عندما يشد المواطنون الرحال إلى الخارج!

طالب المقبالي

انتشرت الخميس الماضي صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وانستغرام والواتس آب، وكانت أشهر صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث المجالس وحديث الشارع للحال الذي نحن فيه.

الصورة توضح طوابير السيارات المُتَّجهة إلى دولة الإمارات العربية المُتحدة لقضاء إجازة الإسراء والمعراج والإجازة الأسبوعية.

وقد ذكرت مُنتديات واحة البريمي في تغريدة لها أن الإحصائيات تُشير إلى عبور ما يقارب من أربعين ألف مركبة الحدود البرية لمحافظة البريمي وحدها من مساء يوم الأربعاء إلى منتصف يوم الخميس.

ويُذكر عدد من الأصحاب الذين زاروا دبي والشارقة وعجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة أنّ المشهد يوحي بأنّ عمان تحولت بأسرها إلى هناك، وأنك تحسب نفسك أنك في شارع من شوارع عُمان.

فقد غصت المطاعم والمتنزهات والحدائق العامة وحدائق الحيوانات والحدائق المائية والأسواق والمولات والمُجمعات التجارية والمتاحف بالعمانيين.

ويذكر أحد الأصحاب أنّ الغرف بالفنادق قد نفذت في جميع الفنادق والشقق الفندقية وأصبحت نسبة الإشغال 100%، فمن لم يحجز عبر الإنترنت فقد لا يجد له مكاناً يقيم فيه، كما أصبح الأكل في معظم المطاعم بالدور.

وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال واحد فقط لكنه يحتاج إلى عدة أجوبة من عدة جهات، كوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبلدية مسقط.

ما الذي دفع بهذه الآلاف المؤلفة من العُمانيين إلى الذهاب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؟

أما إذا وجهنا السؤال إلى المواطن نفسه فهناك عدة إجابات تم تداولها مع تداول الصورة المنتشرة مؤخرًا والتي أصبحت صورة الموسم.

يقول أحد المُغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي: إنّ من أنواع السياحة التي تجذب العُمانيين للذهاب للإمارات: سياحة التسوق، وهذا لا مجال للمقارنة فيه بين عُمان والإمارات، و80% من العمانيين ذاهبون للتسوق.

كذلك سياحة الأعمال فدولة الإمارات المُتحدة الشقيقة تتفوق علينا في هذا المجال.

ويقول آخر: الإمارات ركَّزت على جميع الجوانب، فعند ذهابك تجد تنوعاً في أماكن التسوق مُتعددة ومتنوعة، والأسعار تنافسية وبضائع لا تجدها هنا في عُمان، كما يمكنك الترفيه في كثير من الأماكن والتي تجدها متنوعة ولا تجد لها مثيلاً في عمان كحدائق الحيوانات في العين ودبي والشارقة.

وعند رغبتك في تناول الطعام فإنّ المقاهي والمطاعم أيضًا متميزة، كذلك بالنسبة للإقامة فالخيارات متعددة، وأسعار الفنادق تشهد تنافساً كبيراً.

ومن أهم الأسباب التي تضطر المواطن للذهاب إلى دبي تحديداً ارتفاع الأسعار في عُمان وهذا واحد من الأسباب الكثيرة.

ويرى أحد المُغردين أن يكون الحل لهذا الزحف إلى الإمارات أن يتفق التجار في عُمان على عمل تنزيلات في أيام المناسبات التي تكون فيها إجازات طويلة تضاهي الأسعار في الإمارات مثل الفنادق وبيع الأجهزة والملابس وغيرها مع عمل فعاليات في الحدائق والشواطئ والمراكز التجارية، وهذا لن يكون عامل جذب للمواطن فحسب وإنما سوف يجتذب الآخرين من خارج البلد من خلال عمل عروض لشركات الطيران المحلية لجذب الزوار للسلطنة، وإقامة معارض وسباقات للقوارب ومسابقات عالمية لتسلق الجبال بحضور مُتسلقين عالميين ومُخيمات صحراوية تقام فيها أنشطة ترفيهية مثل السباقات ومخيم فلكي وجلب حيوانات من خلال إقامة حدائق مؤقتة للحيوانات.

وهناك مغردون طرحوا مقارنات للأسعار بين عُمان والإمارات كقطع غيار السيارات والإطارات والأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية والمواد الاستهلاكية والأسماك العمانية التي تباع هناك بأبخس الأثمان.

muqbali@hotmail.com

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك