خطوة على طريق السلام في اليمن

اتِّفاق أطراف النزاع في اليمن على إطلاق سراح نصف المُعتقلين في غضون الأيام العشرين المقبلة، يُعد من أهم الإنجازات التي تمّ تحقيقها في مفاوضات السلام اليمنية المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع في الكويت برعاية الأمم المتحدة..

ورغم أنّ هذه المحادثات شارفت على الانهيار أكثر من مرة إبان فترة انعقادها جراء الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النَّار من قبل أطراف النزاع، إلا أنّ اتفاق إطلاق سراح المعتقلين ينعش الآمال بإمكانية نجاح المفاوضات في تحقيق اختراقات نوعية في الجمود الذي تتسم به مواقف الأطراف المتفاوضة، وقد يسهم في الوصول إلى تفاهمات بشأن الموضوعات الأخرى قيد التفاوض ..

ولقد جاء الاتفاق محددًا فيما يتعلَّق بالنص على ضرورة إطلاق كل من قُيدت حريته من المُعتقلين والمخطوفين ومن هم تحت الإقامة الجبرية على أن تكون الأولوية في عملية الإطلاق لمن نصّ عليهم قرار مجلس الأمن رقم 2216 ، علاوة على الإشارة إلى ضرورة وضع معايير للفئات المُحتجزة حريتها من أجل إطلاق سراحها.

والمنتظر أن يستتبع ذلك إجراءات عملية، وآليات تنفيذية بغية وضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ، حيث إنّ التطبيق العملي للاتفاق سيُسهم في بناء الثقة بين الأطراف المتحاورة ويعزز توجهها إلى مناقشة البنود الأخرى على جدول مفاوضات السلام، بروح أكثر انفتاحًا واستعدادًا للتوصل إلى حلول وسط تكفل وقف الحرب وإعادة الأمن والاستقرار لليمن ..

ويبقى القول، إنّه يعول الكثير على الجولة الحالية من مفاوضات السلام اليمنية على مستوى اللجان وبإشراف الأمم المتحدة، في تقريب الشقة بين أطراف النزاع، وترميم جسور الثقة بينهم بغية التوافق على الحلول التي ينتظرها أبناء الشعب اليمني لتعيد لهم الأمن ولبلادهم الاستقرار .

تعليق عبر الفيس بوك