دوري المحترفين في السنة الرابعة

ضربة حرة

 محمد العليان

 

انتهى قبل أسابيع قليلة الموسم الكروي للمسابقات المحلية لكرة القدم، والذي يُعتبر مُرًّا، وانقضى 3 مواسم على دوري المحترفين بكل ما يحمله من إيجابيات وسلبيات.

كلنا مع فكرة دوري المحترفين بعمل نقلة نوعية للرياضة العمانية، خاصة كرة القدم، لتواكب التطور مع بقية دول العالم الكروية، لكن: هل كانت الظروف والعوامل مُهيَّأة في ذلك الوقت أو مع مرور الوقت لإقامة وإنجاح هذه المنظومة الاحترافية؟ هل بعد مضي 3 مواسم من تطبيق أو إعلان الاحتراف حقَّق نتيجة إيجابية وصرنا قادرين على مواصلته؟

هذه أسئلة من عدة تساؤلات تفرض نفسها على الواقع الكروي، وماذا تحقق من هذا كله؟ يجب أن نكون واقعيين وصريحين أنَّ منظومة الاحتراف لم تواكب الاحتراف، ولابد أن نذكر العوامل التي وقفت أمام تطبيق وتنفيذ الاحتراف على أرض الواقع؛ أولها: لم تتدخل وتتكفل الحكومة بدعم نظام الاحتراف ودعمه ماليا، وهذا هو الشرط الأساسي للاحتراف وهو المال. وثانيا: القطاع الخاص أيضا لم يكن شريكا أساسيا في دعم الاحتراف؛ فمنظومة الاحتراف وإقامتها دون دعم الحكومة والقطاع الخاص صعب تطبيقه، واتحاد الكرة لايقدر ولايستطيع بتطبيقه لوحده، ولكن اتحاد الكرة بادر وحاول وقدم مشروع الاحتراف للحكومة وإلى هذه اللحظة لم يتم الرد عليه لا بالموافقة ولا بالرفض. أما الذي مُطبَّق الآن فهو احتراف جزئي بسيط، وهو تنظيمي في المقام الأول فقط، ونجح اتحاد الكرة في هذه الجزئية، وهو يُعتبر أيضا نقلة نوعية للكرة العمانية. أمَّا أساس الاحتراف، فهو تفريغ اللاعبين وحتى الإداريين والحكام...إلخ، وهذا ليس معمولا به في مسابقاتنا المحلية، ولكن المعمول به في جهة عمل اللاعبين الذين يعملون في القوات المسلحة وفي مسابقاتها الداخلية والمشاركات الخارجية لأن جهة العمل هي مصدر رزق ووظيفة اللاعب الأساسية، أما عقود واحتراف الأندية فهي وقتية فقط لأنَّه لا يوجد تفرُّغ للاعب ولم يكن الاحتراف وظيفته الأساسية في الأندية. وهذه أيضا إشكالية كبيرة يعانيها اللاعبون ومنظومة الاحتراف والأندية.

ورغم ذلك، الأندية لم تفهم ما هو مطلوب منها من الاحتراف، وانتقدت اتحاد الكرة كثيرا رغم أنها هي من وافقت على نظام الاحتراف، والآن تشتكي من فاتورة الاحتراف وعقود اللاعبين المرتفعة، وهي السبب الرئيسي في ذلك؛ حيث تجاوزتْ سقف الرواتب المحدَّد لها من اتحاد الكرة، باللعب بالعقود من تحت الطاولة، وكذلك تجاوزت حدودَ دخلها الشهري والسنوي سقف العقود والرواتب، وأصبحت مديونة ماليًّا وأرهقت موازناتها، واتحاد الكرة لا يتحمل أخطاء الأندية في ذلك، واتحاد الكرة أيضا وضع نفسه في مأزق الاحتراف لأنَّه ليس قادرًا على دفع فاتورة الاحتراف للأندية ماليا ومتطلبات الاحتراف واللعبة؛ من: حكام، ودعم مالي للأندية، والمنسقين الإعلاميين للأندية...إلخ.

فمنظومة الاحتراف يجب أن تتم عن طريق قنوات كثيرة للموافقة عليه، وبعده يأتي التشريع للاحتراف في الاحتراف أو من عدمه. ورغم ذلك، فإنَّ مجلس اتحاد الكرة رَمَى بكل ذلك وأعلن عن نظام الاحتراف، ورغم ذلك كان واضحا من البداية أنَّ الاحتراف هو تنظيمي، ونجح اتحاد الكرة في الجوانب التنظيمية وبقيت المشكلة الأساسية وهي تفريغ اللاعبين ورواتبهم، وإلى يومنا هذا لم تتم توافق جميع القنوات والجهات الرسمية على منظومة تطبيق الاحتراف. المشكلة أنَّ الكرة العمانية حاولتْ أن ترتدي ثوب الاحتراف، ولكن الثوب كان واسعا عليها؛ لذلك لابد من مراجعة فكرة وبداية الاحتراف من جديد، وبعد 3 مواسم.

فعلى أرض الواقع، تحقَّق جزءٌ من المنظومة وهو التنظيم، أما باقي الأجزاء فهي ليست في متناول يد اتحاد الكرة ولا الأندية. ومن هنا، نقول: ذاعت الكرة في شرق آسيا ومن قبلها أوروبا، وبات لها صورة وشكل وبرواز وثوب؛ لأنَّ الناس قبل أن يركلوا الكرة في الملعب صمَّموا أداءها على الورق، فخرجت في أحلى صورها.

---------------------

آخرالكلمات: "أبسط شيء في الأناقة، نظافة قلب الإنسان".

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة