل الصيام؟.

وأشار المعمري إلى أنّ من أهم أخلاق الصيام: الرحمة والمواساة، وقضاء الحوائج، حيث إنّ رمضان شهر الرحمة والمواساة، يتذكر فيه الغني أخاه الفقير ويُشفق عليه، ويواسيه بالمال والطعام والشراب وقد رغب النبي في ذلك فقال عليه الصلاة والسلام: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً»، فيجب على الصائم أن يشعر بشعور إخوانه المسلمين فيرحم ضعيفهم ويواسي فقيرهم ويُغيث ملهوفهم ويسعى في جلب المصالح لهم ودفع المضار عنهم، في حدود استطاعته إذ لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها. قال تعالى:( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون).. وقال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة .

تعليق عبر الفيس بوك