"الزراعة": تجارب بحثية ناجحة لزراعة أعلاف محليّة بمياه مالحة.. ونتائج مبشّرة لحجم المحصول

مسقط - الرؤية

أثبتت تجربة زراعة محاصيل العلف تحت ظروف الري بالمياه المالحة في السلطنة نجاحها، فعند النظر إلى الحقل يبدو كزراعة في ظروف عادية، لكنّه في الواقع يسقى بمياه مالحة؛ حيث يعتقد البعض أنّ النباتات تموت بسبب ارتفاع تركيز الأملاح في المياه، لكن هناك بعض النباتات لديها القدرة للمقاومة والإنتاج تحت ظروف الملوحة.

وقال الدكتور سالم بن عبدالله بن راشد الراسبي رئيس قسم بحوث الزراعة الملحية بوزارة الزراعة والثروة السمكية إنّ السلطنة وبالأخص منطقة ساحل الباطنة تتأثر بارتفاع تركيز الأملاح في مياه الري، بسبب الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية. وأضاف أنّ ارتفاع تركيز الأملاح في مياه الري أحدث تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على قدرة إنتاجيّة النباتات الزراعية المختلفة، لذا كان لا بد من إيجاد وسيلة مبنيّة على طرق علمية للتعايش مع هذه المشكلة. وتابع أنّ هناك نباتات ذات قدرات متفاوتة للإنتاج تحت ظروف الري بالمياه المالحة، ومن أجل هذا تمّت تجربة محاصيل زراعية مختلفة منها المحاصيل العلفية؛ فالشعير مادة علفيّة جيّدة لأعداد كبيرة من المواشي بالسلطنة، ويقدر متوسط إنتاج السلطنة من الشعير (العلف الأخضر) 5 أطنان سنويا، فيما يبلغ متوسط مساحة زراعة الإعلاف في السلطنة سنويا حوالي 2250 فدانًا. ومضى قائلا إنّه تمّ إدخال عدة مدخلات من نبات الشعير المحلية المنتخبة من قبل باحثي مختبر البذور والمصادر الوراثية في تجربة لعدة مواسم زراعية، وتمّت زراعة هذه المدخلات في تجربة حقلية تحت تراكيز مختلفة من ملوحة مياه الري.

وحول آلية تنفيذ التجربة، قال الدكتور سالم الراسبي: "تمت تجربة هذه المدخلات في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بمختبر الزراعة الملحية بالرميس؛ حيث تمّت إقامة التجربة لثلاثة مواسم زراعية من أجل التأكد من واقعية النتائج، وتمت زراعة خمسة مدخلات شعير محلية تحت 5 مستويات مختلفة من ملوحة مياه الري بداية من المياه العذبة كشاهد (640 جزءًا في المليون) حتى مستوى 7680 جزءًا في المليون، وأظهرت نتائج مواسم التجارب الثلاثة تفوق الشعير مدخل "جماح 98".

وأوضح أنّ نتائج التجارب أظهرت أنّ متوسط محصول المعاملات كان الأعلى عند الري بالمياه العذبة؛ حيث بلغ 30.5 طن للفدان والأدنى عند أعلى مستوى ملوحة 12.1 طن للفدان مادة خضراء، أمّا بالنسبة للمادة الجافة فقد تراوح الإنتاج من 4.9 إلى 2.5 طن للفدان.

وزاد القول أنّ هذا المدخل المحلي يمكن أن يكون إنتاجه اقتصاديا تحت ملوحة مياه ري تصل إلى حدود 6800 جزء في المليون؛ حيث بلغ متوسط الإنتاج عند الزراعة مع أحد المزارعين من المادة الخضراء إلى 4.5 طن للفدان كمادة جافة و30 طنا للفدان كعلف أخضر في الأرض الرملية. وبين أنّه لم يكن هناك فرق كبير في محتوى نسبة البروتين في النبات، كما لم تكن هناك فروقات كبيرة بين محتوى النبات من العناصر الغذائية مقارنة مع الظروف غير المالحة.

يشار إلى أنّه يمكن العمل على زيادة إنتاجية المحصول تحت هذه الظروف من خلال تطوير المعاملات الزراعية كالتسميد العضوي وغيره. وتم تعريف هذه التجربة البحثية ونتائجها لعدد من المزارعين على أمل أن يستفاد بها في ري الحقول العلفية واستدامة الإنتاج الزراعي في السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك