الرؤية- كريم الدسوقي

منذ اللحظة الأولى التي تراها فيها على المدرج، لا تبدو طائرة Stratolaunch Model 351 كأي طائرة عرفها البشر من قبل، فالمشهد أقرب إلى طائرتين اندمجتا في جسد واحد، بجناحين يمتدان على عرضٍ يتجاوز الخيال، في إنجاز هندسي أعاد تعريف معنى "الطائرة العملاقة".

هذه الطائرة، المعروفة بلقب ROC، نسبة إلى الطائر الأسطوري القادر على حمل الفيلة، تُعد اليوم أكبر طائرة في العالم من حيث امتداد الجناحين، وتعود فكرة تطويرها إلى رجل الأعمال الأميركي الراحل بول ألين، الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت، الذي كشف عن النموذج الأولي للطائرة عام 2011 بالتعاون مع شركة Scaled Composites. في البداية، كان الهدف منها إطلاق الصواريخ إلى المدار من الجو، ضمن مشروع طموح يُعرف بالإطلاق الجوي إلى الفضاء، قبل أن يعاد توظيفها لاحقا لاختبارات الطيران الفرط صوتي بعد وفاة ألين.

يمتد جناح الطائرة لمسافة 385 قدمًا (117 مترا)، أي أعرض من ملعب كرة قدم أميركية قياسي، بينما يبلغ طول كل هيكل من هيكليها المتوازيين 238 قدما.

ويستند هذا العملاق الجوي إلى 28 عجلة، ما بين عجلات رئيسية وأخرى أمامية، في مشهد يعكس حجم التحدي الهندسي الذي واجهه المصممون.

ورغم ضخامة الطائرة، فإن قمرة القيادة ليست موزعة بين الهيكلين، بل تقع بالكامل في الهيكل الأيمن، حيث يجلس الطيار ومساعده ومهندس الطيران، بينما يظل الهيكل الأيسر خاليًا من البشر ويحتوي فقط على أنظمة البيانات. أما الدفع، فيأتي من 6 محركات Pratt & Whitney، يولد كل منها قوة دفع هائلة.

وتحتاج الطائرة إلى مدرج بطول 3700 متر للإقلاع، ويمكنها حمل حمولة تصل إلى 250 طنا، أي أكثر من وزنها الذاتي. ومنذ رحلتها الأولى عام 2019، نفذت الطائرة 24 رحلة اختبارية حتى اليوم، مؤكدة أن حدود الطيران لا تزال قابلة للتوسع.