كرة القدم .. فوضى في كل مكان

أحمد السلماني

لا أدري ما الذي يحدث لكرة القدم في العالم، السنوات الأخيرة شهد العالم أوضاعاً كروية غير مألوفة أو طبيعية، فوضى في كل مكان إلا ما رحم ربي، ربما كان هذا موجودا ولكن لم نشعر به في العقود الماضية، ولكن ومع الفضاء المفتوح ووسائل التواصل الاجتماعي فقد بات كل شيء داخل الصندوق الصغير والذي على صغر حجمه إلا أنّه احتوى البسيطة بأسرها، الأخبار السياسية والاقتصادية والإنسانية والرياضية هي الأخرى ليست استثناء والتي يطغى عليها عالم كرة القدم، الرياضة ذات الشعبية الجارفة ومن سماها بالمجنونة لم يتجن عليها.

عواصف الفيفا لم ولن تهدأ، وما اقتحام الشرطة السويسرية لمبناه مساء الخميس الفائت إلا مشهد من مسلسل صار مألوفًا، عرش كرة القدم والمؤسسة الأولى فيها ضربها زلزال أتى على بلاتر ومن هم دونه ولا أحد يعلم متى سيهدأ هذا الزلزال، فتأثيره على الفوضى الكروية بات يعم الاتحادات لتعم ثقافة الفساد وتنخر بعض الاتحادات المحلية وحتى القارية، فهذا يُحقق معه وآخر استقال مجلس إدارته وهناك اتحادات موقوفة لتتوقف معها مشاركات منتخباتها وبمعنى آخر تراجع كرة القدم في تلك البلدان كالشقيقة الكويت على سبيل المثال والأرجنتين أحد أعتى منتخبات العالم وصاحب صدارة التصنيف الدولي مهدد منتخبها هي الأخرى حسب تقارير إعلامية واتحادات كروية أخرى في الطريق.

كرة القدم الإيطالية تراجعت كثيرًا والسيريا(الدوري الإيطالي) صار كالرجل المريض، ومشاركات أندية الكاليشيو قارياً صارت خجولة ولولا أن اللواء بيد أبناء السيدة العجوز(اليوفنتوس) لصارت الكرة الإيطالية من الماضي، البرازيل، مُرعبة العالم وأجمل من يلعب كرة القدم صارت حملاً وديعاً وتحتاج إلى عقد من الزمان أو أكثر لتعيد النزر اليسير من ماضيها التليد وفنها الراقي والمُمتع لم يبق منه سوى نيمار، وأين هولندا القوية وأنديتها على مستوى القارة، بوصلة كرة القدم العالمية تبدل اتجاهها ولم يبق للباحثين عن المتعة إلا أسبانيا سواء على مستوى الليجا أو الهيمنة الإسبانية على البطولات القارية والدولية، والدوري الوحيد الذي احتفظ بقوته أوروبيًا هو البريميرليج، ولا نسمع كثيراً عن فضائح الفساد به، ربما لأنّ النظام به يصعب اختراقه فضلاً عن كون رابطة الأندية مفصولة عن اتحاد الكرة الإنجليزي، أقول ربما.

كرة القدم العربية فقط تتحدث بلغة الجزائر وربما قريبًا تعود مصر وتونس ولكن أين الكرة السعودية أو الخليجية رغم إمكانياتها، بنية تحتية واجتماعات على مستوى عالٍ ومع ذلك فكُرة القدم الخليجية غائبة عن البطولات القارية من سنوات، منتخبات وأندية (مرة واحدة كسر السد القطري القاعدة في آخر 8 سنوات تقريباً).

والآن أصل إلى كرة القدم العُمانية، هي تمارس في كل مكان وهياكلها التنظيمية كفوءة إلى حد كبير ولكنها تعيش فوضى من نوع خاص، تداخل في المسؤوليات ورزنامة المسابقات غير ثابتة ولكن للأمانة فاتِّحاد الكرة بشر بتجاوزها في الموسم القادم، ما أن ينتهي الدوري حتى ينطلق دوري القوات المسلحة وبعد ذلك شجع فريقك(آلات وليسوا لاعبين)، إعلام رياضي يتحدث بكلمتين(مع وضد) ، ضجة كبيرة صاحبت حضور بعض الإعلاميين لملتقى مع المرشح لرئاسة اتحاد الكرة الشيخ سالم الوهيبي واتهامات نابئة كيلت لبعض الحضور ونسي أو تناسى هؤلاء أنّ الإعلامي لابد وأن يستمع لكل أطراف الاستحقاق الانتخابي القادم وأن يُحافظ على نفس المسافة مع الجميع وإن هذا لأمر صحي، ظاهرة الديون المتراكمة على كثير من الأندية نتيجة الإفراط في التعاقدات غير المحسوبة والنتيجة كارثية الموسم القادم، جهود اتحاد الكرة في الجوانب التنظيمية لكرة القدم تذهب هباء أمام صورة تعاقد لاعبين بملابس لا تمت للرياضة أو العُرف المجتمعي بشيء وآخر يوقع العقد في نادٍ ويرتدي قميص ناديه القديم (والضحكة من السن للسن)، قلنا لكم "فوضى".

تعليق عبر الفيس بوك