27 مزارعا وحرفيا يستفيدون من تطوير خدمات مركز تقطير النباتات العطرية بالجبل الأخضر

"البيت الحرفي " واجهة مشرِّفة للترويج للمنتجات الحرفية العُمانية

< البحرية: نستفيد من استخراج زيوت النباتات العطرية في تصنيع الصابون والشامبو ومستحضرات التجميل

< الشريقية: المركز يوفر عددا من أجهزة التقطير بمختلف الأحجام لتلبية احتياجات السوق المحلية

< الفلاحي: نتبع طرقا تقليدية في استخراج ماء الورد واللبان.. ولا نمانع في تجربة الآلات الحديثة

أعادتْ الهيئة العامة للصناعات الحرفية تشغيلَ مركز تقطير النباتات العطرية في الجبل الأخضر بآلات ومعدات حديثة، حتى تُهيِّئ للمتدربين فرصًا مستقبلية للنهوض بصناعاتهم الحرفية، وتحقيق عوائد استثمارية مجدية، كما تمَّ استحداث ورش تدريبية وإنتاجية؛ بحيث يُتيح المركز للمتدربين إمكانية التعامل مع الأجهزة والمعدات الحديثة، وفق معايير للوقاية المهنية في بيئات العمل. ويتزامن مع تنفيذ البرنامج التدريبي تدشين برامج للسلامة المهنية والأمان البيئي، خصوصاً لدى تعامل المتدربين مع الأجهزة الحديثة؛ وذلك عبر إصدار دليل إرشادي يوضِّح الخطوات التشغيلية للمعدات المستخدمة في صناعة النباتات العطرية.

وأكد عددٌ من الحرفيين في نيابة الجبل الأخضر أهمية وجود مركز تقطير النباتات العطرية في النيابة. مشيرين إلى أنَّ مركز تقطير النباتات العطرية في الجبل الأخضر مرجع مهم لاستقاء المعلومات حول تقطير النباتات العطرية، كما يُساعد في تسويق منتجات البيت الحرفي العُماني بالجبل الأخضر؛ من خلال توصيل السائح لمقر البيت الحرفي بالجبل الأخضر، وتعريفهم على منتجات البيت الحرفي.

زار الجبل - راشد البلوشي

ويَشْهد القطاع الحرفي العُماني تناميا قياسيا ونوعيا بمختلف الارتكازات الأساسية لإستراتيجية الهيئة العامة للصناعات الحرفية ورؤيتها نحو تطوير الصناعات الحرفية؛ والمتمثلة في استيفاء محاور التنمية المتكاملة في التأهيل والتدريب والإنتاج، إلى جانب الحرص على تعميم مظلة الدعم والرعاية الحرفية، والتي تؤكد سعي الهيئة الدائم نحو ترجمة قيم ومبادئ المسؤولية الاجتماعية للقطاع الحرفي؛ لذلك تتركز جهود الهيئة على تأصيل وتطوير القطاع الحرفي والصناعات الحرفية المختلفة والمنتجات الحرفية، وما وصلت إليه من إجادة ونماء والإصرار الدائم لبلوغ مستويات متقدمة من الجودة المتفردة في أدق التفاصيل المميزة لحِرفنا الوطنية الأصيلة من منطلق تحقيق الرؤية السامية لقطاع الصناعات الحرفية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي تعد نهجا قويما اختطه القائد المفدى منذ بدايات عصر النهضة وحتى اليوم؛ حيث أسهمت تلك الرعاية المتكاملة في تطوير القطاع الحرفي بصفة مستمرة، إلى جانب الحفاظ على الصناعات الحرفية؛ باعتبارها من الموروثات التي تمثل الهوية الوطنية للإنسان العُماني.

وللحفاظ على إنتاجية الحرف ضمن بيئتها الأصلية، انتهجت الهيئة رؤية لتأسيس مواقع وبيئات منتجة للحرف في مختلف ولايات السلطنة، إلى جانب ترميم ما هو قائم منها؛ بهدف إكساب تلك المواقع صفة الاستمرارية في الإنتاج الحرفي، علاوة على حث الحرفيين وتحفيز اهتمامهم بالجوانب المرتبطة بالتسويق والاستثمار الربحي، كما ركزت الهيئة على إنشاء ورش حرفية منتجة مع تشجيع الاجيال الشابة من أبناء الوطن نحو مواصلة انتاج حرف الاباء والأجداد لذلك أثمرت جهود الهيئة في إنشاء وتطوير العديد من مراكز التدريب والإنتاج الحرفي من خلال إعداد استراتيجيات وآليات جديدة تضمن لهذه المراكز الإنتاجية المرجوة لاستيفاء متطلبات السوق المحلي والخارجي.

وفي زيارة ميدانية إلى الجبل الأخضر للتعرف على مراحل إنتاج النباتات العطرية التي ينتجها مركز الجبل الأخضر لتقطير النباتات العطرية وآليات عمل المركز، التقينا عددا من مورِّدي الورد الخام وأصحاب مزارع الورود والحرفيين الذين أكدوا استمرار التعاون بين الحرفيين بالجبل الأخضر والهيئة العامة للصناعات الحرفية؛ من خلال توفير بعض المنتجات الحرفية مثل السعفيات والفخاريات، والإشراف على سير العمل في البيت الحرفي العُماني. مشيرين إلى أنَّ هناك إقبالا على شراء المنتجات الحرفية بشكل جيد خلال فترة الصيف؛ حيث يشهد الجبل الأخضر إقبالا سياحيا كبيرا في هذا الوقت من السنة. وأكدوا أن المركز يدعم الحرفيين من خلال شراء الورد خام بكميات كبيرة خاصة في موسمه من شهر أبريل وحتى نهاية مايو؛ حيث يكثر الورد معتمدا بذلك على هطول الأمطار خلال هذه الفترة وتستمر إلى نهاية شهر مايو.

البيت الحرفي العُماني

وقال عبدالرحيم بن خلف الريامي من شركة بدائع الشريجة لتقطير النباتات العطرية وأحد مستثمري البيت الحرفي العُماني بالجبل الأخضر: إنَّ البيت الحرفي العُماني واجهة للمنتجات الحرفية العُمانية، ويتم من خلاله عرض وتسويق المنتجات الحرفية العُمانية وتعريفهم بالمنتج العُماني. وهناك علاقة طيبة بين البيت الحرفي العُماني بالجبل الأخضر والهيئة العامة للصناعات الحرفية من خلال توفير بعض المنتجات الحرفية مثل السعفيات والفخاريات وباقي المنتجات التي لا تتوافر في الجبل الأخضر، وكذلك الإشراف على سير العمل في البيت الحرفي العُماني.

وأوْضَح الريامي أنَّ البيت الحرفي العُماني بالجبل الأخضر يمارس بيع وعرض المنتجات العُمانية (زيت اللبان العُماني) والمقطرات الأخرى منها المقطرات النباتية كمقطر ماء ورد الجبل الأخضر ومقطر العلعلان (العرعر) ومقطر الجعدى ومقطر اليأس ومقطر القرفة، إلى جانب مقطر القرنفل ومقطر الزموتا ومقطر الثوم ومقطر اللبان، إضافة لمقطر الزعتر ومقطر الكيف ومقطر شجرة الغزال (تفرتيس)، كذلك توجد المنتجات السعفية والفخارية ومنحوتات من عظام الحيوانات وتوجد المنتجات الجلدية والمنتجات الفضية. وقال عبدالرحيم الريامي: واجهتنا العديد من التحديات منها الحصول على العبوه المناسبة لعرض المقطرة حيث لا تتوافر في السلطنة مصانع تنتج العبوه المرجوة للظهور بالمنتج بالشكل المناسب، وصعوبة الحصول على الأجهزة المناسبة للتقطير، خصوصا لاستخراج زيت الورد المحلي بالجبل الأخضر.

وأشاد يوسف بن ناصر بن محمد العمري أحد موردي الخام إلى المركز، بدور الهيئة العامة للصناعات الحرفية من خلال شرائها للورد الخام؛ بهدف دعم المزارع وتشجيعه، إضافة لتقديم إرشادات حول الأجهزة الحديثة وسبل الحصول عليها وكيفية استخدام الأجهزة. وقد استفدنا من المركز استفادة كبيرة وذلك من خلال شرائه كميات كبيرة من الورد الخام منا، وهذا يعتبر وجها من أوجه الدعم، بحيث يحفزنا على زيادة الإنتاج وأن تستمر العلاقة بين المركز والموردين للورد الخام. ويساعد مركز الجبل الأخضر لتقطير النباتات العطرية موردي الورود تأكيدا على حرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية بالاهتمام المستمر في استغلال الورد الخام وتصنيعه بالطريقة التي تراها مناسبة، إضافة إلى تشجيع أصحاب المزارع في السير قدما في الاهتمام بمنتجات الورد الخام وهذا بحد ذاته يعتبر دخل ثابت لكل مزارع وهو ما نأمله من الهيئة، كما ينتج المركز كميات كبيرة من ماء الورد وماء اللبان ويقدمه إلى البيوت الحرفية بمبالغ رمزية بهدف ترويج المنتج العُماني، ودعم رواد الأعمال.

تطوير الطريقة التقليدية

وعبَّر مُحمَّد بن عوض الفلاحي صاحب مصنع تقطير ماء الورد، والذي يعمل في مهنته منذ أكثر من 40 سنة بالجبل الأخضر، عن رضاه عن مستوى التعاون مع المركز.. وقال: على الرغم مما نواجهه من التحديات والصعوبات في بعض الجوانب الخاصة في قلة المياه إلا أن المركز قائم بدوره؛ حيث يقوم المشرفون على المركز بزيارتنا في مقر مصنعنا، إضافة إلى أن المركز يعتبر الداعم الأول في شراء الورد الخام من مزارعنا، كما أن هناك تبادل في التعاون وتقديم الاستشارات والخدمات للمركز متى ما طلب منا خصوصا في الآونة الآخيرة حيث نشعر بأن المركز ومسؤوليه قريبون منا متى ما استدعت الحاجة إليهم.

وحول آلية العمل في مصنعه، قال الفلاحي: نتبع الطريقة التقليدية في استخراج ماء الورد وماء اللبان، إضافة للنباتات الأخرى، وتعودنا عليها منذ سنوات، لكن هذا لا يمنع من وجود آلات حديثة تساعدنا على عملية الإنتاج، وقد طالبنا بذلك ونأمل من القائمين على المركز أن يقدموا لنا الدعم في توفير الآلات الحديثة، حيث إنَّ هناك زبائن يفضلون الطريقة التقليدية في شراء ماء الورد وماء اللبان، كما أن بعض السياح يفضلون العملية الحديثة.

وفي مركز الجبل الأخضر لتقطير النباتات العطرية، التقينا إحدى موظفات عملية تقطير النباتات العطرية جميلة بن علي البحرية، والتي تعمل في المركز منذ 7 سنوات، حصلت خلالها على دورات تدريبية خارجية في كل من تونس والمملكة العربية السعودية، واكتسبت خلالها خبرة في مجال عملها.. فقالت: من خلال زيارتي الأخيرة لمهرجان الورود الطائفي واطلاعي على ما يقوم به الزملاء في الطائف واستخداماتهم لمنتجات النباتات العطرية يمكننا الاستفادة من عملية استخراج زيت النباتات العطرية في تصنيع الصابون والشامبو، إضافة لمستحضرات التجميل؛ وذلك من خلال إيجاد آلات جديدة تقوم بالعملية، إضافة لزيادة نسبة التدريب في مجال تشغيل الأجهزة الحديثة.

مراقبة أجهزة التقطير

وقالت الموظفة عبير بنت مبارك الشريقية: إنَّ عملية تقطير النباتات العطرية بحاجة لمراقبة مستمرة للآلات التي أدخلت في المهنة؛ حيث يترتب علينا الجلوس على مدار الوقت لمراقبة الأجهزة، وكل جهاز يحتوي على 2 كيلو من الورد الخام يتحول إلى ماء الورد بعد أن يمر بمراحله الأساسية.

وقالت خالد بن سيف الهنائي مدير دائرة الصناعات الحرفية بمحافظة الداخلية: وقعت حادثة حريق لبعض آلات تصنيع النباتات العطرية، إلا أن القائمين في الهيئة العامة للصناعات الحرفية قاموا على الفور بإيجاد حلول سريعة كصيانة مبنى المركز بعد الحريق وتجهيزه بمستلزمات السلامة، وصيانة الأحمال الكهربائية وتغيير السعة الكهربائية بالمبنى لكي يتحمل تشغيل الأجهزة والمعدات الحديثة، وتهيئة قسم الإنتاج للبدء في عملية الإنتاج ومده بالخامات المختلفة حسب الخطة المعتمدة لذلك، وزيارة الحرفيين لتكوين قاعدة بينهم وبين المركز للتعاون في أوجه العمل المختلفة، والترويج للمركز في مختلف المحافل والفعاليات بمحافظة الداخلية، إضافة لصيانة أجهزة التقطير السابقة بالمركز، واستيراد أجهزة حديثة لقسم الإنتاج بالمركز بطاقة إستيعابية أكبر من الأجهزة السابقة، وتصميم وتنفيذ ورش العمل وفق عمليات التقطير ومراحلها لتسهيل العمل وكذلك للمحافظة على الأدوات والمواد المنتجة، وتوفير خطوط إنتاجية للمقطرات بالمركز لتلبية احتياجات السوق والمجتمع من هذه المقطرات.

وحول خطوات عملية تقطير النباتات العطرية بمركز تقطير النباتات العطرية بالجبل الأخضر والمواد العطرية المنتجة، قال الهنائي: تمر عملية التقطير بمراحل مهمة كوضع الماء الحار والمادة الخام في جهاز التقطير وإغلاق الجهاز بإحكام، وتشغيل جهاز التقطير ومراقبة درجة حرارة الجهاز، وغليان الماء واصطدامه بالمادة الخام، وبعد ذلك يصطدم بخار الماء بطبقة الماء الباردة ويتكثف ويخرج على شكل ماء مقطر، ويتم تجميع الماء في دورق خاص، وبعد ذلك يتم تعبئة الإنتاج في زجاجات سعة 200 مل، ويتم وضع الملصقات التعريفية للمقطرات، وتشمل هذه الملصقات المعلومات التالية: اسم المنتج، وفوائده، تاريخ الإنتاج والانتهاء.

27 مزارعا وحرفيا

وعن عدد المستفيدين من شراء خام الورد، ذكر خالد الهنائي أنَّ عدد المستفيدين من عملية شراء خام الورد بلغ ما يقارب الـ27 مزارعا وحرفيا بالجبل الأخضر، يتم شراء الورد منهم وفق حاجة الإنتاج اليومي، وتنتج الأجهزة الحديثة بالمركز ما يقارب الـ15 لترا لكل جهاز خلال فترة العمل الرسمية؛ أي أنَّ مجموع الإنتاج لكافة الأجهزة 45 لترا. أما أجهزة الإنتاج الأخرى، فتنتج ما يقارب الـ3 أو 4 لترات خلال فترة العمل الرسمية أي ما يقارب الـ16 لترا.

وعن خطة 2016 لتصنيع المواد العطرية المنتجة وفق خطة معتمدة من قبل جهات الاختصاص، قال: وضعت الهيئة العامة للصناعات الحرفية خطة لهذا العام لمركز تقطير النباتات العطرية؛ حيث من المتوقع أن يتم إنتاج زيت اللبان سعة 10 ملل وزيت اللبان سعة 1 لتر، وماء الورد الأبيض سعة 200 ملل، وماء الكيف سعة 200م، وماء اللبان سعة 200 ملل، وماء الياس سعة 200 ملل، وبخاخ الورد التقليدي سعة 10 ملل، وبخاخ الورد الأبيض سعة 10 ملل، وبخاخ اللبان سعة 10 ملل، وبخاخ الياس سعة 10 ملل، كما أنَّ خطط الهيئة تقتضي رفع الإنتاج الحرفي لجميع المراكز؛ ومن ضمنها مركز الجبل الأخضر.

تعليق عبر الفيس بوك